إعلان

"حياة بلا رمادي".. كيف عبر مشروع تخرج عن مريض "اضطراب ثنائي القطب"؟

05:24 م الإثنين 02 أغسطس 2021

حياة بلا رمادي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

"أي من مشاعري حقيقي؟ أي من أنا هو أنا؟ الاندفاعية؟ الفوضوية؟ النشيطة؟ المجنونة؟ الخجولة؟ المنعزلة؟ اليائسة؟ الانتحارية؟ المنهكة؟ آمل أن لا يكون أي منهما أنا. كم أتمنى السيطرة على عقلي بدلا من سيطرته هو علي، أن يتوقف تأرجحي بين الأبيض والأسود ولو للحظات".. هكذا وصفت نوران أحمد مشروع تخرجها من كلية الفنون الجميلة، وكان لوحة اختارت لها مناقشة موضوع مرض "اضطراب ثنائي القطب"، وعنونته بـ"حياة بلا رمادي".

في نهاية سنوات الدراسة بكلية الفنون الجميلة في الزمالك كان على نوران اختيار موضوعا لمشروع تخرجها. الشابة تنشغل بعلم النفس منذ سنوات طويلة، تستمتع بقراءة الكتب عنه، ومتابعة آخر أخباره، هي تأمل أن تُخصص رسوماتها مستقبلا لهذا العلم، فلم يكن أنسب منه ليكون مشروعا لتخرجها وبداية الرحلة بالطبع.

اختارت الشابة مرض "اضطراب ثنائي القطب" ليكون موضوع رسمتها، لماذا؟ تعتقد نوران أنه لا يحظى بالاهتمام المجتمعي الكافي رغم انتشاره بين كثير من المرضى النفسيين، واحد منهم كان أحد أقربائها، والذي شخص خطأ بمريض اكتئاب، قبل أن يتوفى، فأرادت التعريف به ولفت الانتباه إليه.

والاضطراب ثنائي القطب، الذي كان يُعرف في السابق باسم الاكتئاب الهوسي، هو عبارة عن حالة صحية عقلية تتسبب في تقلبات مزاجية مفرطة تتضمن الارتفاعات (الهوس أو الهوس الخفيف) والانخفاضات (الاكتئاب) العاطفية.

صورة 1

اللوحة التي رسمتها نوران، والتي استغرق تنفيذها حوالي 25 يوما، بعد أيام من التحضيرات، تعبر من وجهة نظرها عن "حالة الذهان (هلوسة) اللي بتصيب مرضى اضطراب ثنائي القطب أحيانا"، من خلال لوحة تعتبرها صادمة للتعبير عن تشوش الأفكار وتصارعها وتضاربها بداخل عقل المريض، والتي اختارت للتعبير عنها بدقة تلك العناصر التي تظهر أمامك باللوحة؛ سيدة، إنسان برأس طائر، قرد وغزال، ومدلولاتها كما تقول: "الإنسان برأس طائر بيرمز للتشوش؛ بمعنى هل ده إنسان حقيقي ولا في خيال المريض، والقرد بيرمز للأفكار السيئة، في حين بيرمز الغزال للاستقرار وتمني العودة للحياة الطبيعية".

واختارت للوحتها اسم "حياة بلا رمادي" لأنه أكثر ما يعبر عن المريض، قائلة: "مريض اضطراب ثنائي القطب بيكون غالبا محصور ما بين قطبين، أسود وأبيض، أما في حالة اكتئاب أو حالة هوس، ومش بيعيش في حالة اعتدال زي باقي الناس، فالرمادي هنا بيعبر عن الحالة الطبيعية اللي أغلبنا بيعشها يوميا واللي محروم منها المريض".

تحلم نوران أن تستمر في التعبير برسمها عما يؤرقها ويعبر عن أفكارها، دون أن يجرفها تيار الحياة العملية بعد التخرج بعيدا عما رسمته لنفسها ومستقبلها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان