لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

200 صورة من الصعيد.. "جذور" معرض يخلق ذاكرة بصرية لأهل الجنوب

04:35 م الخميس 20 يناير 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

ما بين ابتسامة عفوية لطفلة، رجل يقف بزهو أمام الكاميرا مرتديًا جلبابه وعمامته، وسيدة تلتحف بملابسها التراثية؛ قرابة مائتي صورة من صعيد مصر تستقر على جدارية بالقرب من تمثالي ممنون بالأقصر، وذلك ضمن معرض "جذور" الذي تنظمه منصة "Humans of Upper Egypt"، بالتعاون مع "الأقصر جاليري أرت".

قبل عشر سنوات أسس محمود الهواري، وفاتن أبو بكر المنصة من أجل خلق ذاكرة بصرية حيّة عن أهل الصعيد في مصر، يجوب المصوران الشابان محافظات مختلفة، يوثقان العادات والتقاليد، الألعاب الشعبية، الملابس التراثية، ليالي الذكر، ووجوه متنوعة لأهل البلد.

1

حاول الفنانان تحقيق الهدف ذاته خلال معرض "جذور" المُقام حاليًا في محافظة الأقصر، من خلال سرد حكايات مختلفة من صعيد مصر كما تشرح فاتن أبو بكر، أحد المؤسسين والمدير التنفيذي للمنصة، إذ طُبعت الصور داخل الجاليري على جلد، بينما المعرض الخارجي ضم مائتي صورة تُحاوط الجدارية من كل جانب.

في مكان أثري هام، أُقيم المعرض من أجل تعريف السائحين أيضًا على جانب تراثي هام من أهل الصعيد "فكرة المعرض والمنصة نابعة أننا مش عايزين الصعيد يفضل يتقدم بالشكل التقليدي أنه تار وفقر، لكن ده مجتمع غني بعادات وتقاليد وأزياء وأفراح وأكلات وأماكن سياحية وتاريخ"، تقول فاتن لمصراوي.

2

أمام الجداريات يقف السائحون لتأمل اللوحات المختلفة المعروضة، يسألون عن الألعاب الشعبية بالصعيد مثل المرماح، متى تُقام وكيفية الحضور، فضلًا عن الاهتمام بأزياء السيدات الموثقة "الزائر في أغلب الوقت بيشوف المعابد والأماكن الأثرية ومش بيلحق يقرّب من أهل البلد، ويتعرف على تاريخ تاني يقدر يسمعه ويتفاعل معاه".

قبل عشر سنوات بدأت رحلة محمود الهواري مع منصة "Humans of Upper Egypt"، لم يكن التوثيق حينها بهيّن، لكن على مدار تلك السنوات صار هناك تفهمًا أكبر لمهمته خلال التصوير "كان وقتها تصوير الستات في الصعيد مهمة صعبة، دي حاجات خدت منه وقت طويل ومجهود يقدر يخلي الناس تتحول من أنه عيب نتصور، لأنهم يبقوا فخورين يعبروا عن نفسهم قدام الكاميرا".

3

في البدء لم يكن الأمر سهلًا أيضًا مع الرجال "لأنه الاعتقاد الصورة الحلوة لازم يتشيّك لها ويلبس بدلة أو قيمص وبنطلون" تقول فاتن، بينما مع الوقت أدرك أهل البلد أن الصورة الحلوة هي التي تُعبر عن أصالتهم وجذورهم.

يُكوّن فاتن ومحمود علاقات مع أهالي أي مكان قبل تصويرهم، تُصبح السيدات أبطال صور فاتن أصدقاء وعائلة كبيرة تنمو يوميًا، وتصبح الصور تعبيرًا حقيقيًا عن أرواحهم وليس ملامحهم وحسب "حلمنا نعمل ذاكرة بصرية عن أهل الصعيد بمختلف الأعمار ونوثق أكثر التراث والعادات والتقاليد، وميبقاش المراجع لكل ده أجانب بس".

4

تجارب مختلفة خاضها أصحاب المشروع من أجل عرض الصور، سواء بالتعاون مع فنانين بصريين أخرين "اتعمل بصور من الموالد وحلقات الذكر جداريات في برلين"، وإقامة معارض أخرى بالصعيد وخارجها، لكن جذور الأول الذي ينظمه ويشرف عليه الفنانان باسم المنصة.

انهمك فاتن ومحمود في تحضيرات المعرض الحالي، التيقن من أن كل التفاصيل حاضرة وتُعبر عن روح أبطال الصور "اختارناها بشكل يليق مع كل رُكن في الجدارية، الصور اللي هتبقى في السقف أو في الجنب تبقى كمان زاويتها ملائمة لكدة"، أما المعرض المطبوع على جلد والمستمر لثلاثة أسابيع "عارضين 6 لوحات وقررنا أنها لو اتباعت هندفع الفلوس للطلاب غير القادرين على دفع مصروفات المدرسة".

5

لم تكن ردود الفعل مقتصرة على السائحين وحسب، بل كان الحضور مُكثف من أهل الأقصر، يتفحصون الصور المعروضة على الجدارية، يبتسمون إذ تلمس الصور جانبًا من شخصياتهم وثقافتهم أيضًا "قالولنا أننا غيرنا من المكان 180 درجة"، فيما تحمسوا أكثر لأن يكون لهم صور أيضًا ضمن الجدارية "كنا مبسوطين أن هدف المعرض اتحقق، أنه عن الصعيد ولأهله، وللناس العادية مش بس للأجانب".

6

بجوار المعرض ثمة معصرة أراد صاحبها أن يُلتقط صورًا له والعاملين بالمكان فضلًا عن جيرانه بالمنطقة، لذا قرر فاتن ومحمود تخصيص يوم السبت المُقبل لتصويرهم ولأي مُتردد على المعرض ويرغب في التقاط صورة "وهنديلهم الصور دي هدية"، فيما ستظل الجدارية بالمائتي صورة قائمة دون إزالة حتى مع انتهاء فترة المعرض الأساسية، لتظل ذكرى بصرية حيّة لأهل الصعيد وتذكار من أصحاب المنصة.

فيديو قد يعجبك: