لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إنقاذ وسط الشبورة .. "فتحي" يفتح بيته للعالقين في طريق إسكندرية الصحراوي

04:48 م السبت 09 يناير 2021

الشبورة في طريقة إسكندرية الصحراوي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

بعد ساعات قليلة من حلول الظلام، أمس الجمعة، كسا الضباب طريق إسكندرية الصحراوي، فبات على قائدي السيارات التحرك وسط الخطر قبل صدور قرار من الإدارة العامة للمرور بإغلاق الطريق من أجل الحفاظ على سلامة الجميع، وهو ما دفع "محمد فتحي" صاحب مزرعة قريبة من "الكارتة" لإطلاق مبادرة لإنقاذ العالقين في الشبورة.

قضى فتحي يوم الإجازة رفقة أسرته داخل المزرعة التي يملكها على طريق إسكندرية الصحراوي، كان لديه نية لمغادرة المكان عند غروب الشمس والعودة إلى عروس البحر المتوسط حيث يعيش "لقينا الشبورة بدأت تنزل، فقررنا نبات أفضل وأسلم" وبعد ساعات قليلة لاحظ تكدس السيارات أمام منزله "فيه سكة قدام المزرعة الناس بتستخدمها لما بتحصل مشكلة على الطريق الرئيسي" خرج على الفور لتقديم الدعم للسيارات المارة.

صورة 1

شاهد المحامي الشاب عشرات السيارات الملاكي والأجرة والنصف نقل المُكدسة في الطريق "موضوع الشبورة مكنش سهل طبعا، خاصة الناس اللي مسافرة مع أسرها" عرض استضافة من يرغب في قضاء الليلة داخل مزرعته حتى زوال الشبورة "فيه ناس كانت بتقلق طبعا بس حاولت أطمنهم على قد ما أقدر"، هداه تفكيره إلى نشر الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي، "كتبت دعوة على صفحة مشهورة، الأدمن طلب يتأكد من كل التفاصيل، ونشرت رقمي عشان الناس تقدر توصلي بسهولة"، ليستقبل العديد من المكالمات.

"فيه ناس كلمتني عشان يستفسروا عن أحوال الطريق، وناس كانت بتشجعني وبتشكرني على المبادرة، وفيه شخص قال إنه موجود على الطريق، عرضت عليه يجي المزرعة بس محبش يتقل عليا". يتحدث فتحي بحماس عن ما جرى ليلة أمس في محيط بيته على طريق إسكندرية الصحراوي "بس كنت بتابع معاهم لحد ما يوصلوا بيوتهم" قبل أن يستقبل مجموعة مكونة من 8 أشخاص عانوا لساعات من الشبورة.

رفض الضيوف قضاء ليلتهم داخل منزله "طلبوا يقعدوا في المسجد الموجود جوه المزرعة، صلينا واتعشينا سوا وخدوا واجب الضيافة، السكان اللي جمبنا كل واحد كان بيقدم حاجة ليهم، وبعد الفجر خرجوا مرة تانية للطريق" لم يتردد الشاب الثلاثيني للحظة في استقبال الغرباء، "طالما ناوي خير ربنا مش هيحطني في موقف وحش" ورغم قلق ذويه من التجربة لكنه لم يشعر بذلك "بالعكس مفروض اللي يقلق هما الناس اللي جاية تبات، لكنا احنا في بيتنا ودي منطقتنا".

صورة 2

لدى فتحي تجارب سابقة في إنقاذ العالقين بالطريق يتذكر اللقاء الذي جمعه بمهندس شاب منذ 12 عاما، قبل ساعة من أذان المغرب في شهر رمضان "لقيت عربية عطلانة على الطريق، ساعدت صاحبها، ودلوقتي أصبح واحد من أعز أصدقائي ودايما نسأل على بعض" يعتقد أنه يجني ثمار تلك المواقف بنتائج "كلها خير"، لذلك يحرص دائما على تقديم المساندة بشتى الطرق "شاركت مؤخرا في جمعية خيرية لدعم المطلقات والأرامل واليتامى" وهي تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي.

انتهت التجربة، وإشادة الناس بتصرفه أثلج قلبه "أكتر شيء فرحني هو دعوات الناس لأهلي وخاصة والدي لأنه متوفي" يعرف أن الشبورة ستظهر عدة مرات في الآونة القادمة، "عشان كدا مستعد أكرر الموضوع كل يوم، مفيش مشكلة، الناس لبعضها" سيظل بيته مفتوحا لمن يحتاج إلى الدفء والراحة حتى فتح الطريق مرة ثانية واختفاء الضباب.

فيديو قد يعجبك: