لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خطط للفكرة قبل عامين.. يمني يحضر حفل تخرجه "بزي عامل نظافة"

04:58 م الخميس 28 أكتوبر 2021

الطالب اليمني علاء الدين ياسين العامري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

إلى جانب الأسرة والأصدقاء، أراد علاء الدين ياسين العامري أن يحضر آخرون حفل تخرجه. أشخاص لا يعرف عنهم سوى أنهم حرموا أشياء كثيرة، منها الإلتحاق بالجامعة والنظرة المقدرة لعملهم، لذا قرر الطالب اليمني مشاركتهم لحظته الاستثنائية بأن يكون واحدًا منهم، فبينما ارتدى الطلاب سترة حفل التخرج، ظهر علاء بزي عامل النظافة.

قبل أيام انتشرت صورة لطالب يقف بين زملائه مرتديًا رداء عامل نظافة. كان ذلك في كلية النفط والمعادن بجامعة عدن اليمنية. في العاشر من أكتوبر الجاري، تفاجأ الحضور بظهور علاء بين طلاب دفعة قسم اقتصاديات وإدارة النفط، لا أحد يعرف لماذا يفعل مهندس حديث التخرج مثل هذا؟

1

انجذب علاء لمشهد استمرار عمل عمال النظافة في اليمن، رغم ما يمر به من حرب لنحو 7 أعوام، تأمل حرصهم على تنفيذ مهامهم بالجامعة والشوارع، فأراد الشاب صاحب الثلاثة والعشرين ربيعًا أن يكرم "مهندسي البيئة" كما يصفهم لمصراوي، وما كانت هناك فرصة أفضل من الوقوف بزيهم بين لفيف الطلاب والأساتذة حتى يرى الجميع أهمية هذه المهنة، ومن ثم تصل الرسالة "يعلم المجتمع أن عامل النظافة يقوم بعمل مشرف يقابل طالب العلم وأن جذور الدولة أولها هؤلاء الاثنان طالب العلم وعامل النظافة".

لم تكن فكرة الحضور بزي عامل النظافة وليدة لحظة التخرج، بل خطرت لعلاء وهو بالفرقة الثانية في الكلية، احتفظ بها دون إفصاح عنها حتى أخبر بها أحد أصدقائه عند انتهاء الترم الأول من السنة الأخيرة له، استحسن صاحبه المبادرة لكنه ظن أنها مجرد خيال، ليتفاجأ بتنفيذ علاء لما أراد عبر الصور الملتقطة له.

2

أعد علاء لكل شيء، ذهب إلى مكتب النظافة في محافظة شبوة المتواجد بها كليته، طلب من الموظفين الحصول على الزي، تواصل مع المسؤول وشرح له ما ينوي فعله، فاستجاب لرغبة الشاب الذي أضاف للرداء لمسات التخرج "ذهبت إلى الخياط وأكملت ما يظهر أني طالب خريج مثل القبعة والوشاح"، حتى الحذاء استبدله بآخر بلاستيكي ذي رقبة طويلة.

3

أخفى علاء فكرته عن الجميع، حمل رغبته ومضى "قبل يوم من التخرج كنت سعيد جدًا. أشعر أن هناك شريحة بالمجتمع سوف تنال نصيبها من فرحتي"، ولازمت السعادة الطالب وقت الحفل، رأى الفرحة في عيون أسرته "كانت أمي وإخواني أسعد مني وقدموا لي الشكر وأعتبروا هذهِ الخطوة إبداع ولفتة ممتازة"، فيما أخذ زملائه يتلقطون الصور معه، وكذلك كادر الكلية الذي استقبله بالتصفيق وترحيب مختلف عن بقية زملائه كما يقول.

لم يكتف علاء بالتخرج بتقدير جيد جدًا في الكلية والمجال الذي رغبه، إنما حمل رسالة إمتنان، في ظاهرها لفئة عاملي النظافة المهمشين في اليمن، أما باطنها فعرفان لأبيه المتوفى في 2011 "كان معلم ويحثنا دائمًا على أهمية النظافة وواجباتنا تجاه عمال البيئة منذ كنت بالمرحلة الابتدائية". كان الشاب اليمني في تلك اللحظة ثمرة والده في تربية أبنائه العشرة الذي هو رابعهم "والدي هو الزارع لتلك القيم الإنسانية بداخلنا وأنا لست إلا حقل من حقوله".

فيديو قد يعجبك: