بطلX كتاب| "حميدة" التي جسدتها شادية وسلمى حايك
كتبت-هبة خميس:
في زقاق صغير بالجمالية يتكون من ستة بيوت نشأ عالم تلك الرواية وعالم شخصيتها النسائية المختلفة "حميدة". المكان في روايات نجيب محفوظ بطلاً أساسياً ومؤثر كبير على الشخصيات التي تخرج بصفاتها المختلفة وتتغير أحياناً، ففي رواية "زقاق المدق" ضغط ضيق الزقاق على روح "حميدة" الشابة الجميلة اليتيمة التي تتطلع إلى حياة أخرى خارج الزقاق وتتربى على يد الخاطبة صديقة والدتها المتوفاة.
تقف حميدة في نافذتها يومياً لتتابع حركة الزقاق وتكون مراقباً لباقي شخوصه كطقس يومي من النافذة المعدمة بمشربية للدرجة التي تجعلنا نتساءل كلما مررنا أسفل مشربية بيت قديم إذا كانت حميدة تراقبنا من خلفها أم لا؟ .
تنفتح عينا حميدة على جمالها وفقرها فينمو طموحها لاستغلال ذلك الجمال الذي يجلب إليها العرسان، تنصب شباكها على "عباس الحلو" حلاق الزقاق فتعده بالزواج وتستغله ليترك دكانه ويلتحق بمعسكر الإنجليز طمعاً في المال الذي يساعده على إرضاء حميدة.
ترعرت "حميدة" داخل الزقاق في الفقر وتفتحت أعينها على الفتيات الأرمن والأجانب يلبسون أفضل الثياب دون امتلاك جمالها المراوغ ففكرت طوال الوقت في الخروج للدنيا والتغلب على الفقر حتى لو اضطرت للعمل كفتاة ليل ترفه عن الإنجليز والأغنياء وتحصل على المال والذهب.
تدور أحداث الرواية عقب التدهور الاقتصادي في مصر أثناء الحرب العالمية الثانية وغياب القيم المجتمعية المصاحبة للتردي الحادث في المجتمع ليرسم "محفوظ" الانحرافات الشخصية للأفراد في ظل تلك الظروف من خلال شخصية "حميدة" وشخصية القواد الذي يحولها من "حميدة" إلى "تيتي"، ومع تردي وضع الشخصيات المثالية مثل "عباس الحلو" الذي يحاول إرضاء حبه لـ"حميدة" طوال الوقت.
تحولت الرواية إلى فيلم عام 1963 وقامت ببطولته "شادية" في دور "حميدة" و"صلاح قابيل" في دور "عباس الحلو" مع تغيير نهاية الفيلم عن نهاية الرواية، وتحولت الرواية لفيلم مكسيكي بطولة "سلمى حايك" بنفس الإسم عام 1995، من إخراج المخرج المكسيكي "خورخي فونس".
فيديو قد يعجبك: