لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من شيرين لمي زيادة.. لماذا تقص النساء شعرها؟

09:56 م الإثنين 13 ديسمبر 2021

شرين عبدالوهاب

كتبت- هبة خميس:

على المسرح وقفت المطربة "شيرين" قبل أيام، بفستان ذهبي لامع وشعر محلوق بأكمله لتصدم الجمهور الذي ظل يتساءل ما الذي يدفع المرأة لحلاقة شعرها أو جزّه مثلما فعلت الراحلة "عنايات الزيات" وغيرها.

"تقول القصة: في الليلة التي قررت فيها عنايات أن الحياة غير محتملة، تركت ابنها مع أمها في 16 شارع عبد الفتاح الزيني بالدقي، وخرجت في المسا وهي لا تعرف ماذا تفعل بنفسها، مرت على مدام النحاس التي ليست من أسرة النحاس ، كانت عنايات طبيعية وهادئة وشعرها مقصوص لتوه حتى ظنت المدام أنها قادمة من صالون حلاقة.

عادت لشقتها في الدور الثاني على أطراف أصابعها كاللصة. لم يكن معها أحد عندما أخذت العشرين حبة وردية ونامت".

*من كتاب "في أثر عنايات الزيات" للكاتبة إيمان مرسال.


صورة 1

في كتابه "لأ بطعم الفلامنكو" تناول الطبيب النفسي محمد طه الفكرة، فيرى أن علاقة الفتاة بشعرها معقدة "شعر البنت زي المراية اللي بتعكس علاقتها بنفسها ولما بتحب نفسها بتهتم بيه ولما بتتأزم علاقتها بنفسها بتهمله، كتير من البنات اللي بيمروا باكتئاب بتقص شعرها أو تجزه".

صورة 2 (1)

بخلاف عنايات الزيات؛ بعض الأديبات جززن شعرهن مرة وأكثر، فأفردت "مرسال" فصلاً كاملاً حول تلك الفكرة تحت عنوان "أنطولوجيا جز الشعر" تتناول فيه تفاصيل اليوم الأخير في حياة الكاتبة "عنايات الزيات" التي انتحرت في مطلع الستينات والتي تتبعت "مرسال" حياتها وتفاصيلها مع سرد تفاصيل إصابتها بالاكتئاب منذ الطفولة لتصل لتلك اللحظة المفصلية لتجز شعرها وتعود لشقتها وتموت في صمت.

"قررت عنايات أن تغير شكلها التو، أن تحضر غضبها وجرحها الداخلي والهلع الذي يسيطر عليها إلى ما تراه أمامها، إلى وجهها في المرآة أمسكت مقصاً وجزت شعرها. إنه شعرها على أي حال، جز من هويتها".

صورة 2 (2)

يرى الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، أن حالات حلاقة الشعر عند السيدات مختلفة ومتنوعة، فهناك سيدات يحلقن شعرهن بشكل دوري بسبب العمل البحثي والدراسة أو الزهد في الزينة وكانت له زميلات خلال دراسته في إنجلترا يحلقن شعرهن بشكل طبيعي ليركزن في أبحاثهن "النوع التاني ودة السائد هو الشخصيات الحدية ودي شخصيات تحب بسرعة وتكره بسرعة وفي ثانية تحلق شعرها أو تحاول تنتحر وكل دة بسبب الحرمان العاطفي اللي بتعاني منه"، كما يقول لمصراوي.

أما النوع الثالث من السيدات اللائي يحلقن شعرهن، فيرى دكتور فرويز أنهن قويات الشخصية ويفعلن ذلك كتحدي للمجتمع وأنفسهن فالشعر تاج المرأة وجمالها فتتحدى نفسها لتحلقه وتجزه.

في الصور تطل علينا صور الأديبة "مي زيادة" التي اشتهرت بصالونها الأدبي وكيف وقع في حبها الكثير من الأدباء في تلك الفترة وأيضاً رسائل الحب بينها وبين "جبران خليل جبران".

في إحدى رسائل مي لجبران كتبت: لقد قصصت شعري، وعندما ترى من صديقاتك بعد اليوم يا جبران من هن في هذا الزي يمكنك أن تذكرني، وتقول لهن، في سرك، إنك تعرف من تشبههن.

ليرد عليها جبران : إذاً قد قصصت شعرك؟ قد قصصت تلك الذوائب الحالكة ذات التموجات الجميلة؟ ماذا يا ترى أقول لك؟ ماذا أقول وقد سبق المقص الملام؟".

واعتادت بعدها "زيادة" الظهور بشعرها المموج القصير في جميع صورها، وفي المقابل قامت بعض المناضلات قديماً بقص شعرهن اعتراضاً على المجتمع الذي ظلمهن مثل "درية شفيق"، الكاتبة "أليفة رأفت" و"ملك حفني ناصف" وغيرهن.

"كل من الحلوات اللواتي لم أتخيل متي وكيف جززن شعرهن أمام المرآة، يعرفن هذه اللحظة حتى لو لم يخبرنها بأنفسهن. لحظة مواجهة المرآة وتجسد الخواء، لحظة الرغبة في تغيير الذات بعقابها وتشويهها والتخفي من أحد ملامحها".

لا توجد أسباب كافية لمعرفة لماذا تحلق بعض النساء شعورهن، فالأمر متنوع بتنوع شخصياتهن، كما يقول فرويز.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان