إعلان

"لحظات" ميدفيست.. كيف عاد مهرجان الصحة والفن في نسخته الرابعة؟

05:12 م السبت 22 يناير 2022

فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان ميدفيست

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

بعيون مشدوهة أخذت تتابع دكتورة سهر أحمد، الأفلام القصيرة السبعة المعروضة، والتي تُناقش قضايا نفسية وصحية مُختلفة، اختبرت الصيدلية الشابة مشاعر مختلفة خلال حضورها الأول لمهرجان ميدفيست للأفلام، لم تتوقع أن تحضر فعالية تمزج بين الطب والأفلام بشكل سينمائي ممتع ومليئ بشحنة مشاعر "مش مجرد معلومات وحاجات جامدة، لكن بنشوف التجارب دي من خلال بني آدمين ونحس بيهم".

وانطلق الخميس الماضي، فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان ميدفيست، المهرجان الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من خلال عرض 31 فيلمًا يعقبها جلسات نقاشية مع خبراء في مجالي الصحة وصناعة الأفلام، مستمرًا حتى 23 من يناير الجاري.

في عام 2017، حينما انطلقت النسخة الأولى من المهرجان المتنقل للأفلام القصيرة، حضرت الدكتورة هيام عبدالباسط، تحمست للفكرة خاصة وأنها تجمع بين شغفيها حُب السينما والأفلام وأيضًا مجالها كصيدلية تعمل بأحد مراكز الأورام، كانت تجربة جديدة بالنسبة لها ألا تغادر قاعة السينما عقب انتهاء الفيلم مباشرة، بل تمضي قرابة الساعة لحضور الجلسات النقاشية "هي أكثر حاجة ممتعة بالنسبة لي، بتخلينا نخرج مشاعرنا وأفكارنا ونشاركها مع بعض".

"لحظات" هي السمة الأساسية للنسخة الرابعة من ميدفيست، كما يشرح دكتور مينا النجار مؤسس ومدير المهرجان لمصراوي " فكرة لحظات بتربط بين الطفولة وحياتنا دلوقتي، باب مفتوح لأفلام كتير وأننا نرجع نتساءل عن طفولتنا، وعلاقة ده بصحتنا الجسدية والنفسية".

1

على مدار العامين المنصرمين تعطل مهرجان ميدفيست السينمائي بسبب تداعيات جائحة كورونا، غير أن القائمين عليه حاولوا ألا تتوقف نشاطاته، في عام 2020 عادوا لبرنامج من النص للشاشة، من خلال مساعدة أطباء لتطوير سيناريوهات أفلامهم وتشبيكهم مع صانعي الأفلام، فضلًا عن حملة للتوعية بالعنف ضد المرأة، وإقامة تعاونات مع مهرجاني القاهرة والجونة السينمائيين، وفي عام 2021 أُطلق برنامج سفراء، إذ جمع "15 بنت وولد من محافظات وجامعات مختلفة لتدريبهم إزاي يبقوا فاعليين ثقافيين".

تحظى النسخة الرابعة بعدد أكبر من الورش التي ينظمها ميدفيست؛ 12 ورشة تحمل تجارب مختلفة مثل ورشة للصحة النفسية للممثلين وأخرى للأطباء، فضلًا عن تجربة مسرحية فريدة تجمع بين الطب والمسرح من خلال عرض "أوسكار والسيدة الوردية".

في كل نسخة للمهرجان ثمة تحدي لاختيار أفلام مختلفة وثرية بالتجارب الإنسانية، يحاول المسئولون عن البرمجة التنويع بين أفلام الرسوم المتحركة، التسجيلية والروائية "بنحاول تبقى وجبة مختلفة، لكن تمّس المشاهد بتجربتها الفنية".

قرابة 31 فيلمًا قصيرًا، من بينهما فيلمين مصريين "خمستاشر" للمخرج المصري سامح علاء، وفيلم "سيدة" للمخرجة نسمة زعزوع، فيما يُختتم المهرجان غدًا الأحد بالفيلم البريطاني وبحضور الممثلين الرئيسيين للفيلم، في أول عرض له خارج أوروبا.2

تمتزج الجلسات النقاشية بين الحديث عن السينما والطب، استعراض أفكار سينمائية، مثل تطويع أفلام الرسوم المتحركة كطريقة سردية حُرة للتعبير عن الفكرة، وأنها ليست بالضرورة وسيلة لتقديم أفلام كرتونية مُسلية، وصولًا إلى القضايا الصحية الجسدية والنفسية وكيفية تقديمها بالشكل الصحيح على الشاشة.

خلال الجلسة النقاشية لعروض افتتاح المهرجان، تحدثت الدكتورة وعضو الكلية الملكية للأطباء النفسيين، د. ملك شريف دوس عن التغيرات التي طرأت خلال السنوات الماضية على الدراما والسينما من خلال الاستعانة باستشاريين ومتخصصين في القضايا المتعلقة بالصحة الجسدية والنفسية "زي مسلسل تحت السيطرة اللي غير مفاهيم مجتمعية تجاه الإدمان"، وغيرها من الأعمال الفنية التي ناقشت مؤخرًا اضطراب فرط الحركة وكفالة الأطفال.

"كنت متخيل أن الأفكار اللي بتضايقني وحاسس بيها، جوة دماغي أنا بس". قدّم افتتاح المهرجان الممثل يوسف عثمان، ليسرد حكاية معرفته الأولى بميدفيست في أكتوبر العام الماضي، حينما حضر جلسة نقاشية عن الصحة النفسية للممثلين.

كان مُلهمًا بالنسبة للممثل الشاب موضوع الندوة، والذي يُغفل مناقشته بعمق ليُعبر الممثلين عن مشاعر وصعوبات نفسية تواجههم في مجالهم "ظروف الصناعة وعدم الاستقرار اللي بنقابله ومشاكل نفسية قدام وورا الكاميرا"، لذا لم يكن ليفوّت حضور النسخة الرابعة من المهرجان.

43

في النسخة التي تركز سمتها الأساسية على لحظات الطفولة، كان حضور يوسف مؤثرًا، وهو الذي بدأ تجربته السينمائية الأولى عبر فيلم بحب السيما "اختيار ذكي، لأن الفيلم فتح صندوق جديد في موضوعات السينما، ومرتبط بالطفولة وعنها"، تقول المنتجة السينمائية آية دوارة، والتي أدارت الجلسة النقاشية الافتتاحية للملتقى.

يُعبر دكتور خالد علي، أحد المؤسسين والمدير الفني للمهرجان عن سعادته بتنظيم النسخة الرابعة، ووصول رحلته مع ميدفيست لتلك النقطة "بقى في حضور أكبر ومتنوع، طلاب مش بس من كلية الطب، بكن كلية الصيدلة والإعلام والقانون والخدمة الاجتماعية، وجذبنا قاعدة أكبر من صناع العمل الإبداعي".

للمرة الثالثة تأتي فيكتوريا هامر من إنجلترا لمصر خصيصًا لحضور فعاليات ميدفيست "دائمًا ما أستمتع بحضور الأفلام والمناقشات، تجربة تساعد على أن تظل قضايا الأفلام محفوظة في عقلك ووجدانك".

رغم عدم إتقانها للعربية إلا أنها تعيش التجربة بأكملها كما تحكي لمصراوي "الأفلام بها ترجمة إنجليزية أيضًا ودائمًا ما يساعدني المنظمين بترجمة المناقشات الجارية".

3

خلال هذه النسخة، تشارك فيكتوريا في إلقاء محاضرة عن الأطفال في دور الرعاية في مصر وإنجلترا بمشاركة دكتور خالد علي، المؤسس والمدير الفني للمهرجان "سوف أقدم بحث علمي من جامعة كامبريدج عن مشاكل الأطفال في دور الرعاية، نظرة المجتمع لهم ونظرته له، ومتحمسة للتعرف على تجربة مؤسسات مصرية مثل "بناتي" للموضوع ذاته والعودة بذلك لإنجلترا".

تعمل فيكتوريا كمقدمة لجلسات نقاشية بين الأطفال والبالغين والباحثين العلميين في تجربة بارزة إذ "يقود الأطفال البحث العلمي عنهم من خلال وجهة نظرهم، ما الأسئلة اللي تطرح وشكلها، وما الوسيلة الأمثل للتواصل".

لا تزال تتذكر عائشة متولي عيد مشاعرها الأولى حين حضرت الملتقى في 2017 "كانت أول مرة أشوف سينما مختلفة وأرجع البيت لسة بفكر في الأفلام ورسالتها".

غيرت الأفلام من نظرة السيدة تجاه التعامل مع الأطفال "بتنبه الواحد لحاجات بتحصل في المجتمع قدامنا بس مش مركز فيها أو مش عارف وجهة النظر التانية للي بيعاني".

5

خلال العروض الحالية أحبت فيلم "Under my Skin"، والذي يحكي عن تجربة طفلة من كينيا مع

نقص المناعة المكتسبة "طول الفيلم نفسها تحكي لصاحبتها المقربة عن المرض بس خايفة، وده بيحصل بكتير نحفظ اللي جوانا مع نفسنا ونبقى خايفين من حاجة متكسفش زي المرض.. الأفلام بتعلمنا نبقى منفتحين ومنخجلش".

مع كل نسخة جديدة من المهرجان تكبر أحلام النجار تجاه ميدفيست "نفسي نعمل سينما أكثر ونتفرج أكثر ويبقى في تواصل أكبر بين الصناع والجمهور"، فيما يتمنى أن تجوب النسخة الرابعة من المهرجان في محافظات مختلفة.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان