لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تفاصيل لا تُنسى.. ممثل قاد طلاب جامعة الأقصر في "موكب الكباش" (صور)

02:48 م الجمعة 03 ديسمبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

مازالت موسيقى موكب طريق الكباش ترن في أذنيّ محمود سامي جمعة، رغم انقضاء قرابة الأسبوع لكنه يشعر أنه لم يرجع بعد من الأقصر، فما كان للممثل الشاب أن ينفصل بسهولة عن الأجواء التي عاشها طيلة شهر ونصف لأجل 20 دقيقة يكون فيها قائد كهنة مركب آمنون رع في احتفالية عيد الأوبت المصري القديم، فيما هو في الحقيقة أحد مدربي طلاب جامعة الأقصر على الأداء الحركي في موكب إعادة افتتاح طريق الكباش.

في 25 نوفمبر الماضي، بينما تنقل تليفزيونات العالم الحدث الأثري الأبرز في مصر، كان محمود في عالم آخر "ماكنتش مصدق أن خلاص كل اللي تعبنا فيه هينتهي كده". مشاعر مختلطة ما بين الفرح والدهشة والحماس "كنت أنا وزمايلي في الموكب واصلين لحالة أننا يلا بقى عايزين نعرض".

تصدر محمود المجموعة الأولى المكونة من 7 أشخاص التي قادت الموكب المحاكي لما كان يحدث قبل آلاف السنين في طريق الكباش، وكذلك فعل المشاركون في 3 صفوف مثله في المسيرة، فيما كان التابعون لهم من طلاب جامعة الأقصر كما يقول الشاب لمصراوي.
يمتهن محمود جمعة التمثيل منذ كان بكلية الفنون الجميلة وتخرجه فيها عام 2010، ارتبط بالمسرح وعمل فيه، وشارك في عدد من الأعمال التليفزيونية، آخرها "خلي بالك من زيزي" الذي عُرض في شهر رمضان هذا العام.

1

لم يعلم محمود أن الأمنية التي أرادها في مارس المنصرف، لن يمر عليها سوى أشهر وتتحقق "في موكب المومياوات كنت منبهر بالحدث لدرجة أني كان نفسي أكون واحد من المشاركين"، وفي أكتوبر حدث المراد؛ رأى الممثل الشاب إعلان نشره أحمد مرعي، منسق في الاحتفالية، عن الحاجة إلى راقصين ومؤديِ حركة، تقدم محمود "كنت معاهد نفسي في الوقت ده مش هرفض أي شغل يجيي وهخوض تجارب مختلفة"، إلا أنه لم يعرف أن الإعلان بغرض المشاركة في احتفالية طريق الكباش.
ما كانت التفاصيل واضحة، فقط وثق محمود فيمن نشر العرض "مرعي صديقي وعارف أنه لما بيكون في شغل فهيبقى حاجة مهمة"، بعد قبوله ضمن فريق العمل عرف الممثل الشاب بالمهمة "كان قبل السفر على طول. كانت كل حاجة بسرعة. اللي هو يا هتشوف العجب يا مش هتشوف حاجة"، فاختار محمود أن يرى العجب.
في 7 أكتوبر سافر محمود للأقصر رفقة المشاركين "كل حاجة بنعرفها أول بأول قبلها"، فضلاً عن التكتم، فلم يعلم بأمر انضمامه للاحتفالية سوى أسرته فقط، تحت سماء معبد الكرنك، وشمس الظهيرة، علم الممثل الشاب أنه سيتولى تدريب طلاب على الأداء الحركي للموكب "كانوا شباب خلفياتهم مختلفة.. سياحة وفنادق وحاسبات ومعلومات وطلبة ثانوي. منهم اللي مايعرفوش أي شيء عن الأداء الحركي أو المسرح".

2

نحو 35 شخصًا مثلوا الموكب الملكي الذي تقدم المراكب الثلاثة "آمون وموت وخونسو" في إعادة افتتاح طريق الكباش البالغ طولة نحو 2700 متر ويربط بين معبد الأقصر والكرنك. لم يكن الأمر يسيرًا أن ينتظم هذا العدد في أداء ووقت واحد، لساعات ما بين 8 و10 ساعات واصل محمود ورفاقه التدريب يوميًا على مدار أكثر من شهر.
ما كان الهدف اتقان الخطوات وحدها بل التعبير "أن الجسم يتحرك مع المزيكا وإحساس إني كاهن رايح يقابل الإله ومبسوط وفي نفس الوقت في هيبة"، تلك المعاني واصل محمود ورفاقه المدربين نقلها إلى الطلاب المشاركين "كنت بشوف وش كل طالب بيقول إيه"، وكان ذلك تحدي كبير بالنسبة للممثل الشاب.
لكن لم يكن التدريب وحده الصعوبة التي واجهت محمود "كان عندي مشاكل في رجلي ماكنتش واثق أني ممكن اخرج من العرض سليم"، لكن تجاوز الممثل الشاب الأمر؛ واصل الذهاب لممارسة الرياضة في صالة الألعاب والسباحة بشكل دوري.
أن تتواجد في قلب متحف مفتوح للآثار، ويصبح مسرحك الخاص، كان ذلك كفيل أن يُذهب عن محمود أي مشاعر غير الحماس، لازم الممثل الشاب الأقصر لأكثر من شهر، وعاد إلى القاهرة لأيام ثم رجع مرة أخرى قبل الإفتتاح، وحينما جاءت اللحظة لم يهتز رغم القلق "أنا جوه الشخصية كنت شايف الناس وفرحان جدًا وأنا داخل لكن في نفس الوقت مش شايفهم"، كل حركة كان ينظر إلى ركن ما، مرة لوجه رمسيس وأخرى للمعابد، فيما ينتابه التفكير "هيوحشني المكان جدًا".

3

20 دقيقة خرجت للنور، لكن التدريب والحركات التي تمرن عليها جمع الشباب المشاركين كان أكثر مما عُرض "في حركات اتمرنا عليها وبعدين اتشالت"، ورغم صعوبة وقع ذلك على المؤديين لكن الهدف الراغبين في تحقيقه من إخراج المشهد على أكمل وجه كان أسمى من أي شيء.
بعد انتهاء الاحتفال، انهالت التهنئة على محمود، خاصة بعدما نشر صور له ولزملائه من المشاركة، شعر الممثل الشاب بالرضا عن العرض بأكمله "اتفرجت عليه بعدها حسيت بأن كان في حاجة ملحمية حصلت"، فيما حلق في سماء السعادة بتعليق أحدهم "أحنا انسحبنا مع العرض لحدوتة بره الزمن".
عاد محمود إلى القاهرة لكنه يشعر "أن في حتة مني سبتها هناك في الأقصر"، ينتابه أحيانًا عدم تصديق أنه كان جزء من التجربة التي نقلتها العديد من التليفزيونات العالمية، يمتن لكل التفاصيل "حاسس أن القدر بعت لي هدية تقولي إنك تقدر وعندك الموهبة والخبرة"، فيما بات على يقين أن تلك الأيام لا تُنسى.

4

فيديو قد يعجبك: