لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد مقتل ابنها.. حكاية قناوية تدعو نساء الصعيد لرفض الثأر واللجوء للقضاء

12:40 م الأربعاء 12 يناير 2022

قناوية تدعو نساء الصعيد لرفض الثأر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد الصاوي وسامح غيث:

تصوير- أسماء يسري:

رسوم- سحر عيسى:

على مدار 4 سنوات، ظلت المحامية أماني أبوسحلي تحاول وقف الثأر بين عائلتها وعائلة المخالفة بمدينة فرشوط بقنا، دون جدوى، كونها ليست من أولياء الدم "أي لم يقتل ابنها أو زوجها"؛ حتى قتل ابنها الأكبر أثناء ذهابه إلى المدرسة على يد شباب من العائلة الأخرى.

لم تغير الأم المكلومة موقفها، رفضت الخضوع لمطالب عائلتها بضرورة الانتقام من القتلة، غادرت وزوجها مسكنهما وتوجها إلى السعودية لأداء العمرة، هرباً من ضغط أفراد عائلتهما المطالبين بالثأر.

2 (1)

الخصومة الثأرية بين عائلتي السحالوة والمخالفة، بدأت إبان انتخابات مجلس الشعب 2010، بعد تلاسن بين أفراد العائلتين، عقب خسارة مرشحيهما في الانتخابات تطورت إلى مشادات، أعقبها بأيام قيام أطفال من عائلة المخالفة برش مياه على أطفال الجانب الآخر. لتندلع اشتباكات بين العائلتين ظهر الجمعة 23 يونيو 2011، انتهت بمقتل شاب من عائلة "المخالفة".

بعد مفاوضات استمرت 10 أشهر، نجحت لجنة المصالحات في إنهاء النزاع بين العائلتين، لكن في اليوم التالي قتل 4 أفراد من عائلة "المخالفة" الشيخ حسان أبوسحلي أثناء خروجه للعمل في السابعة والنصف صباحاً.

منذ مقتل الشيخ حسان، أخذت الاشتباكات تتجدد بين العائلتين على فترات متباعدة، حتى سقط 12 قتيلا من العائلتين و4 من الأهالي تصادف وجودهم وقت الاشتباكات.

طوال تلك الفترة، حاولت أماني أبو سحلي عبثاً وقف الاشتباكات بين العائلتين، لكنها فشلت في ذلك حتى وصل الثأر لأسرتها.

عشية الأربعاء 17 يونيو 2015، جلست أماني تقنع ابنها ساهر بعدم الذهاب الى المدرسة صبيحة اليوم التالي، خشية تعرضه لمكروه "العيلتين كل شويه يتخانقوا ويضربوا نار"، لكن الابن تمسك بحضور الامتحان: "معتقدش أنهم يضربوا طفل في التار".

4 (1)

صباح (الخميس) توجه ساهر الى المدرسة رفقة 3 من أصدقائه (جميعهم من عائلة السحالوة)، وقبيل وصولهم المدرسة هاجمهم شباب من العائلة الأخرى، أمطروهم بوابل من النيران، ما أدى الى مقتل ساهر وإصابة أحد أقاربه.

عقب تشييع جثمان الطفل، تجمع شباب عائلته يعدون العدة ويجهزون الأسلحة، يتناقشون في كيفية الثأر له. نظرت لهم والدة ساهر "أماني" ومشاعر مختلطة بين حزن وحسرة وألم، وصرخت فيهم: " الصلح آتٍ آتٍ، كلكم أولادي ومعنديش استعداد أضحي بحد تاني"، وطالبتهم بضبط النفس وعدم التسرع.

مع إصرار أفراد العائلة على الثأر، لم تجد مفراً إلا التوجه إلى الله، غادرت أماني وزوجها النائب حمزة أبوسحلي، المنزل وتوجها إلى السعودية لأداء مناسك العمرة، وبعد عودتهما اتفقا مع الأجهزة الأمنية على قبول الصلح مع العائلة الأخرى.

لم تكتف أماني بإنهاء الخصومة، لكنها تبنت فكرة تشكيل لجنة للمصالحات الثأرية النسائية "مبادرة صعيد بلا ثأر"، من خلال طرق الأبواب والتحاور مع النساء للتوعية بمخاطر الثأر وآثاره السلبية على الأسر والمجتمع.

وقالت أماني إن المرأة هي المحرك الأساسي لجرائم الثأر في الصعيد وأن المبادرة تستهدف الحد من هذه الظاهرة من خلال التحاور مع السيدات عن خطورة الثأر وضرورة اللجوء للقضاء.

نهاية يونيو 2021 أطلق اللواء أشرف الداودي محافظ قنا، مبادرة "قنا بلا خصومات ثأرية"؛ لبحث الأسباب الرئيسية لانتشار ظاهرة الخصومات الثأرية في المجتمع، والتعرف على المعوقات التي تحول دون الوصول إلى مجتمع خال من الخصومات الثأرية، ومناقشة المقترحات والحلول التي تساهم في الحد من انتشار ظاهرة الثأر، والقضاء عليها تماما.

خلال الفترة من مايو 2014 وحتى يونيو 2021، نجحت محافظة قنا بالتعاون مع مديرية الأمن ولجان المصالحات في إنهاء ١٣٢ خصومة ثأرية، بحسب دكتور حازم عمر نائب محافظ قنا.

القصة من ضمن ملف "حاكمات الدم والصلح"، لقراءة الملف كاملا عبر تقنية الـ"cross media" اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: