"نظرة الناس اتغيرت".. حملة إلكترونية ترصد دور الممرضات خلال أزمة "كورونا"

كتبت-رنا الجميعي:

أظهرت فترة وباء كورونا الدور المهم الذي تقوم به الممرضات، لذا قررت ثلاث مبادرات مجتمعية توثيق شهادات الممرضات، خلال الفترة من 8 مارس إلى 16 مارس الحالي، والتركيز تحديدًا على نظرة المجتمع لهُنّ قبل أزمة فيروس كورونا وبعدها، على صفحة الفيسبوك "نساء قبل وبعد كوفيد 19".

"حكيمات" هي الحملة الإلكترونية التي بدأتها المبادرات المجتمعية الثلاث وهم؛ دُورِك، بنات أوفلاين ووصلة، وتقول "أسماء باسل"، مُنسقة مبادرة دُورِك، إن الأولوية لديهم في مناهضة العنف على المرأة، وقررن التركيز في البداية على فئة الممرضات "لأن الإحصائيات العالمية بتقول إن الستات هم الغالبية العظمى في طواقم التمريض"، فالهدف الأساسي من الحملة إبراز دور النساء ووجودهن في خط الدفاع الأمامي لمواجهة هذا الوباء، كما تقول رشا الشريف، مُنسّقة مبادرة "بنات أوفلاين" فقد نشرت منظمة الصحة العالمية تقرير عام 2020 أن قوة التمريض بلغت حوالي 27.9 مليون شخص، بينهم 19.3 مليون من الممرضات، أي أن الإناث تصل نسبتهن إلى 90% من القوى العاملة في مجال التمريض.

تُركّز حملة "حكيمات" بالأساس على النظرة المُجتمعية للممرضات في مصر التي يشوبها التقليل منهن، وتوضح أسماء أن الحملة لها شقين؛ الأول يُعني بنظرة المجتمع للممرضات، والثاني هو دور الممرضات خلال الأزمة نفسها، وعن طريق استمارة تحكي خلالها الممرضة عن تجربتها الخاصة، وبالفعل استجاب عدد من الممرضات لتوثيق شهاداتهن.

تحكي أسماء أن البعض لديهن خبرة ثلاثين عاما في مجال التمريض "من الشهادات اللي جاتلنا ممرضة خريجة دفعة 1985، وكانت بتقول إن الناس كانوا بيعاملوهم بشكل وحش، ولما واحدة بيتقدم لها عريس كان أهله بيرفضوا لما يعرفوا إنها ممرضة"، فالمفارقة كما تذكر أسماء أن الكثير من الممرضات رأين تغيّر طريقة تعامل المجتمع معهن قبل أزمة كورونا وبعدها، مثلما قالت "أميرة محمد"، واحدة من الشهادات، "طبعًا نظرة الناس اتغيرت بقى في اهتمام وبقوا بيحسوا أد إيه التمريض، والطاقم الطبي بأكمله بيتعب عشانهم، فرحت جدًا إننا اتقدرنا معنويًا ونادر لما بقينا بنتفهم غلط".

حازت الشهادات على اهتمام مُتابعي الصفحة، فالكثير منهم شجعوهم على الدور الذي يقُمن به، وأخريات اهتممن أيضًا بالتأكيد على التعامل السيء الذي قابلهُنّ من المجتمع "فيه ممرضة بتشتغل من فترة السبعينيات كانت بتقول إنهم اتعاملوا بتحقير كتير في الفترة دي بالذات".

ومع انتهاء حملة حكيمات لن ينتهي نشاط الصفحة، فحملة التوعية ممتدة بعد ذلك لإبراز دور مختلف فئات النساء قبل وبعد كورونا، كما تقول رشا.