في البحر الأحمر.. شكوى عن قرية تعاني الهدم من "بائعي الخردة"
كتب- محمد مهدي:
صورة رئيسية- أحمد عماد حمدي:
بعد انتهاء شهر رمضان الكريم وفترة الأعياد توجه محمود دندراوي إلى قرية أم الحويطات بمحافظة البحر الأحمر، كعادته في الذهاب للبلدة التي نشأ وتربى فيها من حين لآخر، ليكتشف أن يد العبث طالتها من جديد "بياعين الخردة هدموا المداخل التلاتة لمسجد القرية عشان ياخدوا الحديد" صدمة تملكت من الرجل الأربعيني أعادت لذاكرته عمليات التخريب والهدم التي جرت على مدار سنوات للقرية المهجورة.
وللقرية تاريخ طويل يعود إلى عقود عديدة، وفقا لما جاء في تقرير سابق لمصراوي بعنوان "ظهرت في "القاهرة كابول".. حكايات "أم الحويطات" من زمن الحب لقرية مهجورة" حيث جرى تأسيسها لعمال شركة للفوسفات، وفي التسعينيات هجرها سكانها عقب تخصيص المؤسسة وانتقلوا إلى مدينة أم الحويطات الجديدة أو المدن المجاورة مثل سفاجا، ليبدأ زحف مجهولين من الباحثين عن الخردة "ناس معندهاش أي وعي بقيمة المكان، بيكسروا وخلاص" كما يذكر دندراوي، أحد أبناء القرية والذي يعمل في مجال السياحة.
في البدء كانت المباني السكنية، اختار بائعي الخردة القضاء على المنازل للحصول على أسياخ الحديد وما يمكن انتشاله من بين الركام "ثم 3 مدارس كانوا موجودين في البلد، وبعدها مجموعة من الناس خلعت النخل المزروع بقاله سنين في المكان" يتذكر صورة القرية قديما كلما شاهد فيلم الاعتراف للنجمة فاتن حمامة والمخرج سعد عرفة من إنتاج 1965 "دا اتصور مشاهد فيه جوه أم الحويطات، وتقدر تشوف الفرق بين زمان ودلوقتي من خلاله".
لم يتبق الكثير داخل "أم الحويطات" باتت عبارة عن أنقاض لكن المسجد ظل بحالته دون المساس به لسنوات عديدة "كنت بروح كل فترة أوضبه وأنضفه، والناس كانت بتتجمع فيه كل أسبوع ويصلوا فيه الجمعة" احتفظ الجامع بطابعه المميز ومأذنته العالية التي يمكن الصعود إليها ورؤية البلدة بوضوح "المخربين عملوا تدمير جزئي للمسجد، سواء كانت المداخل زي ما حكيت أو سلالم المأذنة وجزء منها" يذكر دندراوي الأمر بحسرة وأسى.
في السنوات الفائتة أجرى دندراوي العديد من المحاولات لحث المحافظة والمسؤولين بالمنطقة على الاهتمام بقرية أم الحويطات وإعادتها إلى صورتها الأولى أو السماح للمستثمرين بإحياء المكان من جديد لكن الأمور لم تتم بوتيرة سريعة، لذا اكتفى الرجل الأربعيني بمحاولات فردية للحفاظ على ما تبقى من البلدة قدر المستطاع حتى لو بزيارة دائمة للاطمئنان "لكن بتوع الخردة استغلوا فترة رمضان وإننا مش بنزور المكان ونهبوها تاني".
عند رؤيته للمسجد بعد عمليات الهدم، شعر ابن قرية أم الحويطات بغضب شديد، دون على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن المشهد المؤسف الذي وجد عليه الجامع، كما ناشد المسؤولين وأعضاء مجلس النواب عن المنطقة بضرورة التدخل السريع واتخاذ قرارات من شأنها حماية البلدة من يد النهب والإهمال "أنا وصلت صوتي وكل مُحب لأم الحويطات وفي انتظار تدخل المسؤولين".
اقرأ أيضا:
ظهرت في "القاهرة كابول".. حكايات "أم الحويطات" من زمن الحب لقرية مهجورة
فيديو قد يعجبك: