وداعًا لـ100%.. ثانوية «المجاميع المنخفضة» ترفع شعار «الكمال لله وحده»

كتب- عبدالله عويس:

«مفيش حد جاب النمرة النهائية في هذه الدفعة» بهذه الكلمات أعلن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، في مؤتمر صحفي ظهر اليوم نسبة النجاح العامة للثانوية العام هذا العام المقدرة بـ74%.

وعلى غير ما اعتاده المصريون في مثل هذه اللحظات، لم يحصل طالب واحد في الشعب المختلفة على نسبة 100% كما العادة. حيث حصلت الطالبة فريدة مؤمن الأولى على الشعبة الأدبية على نسبة 94.6% من إجمالي المجموع. وحصلت فاطمة محمد الأولى على شعبة علمى علوم على 98.5%. وهي ذات النسبة التي حصلت عليها عهد مصطفى الأولى على شعبة علمي رياضة. لتختفي هذا العام فرحة «الـ100%».

في زمن مضى كانت الدرجات النهائية نصيب عدد كبير من أوائل طلاب الجمهورية، والدرجات المرتفعة نصيب آخرين، من الحاصلين على نسبة تفوق الـ99% بكسور. يتذكر محمود عطية ذلك كله، فقد حصل في الثانوية العامة منذ 11 عاما، على مجموع 76% وخيم الحزن على أسرته، وتلقى رسائل أشبه ما تكون بالتعزية. لكن الذين حصلوا على 75% هذا العام يعتبرهم وزير التربية والتعليم «شطار جدا» على حد تعبيره.

«لما جبت 76% كان البيت شبه صوان عزا، والناس تقولي معلش، وأبويا وأمي زعلانين، طبعا الزمن غير الزمن وطريقة التعليم غير دلوقتي، بس مكنش حد هيقولي إني شاطر جدا» يحكي محمود وهو يتذكر ذلك كله ضاحكا. يعمل الشاب الآن في متجر لبيع الأدوات المنزلية بوسط البلد، دون أن يكون لذلك ارتباط بشهادته، أو دراسته في كلية الحقوق.

«يا ليتني كنت معهم» يبتسم عبدالرحمن حسين، وهو يردد تلك العبارة، متذكرا نسبته في الثانوية العامة منذ 7 أعوام، حين حصل على 80%. لم يكن هذا ما يأمله الشاب. أحلامه كانت أكبر من ذلك. وحين تابع ما قاله وزير التربية والتعليم حول اعتبار الحاصلين على نسبة 75% وأكثر من «الشاطرين» داعب أسرته كما يحكي: «قلتلهم عشان تعرفوا بس إنكم ظلمتوني لما قلتوا علي فاشل» يحكي الشاب.

لكن اختبارات هذا العام كانت مختلفة عن السنوات السابقة، ولهذه الدفعة أيضا ميزة لم تكن في السابق، فهم أول من استلم «التابلت» بغية الاختبار به. لكن ذلك لم يحدث في نهاية المطاف، واقتصر الامتحان على نظام «البابل شيت».

وتزامنا مع نشر النتائج في السنوات السابقة، كان كثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي يسخرون من الحاصلين على نسبة الـ100% معلقين بأن «الكمال لله وحده».

«كان حلمي أجيب 100%، ولما الوزير قال محدش جاب النسبة دي قلت أكيد أنا استثناء»، قالها محمد مصطفى، الثالث مكرر على مستوى الجمهورية في نتيجة الثانوية العامة، لشعبة علمي علوم. وحصل الطالب على درجة 402 من أصل 110 درجة، بنسبة 98%. لكن ذلك لم يغضب الشاب كثيرا، كان ما يهمه في الأمر أن يحصل على درجة مرتفعة تؤهله للالتحاق بالكلية التي يريدها: «وإن شاء الله هدخل طب».

كان الأمر مشابها لمايكل سمير، الذي جاء ترتيبه في المركز الثالث لشعبة علمي علوم: «امتحان العربي كان تعجيزي، هدفي إني كنت أقفل الدرجات، وأبقى من أحسن النسب على مستوى الجمهورية وده اللي حصل» يحكي مايكل، الذي ينوي دخول كلية الطب.

وفي غير مرة أكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الثانوية العامة ستعتمد على الفهم وليس على الحفظ والتلقين. وأتاحت الوزارة للطلاب عددا من المنصات الإلكترونية ليذاكروا من خلالها: «أنا منتظر نتيجتي، وبعد اللي سمعته من وزير التربية والتعليم فأنا قلقان بصراحة، كان نفسي أجيب 95% على الأقل» قالها حسن السيد طالب الصف الثالث الثانوي، شعبة علمي علوم. وينتظر إتاحة الموقع الإلكتروني للوزارة للطلاب الاطلاع على النتائج.