بالتعقيم والكمامة.. فريق من "الصحة" يُذكر رواد معرض الكتاب بـ"كورونا"

كتبت-إشراق أحمد:

بينما يبحث رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب عما يشترون من عناوين، وينتظر القائمون على دور النشر والمكتبات إقبال الزائرين، انضم لمشهد التجمع الثقافي تفاصيل فرضتها أجواء تفشي فيروس كورونا، من ارتداء الكمامة والتعقيم، وإلى جانب المتطوعين للتنظيم بستراتهم الصفراء المميزة، يشارك شباب فريق التواصل المجتمعي التابع لوزارة الصحة لتوعية المتواجدين بالمعرض بضرورة الإلتزام بالإجراءات الاحترازية.

مع العاشرة صباحًا كانت هبة صلاح وزملاء فريقها أحمد وسمر داخل القاعات، يحمل اثنان زجاجات "الكحول" للتعقيم وتحمل الأخيرة كمامات داخل أظرف عليها ارشادات صادرة عن وزارة الصحة.

ظل الشباب الثلاثة بقمصانهم الزرقاء يجوبون بين ممرات عرض الكتب، يتوقفون بين الحين والآخر، يمد أحمد أو هبة يدهما بالكحول، وتعطي سمر كمامة لمن يرتدي، لا تخرج مهمة الفريق عن الحديث إلى الجمهور "بنكلم كل الناس اللي بيبيع ويشتري. بنفكرهم بالتباعد وكيفية ارتداء الكمامة بطريقة صح" كما تقول هبة.

كانت وزارة الصحة مع تفشي فيروس كورونا أعلنت عن تشكيل فرق للتواصل المجتمعي، وانطلقت في مايو المنصرف، في العديد من المحافظات لتوعية المواطنين بضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية واتباعها بشكل سليم، وجاءت مشاركة الفرق في الدورة الـ52 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ضمن خطة الوزارة الصحية، والتي تشمل الدفع بـ6 عيادات متنقلة موزعة بممرات دخول المعرض، و10 سيارات إسعاف للتأمين الطبي.

في البداية ظن البعض أن الشباب الثلاثة تابعين لإدارة تنظيم المعرض، قبل أن تؤكد قمصانهم أنهم "فريق التواصل المجتمعي" التابع لوزارة الصحة، مما جعل عدد من الرواد يتساءل عن دورهم.

تزامل هبة وفريقها في الدراسة "احنا خريجين فني ثقافة صحية"، ما يقومون به هو صلب دراستهم وعملهم التابع لوزارة الصحة. لأشهر اعتادوا النزول إلى الشوارع والقيام بنفس المهمة ويستقبلون الردود "في اللي ييتقبل واللي لا"، تقول هبة إنهم أحيانًا يجدون رفض من المواطنين "اللي يقول سيبوها على الله مفيش حاجة هتحصل واللي بيعتبرنا بنفول عليه"، لكن إلى الآن لا يجدون مثل هذا في معرض الكتاب "الناس متعاونين سواء مصريين أو أجانب.. الأوضاع هنا مختلفة يجوز لأنه تجمع ثقافي والناس عندها وعي أصلاً".

ما إن يلمح أي من الفريق أحدًا بلا كمامة، يتوجون إليه بإحدى الأظرف، ينصحونه بإرتدائها في الحال موجهين إليه بكيفية وضعها الصحيح وتعقيم اليدين، يمزح أحدهم أنه حصل على اللقاح، فلا تتركه هبة دون تعليق "اللقاح لا يمنع من التعرض للإصابة"، تبدو ملامح الصدمة على الرجل فيسأل عن السببب، وذلك جزء من مهمة الفريق بتقديم إجابات للمواطنين.

يواصل الفريق العمل حتى العاشرة مساءً، لا يتوقفون عن التعقيم والإرشاد إلا في وقت الراحة، تنتهز فيه هبة الفرصة لشراء كتاب تبحث عنه، فيما يستمرون في تقديم مهمتهم طيلة أيام معرض الكتاب حتى 15 يوليو الجاري.