لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"سند لأسرته وجدع مع أصحابه".. قصة فقيد التلفزيون المصري في حادث طريق السويس

07:11 م الثلاثاء 07 سبتمبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

الابتسامة التي اشتهر بها أحمد عادل، المونتير بقطاع القنوات المتخصصة، تلاشت فجأة مع انقلاب حافلة يستقلها مع أسرته في طريق السويس القاهرة، قبل أن يفقد حياته وأولاده في الحادث الأليم، مخلفا موجة ثقيلة من الأحزان في بيت العائلة وداخل مبنى الإذاعة والتلفزيون الذي ينتمي إليه الراحل "مكناش مصدقين الخبر، ناس كتير عيطت لحظتها، وفي المدافن شوفنا زحام من حبايبه اللي جايين يودعوه" يذكرها زميله حسن شبكة، مشرف فني بإدارة المونتاج بالقنوات المتخصصة.

صورة 1

كان عادل عائدا من إجازة صيفية قضاها رفقة زوجته وطفليه في مدينة شرم الشيخ لكن فرحته لم تكتمل، توقف كل شيء بانقلاب الأتوبيس الذي يحمل عدد كبير من الركاب، انتقلت سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث لكنها لم تتمكن من إنقاذ الجميع حيث توفى 12 شخصا وأُصيب 38 آخرين من بينهم أسرة المونتير الشاب "أنا في التلفزيون من سنة 99، عمرنا ما عشنا موقف زي دا، إن زميل لينا وأولاده توفوا في حادث، ويكون عزيز وغالي على الناس كلها".



ويعمل عادل منذ سنوات طويلة في القنوات المتخصصة كمونتير لعدد من البرامج الثقافية "واشتغل الفترة الأخيرة في لجنة التطوير بالقناة الأولى" منذ اللحظة الأولى عُرف عنه موهبته الشديدة وإخلاصه وتفانيه في العمل "كل اللي اشتغلوا معاه بيشكروا فيه لأنه شخص طموح ومكافح وبيطور من نفسه دايما" يحرص على خروج عمله بأفضل صورة ممكنة ومن خصاله الطيبة التعاون مع جميع زملائه.

وفي بيان رسمي نعت الهيئة الوطنية للإعلام الفقيد مؤكدة أنها تلقت ببالغ الحزن والأسي نبأ رحيله، فيما وجه حسين زين رئيس الهيئة بسرعة إنهاء كافة الإجراءات وتقديم المساعدة اللازمة وتوفير الرعاية الكاملة لزوجته المتواجدة بالعناية المركزة نتيجة الحادث، داعين الله عز وجل أن ينعم عليها بالشفاء العاجل، فضلا عن تقديم العزاء والمواساة لأسرته وزملائه بالعمل في مصابهم الأليم، داعية الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان.

صورة 2

ويتذكر شبكة الكثير من المواقف التي لا ينساها لزميله عادل "تدينه وحرصه على الصلاة وإنه يشجعنا دايما نقوم نصلي معاه وخاصة في الفترة الأخيرة" فضلا عن "جدعنته" في كثير من الأوقات مع زملائه "جدع جدا وبيخدم أي حد مهما كان الطلب" وهو ما ظهر جليا خلال مراسم الدفن "أصحابه وحبايب وعيلته، والكل كان منهار لأنه قريب منهم والحادثة صعبة أوي".

عُرف عن عادل تعلقه بأسرته ومحاولاته الدائمة لإسعادهم "ولاده ومراته هما حياته، بيشتغل كتير عشان يوفر لهم الحياة الكريمة" يواظب على الاتصال بوالديه للاطمئنان عليهم دائما وتلبية كافة طلباتهم باهتمام بالغ، وهو ما يؤكده هشام دهب، معد ومخرج بالتلفزيون المصري "حضرت معاه مرض حد من قرايبه بكورونا وإزاي ساب الشغل والدنيا كلها وفضل جنبه لحد ما أطمن عليه، مكنش خايف على نفسه إنه يتصاب أو بيفكر في حاجة غير المريض وإزاي يقوم بالسلامة".

صورة 3

عقب سماع الخبر الحزين شعر دهب بالأسى مما دفعه إلى جمع عدد كبير من صور الراحل ووضعها في تصميم بسيط وكتابة كلمات التعازي عنه موضحا قيمة عادل كزميل عزيز وشخص يملك موهبة كبيرة في مجال عمله والخسارة الفادحة للتلفزيون المصري بعد وفاته "من الناس الشاطرة اللي تحب تدي الشغل حقه وزيادة"أحيانا يجلس لساعات داخل غرفة المونتاج للانتهاء من عمله رغم تخطي ساعات العمل الرسمية.

ولا تزال تحقيقات النيابة العامة بالسويس جارية بعد تشكيل فريق عمل للتحقيق في الحادث الي انتقل على الفور إلى مكان الواقعة وجرى معاينة الأتوبيس وآثار الحادث وكيفية استخدام المكابح، فيما صرحت بدفن الجثامين من بينهم سائق الأتوبيس مع طلب تحريات المباحث وتقرير الصحة عن المتوفين والإصابات التي لحقت بهم، فيما أفادت الشهادات الأولية للناجين عن اصطدام الحافلة بالحاجز الخرساني المخصص لحارة الملاكي وعدم التمكن السائق من السيطرة على عجلة القيادة مما أسفر عن الانقلاب.

صورة 4

ويتابع زملاء عادل عن كثب الأخبار الواردة عن زوجته التي تمكث في العناية المركز بأحد المستشفيات للدعاء لها فيما يحرص الجميع على تبادل الاتصالات مع شقيقه فضلا عن والديه مع وجود نية لإقامة مبادرة لتقديم كافة سبل الدعم المعنوي والمادي "والحقيقة إن الإدارة والعاملين عايزين يعملوا أي شيء لعادل الله يرحمه وأسرته ودي أقل حاجة لشخص نبيل زيه".

فيديو قد يعجبك: