لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من شريف إلى الملكة إليزابيث.. كيف وصلت رواية مصرية للقصر الملكي البريطاني؟

10:11 م الأحد 22 أغسطس 2021

شريف الحطيبي صاحب رواية التاجر التي وصلت للقصر ال

كتبت - إشراق أحمد:

ذات ليلة، من شهر إبريل، العام الماضي، بينما يشاهد شريف الحطيبي إحدى حلقات المسلسل الأجنبي "التاج the crown"، نازعه الحنين لأيام طفولته في لندن، وراوده الخيال لحظة معرفته أن ثمة شاعر مخصص للملكة إليزابيث الثانية في القصر الملكي البريطاني. حدث الحطيبي نفسه "يا سلام لو كنت الشاعر بتاعها ولا بعت لها رسالة؟"، ثم فجأة توقف وعاد للواقع برغبة حقيقة في إرسال روايته الأولى التي كانت في طريقها للنشر إلى ملكة بريطانيا.

عكف الحطيبي، مقدم البرامج في قناة Cbc سفرة، على كتابة روايته "التاجر" لما يزيد عن 6 أعوام. كانت بالنسبة له مشروعه المنتظر طويلاً "بقالي فترة كبيرة بأكتب ومقدرتش أحط لنفسي خطة للنشر"، وحينما جاءت اللحظة، ارتبك الحطيبي. لا يعلم ما رد الفعل على روايته الأولى، ستنال القبول، سيكون هناك عائدًا ولو معنويًا أم لا؟

كان ما يعقب الرواية "حاجة بعيدة جدًا" كما يقول الكاتب، لهذا وجد أنه يحتاج لدفعة، ولم يجد أفضل من تلك الخطوة "قلت أكافيء نفسي معنويًا. أحس أني في يوم من الأيام كتبت قصة وراحت تحت سقف القصر الملكي".

1

ليس للحطيبي أصول إنجليزية بل مصرية خالصة حسب وصفه، لكن يحمل مكانة لبريطانيا تتجاوز حمله لجنسيتها "أنا اتولدت في لندن وعشت فيها لغاية عمر 6 سنين". غادر مرغمًا مع أسرته لظروف مرض جده لأمه التي قررت بعد وفاته ألا تعود مرة أخرى.

لم تنتزع العودة إلى مصر تفاصيل الحياة اللندنية من الحطيبي، طالما شعر أن لديه رغبة في التواصل "فضلت مرتبط بالثقافتين المصرية والإنجليزية حتى لما درست أدب في المدرسة القدر خلاني أدرس نجيب محفوظ وشكسبير". لا ينسى صاحب رواية التاجر المنشورة بالإنجليزية كيف رجع للمناطق ذاتها بعد 30 عامًا حينما سمحت الفرصة بالسفر إلى بريطانيا.

2

كل ذكريات الحطيبي دفعت لتنفيذ رغبته. سريعًا توجه للبحث على موقع الحكومة البريطانية، استند الحطيبي على معرفته بإمكانية أي بريطاني أو مَن يحمل الجنسية أن يراسل الملكة من أي مكان في العالم، وهناك بريد ملكي يُلزم القانون بأن يصل للملكة كل جواب مرسل إليها بل وأحيانًا ترد على تلك المراسلات، لكن ثمة عقبة "ممنوع إرسال الكتب لأنه يعتبر هدية والهدايا ممنوعة".

لم يتراجع الحطيبي وصمم على المضي "لقيت أنه مش متحدد الجواب يكون كام صفحة قلت أبعت جواب من 200 صفحة"، يبتسم الكاتب المصري بينما يقول إنه طبع الرواية على ورق A4 ولم يرسلها بهيئتها المنشورة عليها.

3

أصبح كل شيء جاهزًا للإرسال. أغلق الحطيبي الطرد على نسخة الرواية وخطابًا يحمل كلماته. كتب الحطيبي للملكة عن مشاهدته للمسلسل المصنوع عنها، والرؤية التي شكلها بعده "شوفت أن القصر الملكي والملكية عمومًا أو الحكم بيكون للمصلحة العامة وعمرك ما هتوصلي للمصلحة العامة من غير ما تشاركي الأراء الفردية ومفيش أفضل من الفن أقدر أشارك بيه نظريتي الفردية". تعاطف الكاتب إنسانيًا مع الملكة كما يقول فأراد أن تكون رسالته داعمة لها في الوقت ذاته كأنما يرسل لأحد من أصدقائه، فانهى الرسالة بأمنية لها "إن شاء الله تقرأي الرواية وأنت بتشربي شاي بعد يوم طويل وتحسي أنها بسطتك".

ما كان أمام الحطيبي سوى خطوة واحدة؛ أن تصل الرواية والرسالة من مكان إقامته في أكتوبر للقصر الملكي، ذهب إلى شركة شحن، أعطاهم الطرد وفي نفسه خاطرًا طريفًا "لو اتسألت عن رقم التليفون أكيد مش معايا رقم الملكة"، لكن الأمور انقضت بلا تعليق "محدش أخد باله أن الظرف مكتوب علي إلى صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث".

4 أيام هي المدة المحددة لوصول الطرد، لكن يوم تلو الآخر حتى اكتمل الشهر ولا خبر، لم ييأس الحطيبي، أرسل إلى مقر شركة الشحن، حينها التفت القائمون على النقل للرسالة العابرة من مصر، تواصل معه المدير الإقليمي للشركة وهو في حالة ذهول، يبتسم بينما يخبره "مش هنقدر طبعًا نجيب إمضاء الملكة بالاستلام أحنا هنسلمه لمكتب البريد". كان الأمر يعني أكثر مما يتخيله أحد للشاب المصري "لو استسلمت أني أبعت الرواية يعني ممكن ايأس في مشوار الكتابة". اختار الحطيبي الإصرار فاستجاب له القدر، وفي العاشر من يونيو 2020 وصل البريد من أكتوبر إلى القصر الملكي.

4

بلغ الحطيبي مراده؛ حصل الشاب المصري على الدفعة المعنوية التي أرادها فاكتفى، لم ينتظر رد، وظلت تجربته مقتصرة الحكي على الأسرة والأصدقاء، إلا أنه بعد صدورها في معرض الكتاب هذا العام، وفي إحدى الجلسات، حضرت سيرة ما جرى بالصدفة، فقرر أن يفصح عنها قبل أيام عبر حسابه على منصة الصور "انستجرام".

يؤمن الحطيبي أن الحياة ما هي إلا قصة "إما واحد بيعيشها يا إما بيحتفظ بيها يا إما بيحكيها"، وقد اختار مقدم البرامج المصري أن تصبح له حكاية يمكن أن يرويها يومًا ما بأنه تحدى الخيال وصار صاحب عمل أدبي يعبر الحدود ويدخل القصر الملكي البريطاني قبل حتى أن تتفقده أيدي القراء في مصر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان