لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حلم الألعاب الشتوية.. مصر تنظم أول بطولة دولية لـ"هوكي الجليد" (صور)

08:13 م الثلاثاء 26 أكتوبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتابة وتصوير- شروق غنيم:

من أعلى أخذت تراقب دينا سيد مُجريات الحدث؛ لأول مرة ترى مباراة لهوكي الجليد في المكان الذي تعمل به. منذ ست سنوات عملت الفتاة العشرينية داخل المبنى التجاري جنينة "جنينة مول"، في مدينة نصر. داخل المكان يوجد مساحة للتزلج، لكن على مدار تلك السنوات لم ترَ سوى هواة يستمتعون به، غير أن ما كان يجري الأحد الماضي مُختلفًا، إذ فجأة شعرت بأنها تشاهد مباراة من "فيلم أجنبي، معرفش إن مصر فيها حاجة شبه كدة".

1

تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة المصرية، وبالشراكة مع كل من اللجنة الأولمبية الوطنية المصرية (اينوك) والهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة ورابطة الصداقة الكندية، انطلقت مساء الأحد الماضي، أول بطولة دولية لهوكي الجليد تقام فى مصر، لتدخل بذلك مصر عالم الرياضات الشتوية.
وتقام البطولة (الودية) في الفترة من 24 أكتوبر وحتى اليوم الثلاثاء، وشارك بها عددًا من الفرق الأوروبية والأمريكية وفريق هوكي الجليد مصر، كما يشارك عدد من الأبطال الأوليمبين من بينهم المتزلج المصري الجنسية أحمد فايد والمتزلج المصرى الجنسية خالد الشبكشي.

2

بنظرات مشدوهة، ظلت دينا تُشاهد المباريات التي استمرت على مدار اليوم، تستمتع بالتجربة، تصفق للاعبين المصريين، بينما بالمشاهدة تعلمت قواعد اللعبة. داخل الملعب ثلاثة لاعبين أساسين وأخر يقف في حراسة المرمى، بينما تُلعب بعصا وزلاجات الهوكي، ويرتدي كل لاعب ملابس وقائية من خوذة لحماية الرأس، وبدلة تحتوي على مُعدات لسلامة الجسد.

3

كان الحماس كبيرًا في نفس نانسي عبد الهادي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لـ IBIS، الشركة المنظمة للحدث EIHE 2021 بالتعاون مع هوكي الجليد مصر. قبل 6 سنوات بدأت العمل مع الفريق المصري للهوكي، ولم يكن بداخلها سوى حلم واحد. أن ترى اتحاد مصري للألعاب الشتوية، ليحتضن كافة اللاعبين الهواة أو المحترفين بالخارج لرياضة هوكي الجليد، ومع الأحد الماضي، شعرت بأن خطوات استكمال الحُلم قد بدأت.

في البطولة المُنظمة، يشارك 3 فرق مصرية، الفريق الأسود المكون من لاعبين محليين، فريق أحمر للمصريين بالخارج ومزدوجي الجنسية، وفريق أبيض يضم مزيج من اللاعبين، فيما يواجهون ثلاثة فرق دولية، الأول من ألمانيا، والفريقين الآخرين من دول مختلفة، أمريكا، سويسرا، بريطانيا، اليابان وكندا.

4

كانت السعادة تملأ نانسي، كلما نظرت حولها وجدت مُشجعين يحوطون المكان لمشاهدة المباريات، يسألون أكثر عن تفاصيل الحدث "وهي اللعبة دي في مصر بجد؟". كان ذلك فرصة ذهبية لأن يتعرف مصريون أكثر على الرياضة "وأن في لاعبين مصريين موهوبين جدًا، حقهم يبقى ليهم اتحاد عشان يقدروا يشاركوا في الأولمبياد الشتوية ويرجعوا لنا بميداليات".

شعورٌ مختلفٌ انتاب اللاعب ياسين مصطفى، لأول مرة يمارس رياضته المٌفضلة داخل مصر، كان حُلمًا بالنسبة للشاب الذي وُلد في كندا وشُغف هناك برياضة هوكي الجليد "كنت أتمنى اللعب داخل وطني الأم"، لكن لم تكن الفرصة متاحة عبر السنوات الماضية لعدم وجود اهتمام بالرياضات الشتوية، غير أن في هذه اللحظة بدا كل شيء ممكنًا.

5

في الفريق الأحمر، الذي يضم اللاعبين مزدوجي الجنسية، يشارك ياسين برفقة ثلاثة من أشقائه وأيضًا والده "كبرت وأنا أراهم يلعبون أمامي، فُتنت باللعبة وتمنيت أن أكون مثلهم يومًا ما". منذ كان في الثالثة من عمره وتعلمها وسط عائلته، حتى صاروا فريقًا واحدًا.
أداء مبهر قدمه الفريق الأحمر، تصفيق حار يستقبلونه من مُرتادي المكان، وحتى من رفاقهم في باقي الفرق المصرية. أول مرة لعب آل مصطفى باسم مصر كان في عام 2019 في البطولة التي أُقيمت بالكويت، لكن خلال هذه المرة ازداد شعورهم تجاه الأمر "شرف وفخر لنا أن نلعب في بلدنا الأصل، صار طموحنا الأول حاليًا أن نجلب هذه اللعبة إلى مصر".

6

صارت الأجواء في المكان مختلفة تمامًا؛ المارون لا يتوقفون أمام المحال التجارية بل يصوبون أنظارهم وتركيزهم مع اللاعبين، في الأدوار المرتفعة يتحلقون حول دائرة الملعب للمشاهدة والتشجيع، لا تغيب كلمات الفخر والتصفيق كلما أحرز الفريق المصري تقدمًا، ورغم مشاهدتهم لأول مرة للعبة في الواقع إلا أنهم أدركوا مبادئها سريعًا "مش مصدق أن عندنا لاعيبة مصرية جامدة كدة"، يقول محمد السيد، أحد المتفرجين، بينما يحمل ابنه الصغير لمتابعة المباريات.

7

8

على جانبي الملعب، كان يستعد فريق الهلال الأحمر المصري للتعامل مع أي تطورات للعبة لتقديم الإسعافات الأولية. بحماس يشاهد أشرف أحمد مُجريات المباريات، فضلًا عن جاهزيته للتأمين الطبي للاعبين. شارك الشاب من قبل في تقديم المساعدات الطبية للاعبين الهوكي في الإسماعيلية، لكن على الجليد كان الأمر جديدًا ومختلفًا.
على مدار الثلاثة أيام، تدخل الفريق الطبي لكن لإصابات خفيفة "كدمات أو خدوش، أو حالات إرهاق، لكن مفيش أي تدخلات كبيرة لأن الوضع مستقر".

9

من كندا جائت اللاعبة Maisty seastorm بحماس للمشاركة في الحدث، منذ كانت في السابعة من عُمرها وبدأت اللعب في هوكي الجليد، الرياضة الشتوية الوطنية في بلادها، برفقة شقيقها الصغير، ومن وقتها وأضحت تلك الرياضة جزء أصيل من حياتها، تتمنى دعمها بأي شكل، لذا حينما علمت عن تنظيم أول بطولة دولية في مصر، كانت من أوائل المشاركين.

10

لأول مرة تزور اللاعبة الكندية مصر "كنت متحمسة جدًا لأنها بلد مُذهلة، ولأنني أتمنى أن ينتشر هوكي الجليد في مجتمعات مختلفة، والمجئ واللعب هنا برفقة اللاعبين المصريين كان ممتعًا جدًا، وتشاركنا خبراتنا في الرياضة، أتمنى أن يكون الحدث خير داعم لهم في مشوارهم باللعبة".
قبل 6 سنوات بدأ بسام حمادة ممارسة هوكي الجليد برفقة أصدقائه، لكن عدم وجود الإمكانات والمُعدات المناسبة لمباريات الهوكي المُحترفة كان عائقًا لهم "ابتدينا نتجه لأنواع تانية زي اللعب الحُر، لكن بالنسبة لنا أكبر طموح بالنسبة لنا نلعبها، ويبقى لينا اتحاد ونقدر نواجه فرق من دول مختلفة".

11

على مدار الثلاثة أيام الماضية، تحقق جانبًا من الحلم بالنسبة للفريق المصري الأسود، الذي يضم اللاعبين المحليين " النهاردة شعورنا مختلف، مبسوط أن الخطوة دي حصلت في مصر، لأننا بنحس أن التعب كان بفايدة، وأنه ظهر للناس إن في شباب في مصر تقدر تشارك في اللعبة".
6 لاعبين من الفريق الأسود شاركوا في البطولة الدولية الودية، لكن عشرات اللاعبين الأخرين ينتظرون نفس التجربة والفرصة "كلنا نفسنا إن يبقى في اتحاد وإمكانيات تخلينا ننشر اللعبة في مصر، ونشارك في الأولبياد".

12

قبل عامين ونصف جائت لاعبة بلجيكية إلى مصر، وفي جعبتها حقائب تحمل مُعدات رياضة هوكي الجليد، تضحك إذ تتذكر نظرة أحد المسئولين بالمطار في بلادها "هل هذه تصطحبين هذه المُعدات إلى مصر؟ هذه بلاد حارة لا يوجد بها ألعاب شتوية".لكن الأمل كان بداخلها.
بشكل هاوي تمارس البلجيكية هوكي الجليد، تتذكر إذ كانت تفعل ذلك في إحدى المولات المصرية "وجاء أحد الشباب يسألني إذا كنت ألعب هوكي الجليد أم لا، لأن المعدات التي معي مخصصة لها وليس للتزلج الحُر". وقتها انضمت إلى الفريق المحلي تتدرب معهم وتشاركهم الحلم نفسه وخاصة "أن أشجع مزيد من الفتيات المصريات لممارسة هوكي الجليد".

13

في ختام البطولة، مساء اليوم الثلاثاء، تمتن نانسي لرحلة عُمرها ست سنوات من أجل هذه اللحظة، رغم التحديات إلا أن الحلم صار حقيقة تتجسد أمامها وأما اللاعبين المصريين، تتمنى أن تكون تلك أولى خطوات الترويج للرياضات الشتوية، ورغم نقص الإمكانات إلا أنها تثق في تحقق الحلم، وأن يشارك اللاعبين المصريين في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية قريبًا.

فيديو قد يعجبك: