أبطال الرماية.. كيف رافق "محيلبه" أبنائه لإنجاز غير مسبوق؟ (حوار)
كتب- محمد مهدي:
بريق لمع في أعين محمد عزمي محيلبه بينما يتابع وقوف أبنائه عزمي وعبدالعزيز على منصة التتويج في بطولة كأس العالم بإيطاليا للرماية بعد حصد الأول الميدالية الذهبية في منافسات السكيت بينما اقتنص الأخ الأكبر الميدالية البرونزية بمنافسات التراب، في إنجاز تاريخي لم يتحقق من قَبل للمنتخب المصري.
وأعلنت وزارة الشباب والرياضة أن ما جرى في كأس العالم بإيطاليا من قِبل عزمي وعبدالعزيز محيلبه نجاح غير مسبوق حيث لم يتسن لمصر الفوز بتلك الميداليات في بطولة واحدة منذ عام 1975 وسط إشادة بالمستوى الرفيع الذي ظهر في المحفل الرياضي الكبير رغم المنافسة القوية مع أبطال العالم.
لم يتمكن محيلبه من التواجد في ميادين لوناتو الإيطالية ليحتضن الأبطال عقب الفوز، لكنه على مدار سنوات طويلة كان الشخص الأول الذي تتجه أبصارهم نحوه بعد نهاية المباريات "بحكم حُبي للرماية، بدأت أدربهم عليها وهما لسه 8 سنين، الناس كانت تقولي بدري عليهم أوي، بس كنت شايف فيهم مستقبل كبير" يقولها لمصراوي متذكرا الرحلة التي خاضها رفقتهم للوصول إلى العالمية.
"الجينات أثرت فيهم طبعا" يذكرها محيلبه مازحا عن سر تعلق عزمي وعبدالعزيز برياضة الرماية، حيث شارك الأب في عدد كبير من البطولات كرامي بنادي الصيد والمنتخب المصري منذ السبعينيات "حصلت على بطولات محلية وشاركت في محافل إفريقية وبطولات العالم" آخرها بطولة سان مارينو في 2016، حرص على اصطحابها بصورة مستمرة إلى نادي الصيد بالإسكندرية للتعرف على أصول اللعبة بجانب قدرات كلا منهما "عشان كدا نصحتهم، عزمي يبقى سكيت وعبدالعزيز يلعب تراب".
بعد نجاح محيلبه في تمرير خبراته إلى عزمي وعبدالعزيز وتحقيق كل لاعب لخطوات مُبشرة في البطولات المقامة داخل مصر أو المنافسات العربية والإفريقية، شعر والدهما بضرورة وضع خطة جديدة لتطوير الأداء والمستوى للوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في الرماية "حسيت إننا لازم نعتمد على مدرب محترف، عشان كدا تم الاستعانة بالمدربين الأجانب" اتخذ قراره رغم النفقات المالية الضخمة التي تحملها من أجلهما "اتعاقدت مع مدربين من إيطاليا لأنها أهم بلد في الرماية وخبراتهم عالية جدا".
بجانب الدعم المادي وتذليل كافة العقبات لعزمي وعبدالعزيز حرص محيلبه على تقديم المساندة النفسية إليهما "فيه ناس بتكسر أولادها بدون ما يحسوا، لو قالوا تعليق غلط أو كلمة مش في محلها" انتبه مبكرا إلى تلك النقطة وبحكم تجربته في الرماية أدرك كيفية التصرف في المواقف المختلفة معهما "لازم يكون دورنا إيجابي، لو حد من أولادي خسر ميدالية بقولهم (هاردلك) كنت قريب من الفوز وربنا هيديك الأحسن في البطولات الجاية" حتى لا يسقط في بئر الاحباط.
ومن العادات المُحببة لآل محيلبه هو اتصال الوالد قبل المباريات الصعبة للشد من أزرهم "بحاول أديهم ثقة، بقولهم زينا زي المتنافسين، خدنا تدريبات على أعلى مستوى، موهبتنا كبيرة ونقدر نتخطى بيها أي حد بمراحل" في الوقت نفسه يحاول إزالة العبء والضغوط من فوق أكتافهم "بنصحهم ميشدوش أعصابهم، ويعملوا اللي عليهم ويسيبوا الباقي على ربنا" تلك كانت النصائح الأبرز لهما خلال مشاركتهما في البطولة الأخيرة التي أقيمت بإيطاليا بمشاركة أفضل الرماة في العالم وأصحاب الميداليات الذهبية بمختلف البطولات ودورات الألعاب الأوليمبية السابقة.
ونتيجة للجهود المبذولة من عائلة آل محيلبه مع الأبطال نجح الابن الأصغر –عزمي- في كسب 8 ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية سواء في بطولات كأس العالم المختلفة وتصفيات كأس العالم التي تشهد مشاركة أقوى الرماة بينما فاز عبدالعزيز بالمركز الثالث في بطولة إيطاليا ونجح رفقة شقيقه في التأهل إلى الأولمبياد الأخيرة ودورة الألعاب الأولمبية في طوكيو.
ويعتبر محيلبه أن لنادي الصيد دور كبير لا يمكن إغفاله "النادي كان بيوفر كل اللي يقدر عليه عشان أولادي" توفير أدوات اللعبة وميدان الرماية "في أي وقت كانوا عايزين يتدربوا فيه سواء بدري أو متأخر، عمرهم ما أتاخروا علينا" لم تتوقف علاقتهم مع النادي طوال عقود عديدة، فقط خلال فترة توقف النشاط عقب انتشار جائحة كورونا ثم عادوا إليه من جديد عند فتح النوادي بمختلف محافظات مصر.
وفور إعلان موعد وصول البطلين إلى القاهرة قادمين من إيطاليا انطلق الأب إلى المطار لاستقبالهما "روحنا بأتوبيس من إسكندرية مع أعضاء مجلس نادي الصيد، وكان معانا في المطار ممثلين عن وزارة الشباب والرياضة، وطلعنا بعدها على مكتب لوزير لتكريمهم" دموع الفرح انسابت على وجه محيلبه عند احتضانه لعبدالعزيز وعزمي. تحققت الأحلام وباتت حقيقة، وصل الصغار إلى أعلى المستويات بعد طول انتظار وصبر "الناس كانت بتقولي ابني كام عمارة بدل الفلوس اللي صرفتها على الرماية، لكن لما الواحد يعمل أبطال أحسن من مال الدنيا".
برغم السعادة التي يشعر بها محيلبه غير أنه يشعر بالضيق أحيانا لعدم دراية البعض بأهمية ما قام به عزمي وعبدالعزيز "الناس بتهتم أكتر بكرة القدم لكن الألعاب الفردية مش عارفين عنها كتير" يتمنى إلقاء الضوء من وسائل الإعلام المختلفة على رياضة الرماية وأبطالها "خاصة إننا واصلين لمكانة عالية" فيما يستنفر حماس الأبناء لحصد مزيد من الميداليات "عنينا على الميداليات الدهب في أولمبياد طوكيو، بالتوفيق ليهم ولكل أولادنا".
فيديو قد يعجبك: