لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عازف الكولة عبدالله حلمي.. صوت لم يفقد بريقه رغم المرض (بروفايل)

04:50 م الثلاثاء 11 يناير 2022

عازف الكولة عبدالله حلمي

كتب- محمد مهدي:

يعاني عازف الكولة الشهير عبدالله حلمي منذ شهور عديدة من سرطان الحنجرة، يخوض معركة مستمرة مع المرض ما بين صعود وهبوط أدت إلى فقدان النطق لكن الفنان البديع لم يفقد صوته عند جمهوره الواسع في مصر والوطن العربي ودول أوروبا، "حِسه" يُلازم الجميع لرقة أدائه وموهبته الشديدة ومهارته المتمرسة في العزف، فلا أحد ينسى حضوره المبهر في موسيقى المال والبنون والليل وأخره والبرئ والليلة يا سمرا.

صوت عبدالله لم يختفِ منذ أطلق لحنجرته العنان وهو طفل يحبو في منزل عاشق للآلات الموسيقية فوالده هو العازف المبدع حلمي حسين الذي يُجيب العزف على "الكولة والناي والعود والكمانجة والأرغول" كما يذكر في لقاء تلفزيوني سابق، نشأ الصبي على موسيقى تحوم حوله في كل شِبر، كانت النداهة حاضرة أينما ذهب فاختار الانطلاق نحوها لينهل من الفن والجمال والإبداع لتبدأ مسيرته الحقيقة مع آلة الكولة التي لم تفارق فمه لعقود عديدة.

لم تكن علاقة العازف الكبير بالكولة سطحية أو مشروطة بالعمل فقط، بل صارت جزء من روحه، يبحث عن أخشابها ويصنعها بنفسه، يتلمسها برقة وهدوء حينما يعزف، يشعر كأنه يملك الكون حينما يمسك بها جيدا وينهمك في إصدار موسيقى ساحرة، يتحدث بثقة عن مدى أصالتها "الكولة بتاعتي عمرها أكتر من 300 سنة، عشرة عُمر، من وقت للتاني لازم أرويها بالمايه عشان تتنفس من جديد" لذلك ظلت بجواره طوال خطواته في المجال.

صورة 1

من خلال موهبته صنع عبدالله نغمة خاصة في الوسط الفني، بات رفيق كبار النجوم "عزفت مع نجاة، وعرفت الحجار ومنير وهاني شاكر في الجيش، ولعبت مزيكا مع عمرو دياب، واشتغلت أكتر من 90 % من ألحان الموسيقار الكبير عمار الشريعي" مع الحجار صال وجال في العديد من الأغنيات الشهيرة من أبرزها "تجيش نعيش" و"عم بطاطا" فيما حضر بقوة بجانب "الكينج" في أغانيه وحفلاته ليظهر إلى الوجود الغنوة الفريدة "الجيرة والعشرة" و"أحمر شفايف" و"حاضر".

مع الشريعي كانت له أيام وبصمات وذكريات خالدة في دنيا "المزيكا" يسرد بعضها الموسيقار العبقري في مداخلة هاتفية لبرنامج يحتفي بعازف الكولة الكبير "أول مرة أعرف عبدالله كان سنة 1982، عملنا سوا دموع في عيون وقحة، عمل الصولو الشهير في المقدمة، وكانت نقلة في حياتي وحياته" يرى أن آلة الكولة تعبر عن الموسيقى المصرية لذلك استعان بها في معظم ألحانه "وخاصة لما يكون العازف بمستوى عبدالله بحساسيته وشفافيته وذكائه الفطري، عبدالله مدهش، ظاهرة من الظواهر الموسيقية، الفنانين اللي نسجوا بآلاتهم حالة إبداعية غير متكررة.

ترك عبدالله مصر لـ 7 أعوام في بداية مشواره "روحت فرنسا، عشت هناك وعزفت في أكبر الأماكن" كان يبحث عن مجد آخر، عن فرص جديدة للكولة المصرية في بلاد الأجانب، أن يدفع بفنه إلى العالمية وأن يكتشف جمهور لم يقف أمامه من قَبل، ليحقق نجاحات لذيذة "اشتغلت هناك مع جورج وسوف وعبدالله الرويشد وعبادي الجوهر وراغب علامة" فضلا عن المطرب اللبناني وليد توفيق، اقتطف هناك ثمار موهبته في تصفيق حاد من المعجبين قبل أن يقرر العودة إلى محبوبته القاهرة.

مرور الوقت منح عبدالله خبرات كبيرة وشهرة واسعة ومكانة عالية لدى الجمهور المصري والعربي، بات تواجده على المسرح رفقة كبار المطربين علامة مسجلة للنجاح، يتركون له المساحة كاملة لأداء "صولوهات" بالكولة لإرضاء شغف المستمعين ودفعه هذا التألق إلى مشاركته في ألبوم "الله مصر" للفنان السنغالي "يوسو ندور" بالتعاون مع الموسيقار المصري فتحي سلامة وأوروكسترا القاهرة السيمفوني ليحصد العمل جائزة جرامي العالمية كما جرى تكريم عازف الكولة من قِبل مهرجان الموسيقى العربية في نسخته الـ 25 عام 2016.

بعد الأخبار المتداولة عن مرض العازف الرائع للكولة اندفع الجمهور في مظاهرة حُب للتعبير عن امتنانهم لأعمال عبدالله حلمي، استعادوا أيامهم الحلوة مع عزفه، والحفلات التي حضروها من أجله، والأعمال التي تابعوها باهتمام بالغ للانصات إلى بصمته الموسيقية في تلك التجارب في تأكيد على أن السرطان وفقدان النطق لن يوقف الوصال الدائم بينهم و"مزيكته" الفريدة إلى الأبد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان