لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف يرى مدرسو "الفرنسية" قرار تدريسها كلغة ثانية بالمدارس الحكومية؟

01:59 م الإثنين 01 فبراير 2021

تكريم مدرسو اللغة الفرنسية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمود عبدالرحمن:

بحالة من التفاؤل استقبل حاتم إسماعيل إعلان مجلس الوزراء، يوم الأربعاء الماضي، اتفاق الشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية، لدعم تدريس اللغة الفرنسية كلغة أجنبية في المدارس الحكومية.

ويشمل هذا الدعم الفرنسي تطوير المناهج التعلمية للغة الفرنسية، والتوظيف الأمثل للتكنولوجيا في عملية تدريسها، ودعمها بالمواد الرقمية، وكذلك التأهيل اللغوي والتربوي للمعلمين ودعمهم مهنياً، هو ما اعتبره حاتم- خريج كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية- نقلة نوعية في تعليم اللغات بالمدارس الحكومية على مستوى الجمهورية، وكذلك خلق فرص عمل جديدة لخريجي اللغة الفرنسية والقائمين على تدريسها.

تطوير ودعم تدريس اللغة الفرنسية بالمدارس الحكومية يأتي ضمن عملية تطوير النظام التعليمي الذي تسعى إليه وزارة التربية والتعليم. يوضح الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، الذي يرى أهمية إتقان تعلم اللغة الفرنسية في المدارس، باعتبارها إحدى اللغات الرسمية للأمم المتحدة والاتحاد الأوربي، بجانب أنها اللغة الرسمية للعديد من الدول، ولغة تواصل مهمة حول العالم.

اقتصار تدريس اللغة الفرنسية على طلاب الثانوية العامة، وبعض المدارس الإعدادية حاليا، تصفه معلمة اللغة الفرنسية راند المهدي بأنه لا يحقق هدفه في تعليم هذه اللغة، لأن الفرنسية من اللغات المنطوقة التي يجب أن تكتسب من الصغر، لاحتوائها على عدد من الحروف لا بد أن يتعلمها الطفل مبكرا قبل تكوين الأحبال الصوتية حتى يتم نطقها بشكل صحيح، "تدريس اللغة الفرنسية في مراحل التعليم الأساسي الحكومية جاء متأخرا، وكان المفروض يتم تطبيقه قبل ذلك كمادة أساسية مثل اللغة الإنجليزية، تقول راند متمنية أن يحدث ذلك خلال السنوات القادمة.

أواخر نوفمبر 2018، وقع الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم بروتوكول تعاون مع السفارة الفرنسية بالقاهرة لـتدريب معلمي اللغة الفرنسية، ضمن مشروع تطوير تعليم اللغة الفرنسية في مصر، بهدف تعزيز جودة تعليمها في النظام التعليمي المصري وإعداد مناهج جديدة لها بالمدارس الحكومية، لتكون اللغة الفرنسية لغة حية ثانية مع الإنجليزية، في سياق إصلاح العملية التعليمية التي تطبقها الوزارة حاليا.

مشروع اعتماد اللغة الفرنسية كلغة ثانية وزيادة عدد سنوات دراستها في مراحل التعليم، اُقترح قبل ذلك عدة مرات من السفارة الفرنسية على عدد من وزراء التعليم خلال السنوات الماضية، بحسب الدكتور رضا مسعد، أستاذ المناهج وطرق التدريس، ولكنه لم ينفذ خوفاً من التأثير السلبي بأضعاف اللغة العربية "كاللغة الأم" لدى الطلاب بحسب ما ذكره مجموعة من الخبراء حينها.

ويصنف أستاذ المناهج وطرق التدريس، بكلية التربية جامعة دمياط، الطالب المصري بأضعف الطلاب في تعليم اللغات مقارنة بأقرانه بالعديد من الدول الأخرى، نتيجة قلة سنوات دراستها في مراحل التعليم المختلفة وخاصة مرحلة التعليم الأساسي "الطالب بالمدارس الحكومية بيدرس اللغة الفرنسية في الثانوي بس" وبالتالي يكون اتقانه للغة محدودا رغم أهميتها في سوق العمل حاليا.

ويحاول نظام التعليم الجديد علاج مسار العملية التعليمة بصفة عامة، سواء طرق التدريس وتوظيف التكنولوجيا وتطوير المناهج، وتعليم إتقان اللغات تحدثاً وكتابةً؛ خاصة الإنجليزية والفرنسية، بحسب وفاء عباس، مستشار اللغة الفرنسية بوزارة التربية والتعليم.

جودة تعليم اللغة الفرنسية في النظام التعليمي المصري تعتبر من المحاور الرئيسية لمشروع دعم وتطوير اللغة الفرنسية الذي انطلق عام 2018، بهدف زيادة عدد الناطقين بها والمقبلين على تعلمها، بحسب علا مصطفى، منسق مشروع دعم وتطوير تعليم اللغة الفرنسية في مصر بوزارة التربية والتعليم، ولكن العمل على هذا المحور الرئيسي توقف في مارس الماضي، بسبب كورونا، وفق منسقة مشروع دعم وتطوير اللغة الفرنسية، التي تتوقع بعد موافقة الحكومة على تدريس الفرنسية بجميع المدارس الحكومية، سيعيد العمل على المشروع مجددا.

تدريب 300 معلم من العاملين بالوزارة بمركز إعداد القيادات التربوية، اختارت الوزارة منهم 27 مدرساً على مستوى الجمهورية للعمل كمنسقين لنقل ما تلقوه على يد الخبراء الفرنسيين لزملائهم من المعلمين، وفقا لأحمد مهران أحد مدرسي اللغة الفرنسية الذين تلقوا التدريب، يقول: كان دورنا بعد التدريب أن نكون منسقين لنقل ما تعلمنا من الخبراء الأجانب إلى مجموعة من مدرسي اللغة الفرنسية بكل محافظة ليتولوا هم تأهيل زملائهم من معلمي اللغة الفرنسية بمحافظتهم.

"اعتماد اللغة الفرنسية كلغة ثانية هيفتح سوق للعمل"، ترى ولاء محمد، الطالبة بكلية اللغات والترجمة بجامعة سوهاج، قرار تدريس الفرنسية بالمدارس الحكومية وخاصة بمراحل التعليم الأساسي، وسيخلق مجال عمل لمدرسي اللغة الفرنسية أسوة بالإنجليزية، التي منعها مجموعها بالثانوية العامة من الالتحاق بقسم اللغة الإنجليزية، لتلتحق بقسم اللغة الفرنسية، التي ترى نفسها متميزة فيها، تتمنى أن تجد فرصة عمل مناسبة لها بعد التخرج.

"لازم يبقى فيه تعيين مدرسين جدد للغة الفرنسية لسد العجز"، يقول فتحي عبدالسلام، موجه لغة فرنسية، موضحًا أن هناك عجزا كبيرا بمدرسي مادة اللغة الفرنسية في العديد من المدارس بمختلف محافظات الجمهورية، وذلك يرجع لعدة أسباب أهمها اقتصار مادة اللغة الفرنسية بشكل أساسي على طلاب المرحلة الثانوية كمادة اختيارية وتدريسها على هيئة نشاط على طلاب المرحلة الإعدادية في بعض المحافظات، متوقعاً تغير النظرة لتدريس اللغة الفرنسية والعاملين بها خلال الفترة المقبلة.

قبل بداية التطبيق الفعلي بالمدارس الحكومية، ستكون هناك دراسات وجدولة شاملة على كل الإدارات التعليمية بالمحافظات، لحصر عجز المدرسين بالمدارس الحكومية، وكذلك المدارس التي يوجد بها فائض في أعداد المدرسين، لإعادة توزيعهم، بحسب وفاء عباس، مستشار اللغة الفرنسية بوزارة التربية والتعليم، لتكون الخطوة التالية التعاقد من مدرسين لغة فرنسية جدد، خاصة لمراحل التعليم الأساسي، يتمنى حاتم إسماعيل الذي سبق له التقديم في العديد من المسابقات التي أعلنت عنها الوزارة ولم يحالفه الحظ أن يكون أحدهم، وهو نفس ما تتمناه ولاء محمد طالبة بكالوريوس اللغات والترجمة بعد تخرجها.

فيديو قد يعجبك: