لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف مرت سيول أسوان على قرية "فارس"؟

01:19 م الأحد 14 نوفمبر 2021

أمطار

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

كانت السماء تُنذر بأمطار خفيفة حينما وقفت خلود أحمد بساحة منزلها، دقائق فقط وانقلب الحال؛ عاصفة شديدة، رعد وبرق وأمطار غزيرة ضربت قرية فارس بمركز كوم أمبو بأسوان، عاش أهالي القرية ساعات عصيبة لا تُنسى، فيما مازال الأثر قائما.

صباح أمس السبت، ضربت السيول عدة مناطق بأسوان، كانت قرية فارس الواقعة على بُعد 60 كيلو غرب المحافظة ضمن المناطق التي تأثرت.

1"بعد نص الليل يوم الجمعة كان المطر شديد.. دخل البيت واتحاصرت انا واختي وقريبتنا وطفلين جوة أوضة صغيرة لمدة ساعتين".. تتذكر خلود أن الأمر لم يستغرق سوى أقل من نصف ساعة، فصلت المياه بين غرفتها وغرفة والدها ووالدتها الموجودة في مُقدمة المنزل "وعشان البيت كبير فمكناش عارفين نخرج نروح لهم"، لم تكن المياه هي الأزمة الوحيدة؛ سمعت صاحبة الـ22 عاما طقطقة "الأجهزة الكهربائية كانت بتتحرق بسبب المياه"، بينما انقطعت الكهرباء خلال وقت قصير وعم الظلام.

تعيش خلود رفقة زوجها وابنتها ذات الأربعة أشهر بالقاهرة "كنت رايحة زيارة لأهلي عشان أحضر فرح بنت عمي". مر الوقت ثقيلا على خلود وأقاربها داخل الغرفة الضيقة "ستر ربنا بعد شوية جم ناس طلعونا.. كانوا عارفين إن بيتنا فيه ناس كبار وسيدات فودونا مضيفة مبنية بالمسلح".

في تلك الأثناء كان أبو الفضل محمد يجمع أبنائه وأحفاده المقيمين بمنزله "وودتهم عند بيت جاري". وُلد مُعلم اللغة العربية بقرية فارس قبل حوالي ستين عاما، عايش أحداثا كثيرة "بس مشفتش مطر كتير كدة غير في التسعينات".

2يتذكر واقعة التسعينات بوضوح "ساعتها كانت معظم بيوت القرية مبنية بالطين.. الماية جت هدتها كلها وكان خراب"، انقطعت الكهرباء عدة أيام وحدثت خسائر في الأرواح، فيما لجأ الأهالي لمسجد ومدرسة القرية للاحتماء بهما، فيما انتشر النمل الأبيض "وأكل أساسات البيوت اللي من الخشب والعفش بتاع ناس كتير".

رغم بناء منزل محمد من الطوب الأحمر "لكن السقف من الجريد ودا خلى الماية تدخل الأوض كلها والحيطان شربت رطوبة". لم ينتظر الجد كثيرا، ما أن اشتدت الأمطار نقل أسرته لمكان آمن وخرج ليساعد أهالي القرية "عشان احنا هنا كلنا تقريبا عائلة واحدة فعارفين مين محتاج إيه".

قضت خلود ليلتها بالكاد "لما روحنا المضيفة مكانش فيه فرصة نفرشها ففضلنا للصبح على البلاط وهدومنا مبلولة"، لم ينقطع بكاء تمارا ابنتها لخمس ساعات "لأن اللبن بتاعها ملحقناش ناخده والرضاعة الطبيعية مكانتش كفاية بالنسبة لها"، فيما أُصيبت الأم وقريباتها بـ"نزلة برد شديدة بسبب الماية".

لم يكن الحال مختلفا بمنزل عادل عبدالله "السقف باظ برضو ووديت أهلي للمضيفة". قضى الأب ليلته رفقة رجال القرية محاولين تقديم المساعدة "والصبح أدركنا إن المقابر بتاعتنا اتأثرت بالمطر.. كتير من الشواهد وقعت"، اضطر عبدالله للطواف رفقة آخرين "عشان نقول للناس يروحوا يشوفوا لو الشواهد بتاعة أهلهم اتضررت ويساعدونا"، في المقابل أوصوا أهالي القرية بالحذر من الكهرباء "بلاش عيال تجري حافية وبلاش الناس تسند على الحيطان لأنها شربت ماية ولحد ما بتكهرب".

3تمتن خلود لمرور الأزمة دون خسائر في الأرواح، فيما تنظر بحزن لمنزل أبيها الذي تضرر، فيما تتذكر ابنة عمها التي جاءت لحضور زفافها "هي كمان جهازها باظ وفستان فرحها.. بس طالما احنا كويسين فالباقي مش مهم".

فيديو قد يعجبك: