لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من الفراعنة لسيرة آل البيت.. قصة جولات رضوى في آثار مصر

09:26 م السبت 23 يناير 2021

احد جولات رودي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-آية الله الجافي:

انبهرت الثلاثينية "رضوى فهمي" بمجال السياحة والآثار عندما كانت في المرحلة الإبتدائية، وطيلة سنوات حياتها، ظل يرافقها حلم مشروعها الخاص بإقامة جولات ورحلات استكشافية للسيدات والأطفال داخل القاهرة وخارجها حتى تمكنت مؤخرا من تحقيق جزء كبير من هذا الحلم.

كان لامتلاك والدها شركة سياحة في منتصف الثمانينات الأثر الأكبر في ارتباطها بالآثار والألغاز الفرعونية: "كنت دايما بحس وأنا في الجولات مع بابا أني في حدوتة مليانة غموض وده خلاني أقرر أدرس المجال ده"، حتى تخرجت من كلية الأداب قسم الآثار بجامعة حلوان.

لم يكن مجال السياحة بالنسبة لرضوى مجرد تنظيم رحلة أو إلقاء معلومات ولكنه تخطى ذلك: "وقت حرب الخليج لجأت أسرة كويتية - كانوا زباين شركة بابا من سنين طويلة - لينا، كانوا في مأزق ومش معاهم فلوس.. شاركونا بيتنا وحياتنا لحد ما قدروا يستقلوا ببيت.. عرفت وقتها أنها مش علاقة مع زبون.. دي روابط إنسانية بتتبني.. ولحد دلوقتي الأسرة دي على تواصل معانا.. وهي دي الصورة اللي لازم تكون موجودة قدام نفسنا وبلدنا".

"أول مرة حسيت بشغف بمجال السياحة لما طلعت رحلة الأقصر وأسوان وأنا في ثانوي وبدأت أشرح للأطفال الرسومات والنقوش الفرعونية في معبد فيلة، وقتها حسيت بسعادة عمري ما حسيتها"، وتميزت منذ عامها الأول بالكلية بشرحها المُبسط للتاريخ المصري حتى أصبحت عضوة في جمعية أصدقاء المتحف المصري.

كان العائق الأكبر لها منذ بداية عملها هو نظرة من حولها: "كان دايما بيتقالي ازاي بنت تسافر وتختلط بالأجانب"، لكنها لم تكن تفكر سوى في سحر التاريخ الذي يأخدها في رحلات متعددة بمحافظات مصر، إلا أن "رضوى" اصطدمت بعد التخرج بوضعها في عمل روتيني في مجال الترميم بشارع المعز، كما كان لثورة يناير 2011 الأثر في توقف عملها في مجال السياحة والاتجاه إلى عمل مكتبي في مجال المشتريات في أحد الشركات : "جالي احباط لما بعدت عن مجالي وخصوصا كمان مع ظروف جوازي وإنجابي، كنت دايما بحس ان في حاجة ناقصة".

وكان لزوج رضوى وأصدقائها دور كبير في خروجها من حالة الاكتئاب التي أصابتها "كانوا بيخرجوني في أماكن أثرية ويطلبوا مني أشرحلهم.. حسيت وقتها أن روحي رجعت وأنا معاهم في شارع المعز"، وبعدها قررت البدء في مشروعها الخاص بعمل جولات تثقيفية لآثار مصر للسيدات والأطفال واشتهرت باسم "رودي" في رحلاتها حتى أسست المجموعة الخاصة بها على الفيسبوك "رحلات رودي" في 2015، وأصبحت عضوة باتحاد الأثريين.

صورة ١صورة ٢_1

المتحف المصري من أهم الأماكن الاستكشافية في جولات "رودي": "المتحف هو المكان المفضل بالنسبالي.. وليه الفضل عليا من وأنا طفلة لإني اتعلمت فيه حاجات كتير، كل تمثال ليه حكاية معايا".. وهدفت من خلال مبادراتها التثقيفية لتنشيط السياحة إلى رؤية الأمهات للتاريخ بشكل ممتع ومختلف :"لما بنتى دخلت المدرسة أكتشفت أن الاهالى مش بتحب الدراسات.. والمدرسين مش بتشرح التاريخ بالطريقة إللى يبسطوا بيها الأطفال..كنت حابة الأمهات تشرح لأطفالها بأسلوب القصص والمغامرات إللى تبين جمال التاريخ".

تعاني "رودي" خلال مبادراتها لتنشيط السياحة الداخلية من عدم الاهتمام بنظافة بعض الأماكن والمساجد الأثرية وقلة الخدمات: "اكتر مكان بتضايق من الإهمال وعدم النضافة فيه مسجد "قاني باي الرماح" إللى موجود على عملة الـ200 جنيه، لو أي سائح طلب يشوفه على اعتبار انه مرسوم على أعلى عملة مصرية هيكون الوضع سئ جدا.. لازم يكون في غرامات للسكان إللى بيرموا زبالة في الأماكن دي ويكون في اهتمام من الدولة".

٤صورة ٣_4

"أكتر حاجة بتفرحني لما حد يقولي كنت بكره التاريخ وحبيته لما فهمت منك"، حيث ترى رضوى أن الشرح المُبسط للمعلومات الدسمة هو السبب في نجاح جولاتها:" أهم جولات عملتها كانت في المساجد زي مسجد السلطان حسن ومسجد الرفاعي.. بحس ان الناس عندها حب للمعرفة "، وتخطط رضوى لجولات استكشافية في منطقة "سقارة" و "قصر عابدين" "، "بتمنى الدولة تفتح قصر عابدين من جوة ولو مرة كل شهر علشان نقدر نشوف الجمال والعظمة إللي فيه".

لمزارات آل البيت طابع خاص في رحلات رضوى: "جولاتي في شارع الأشراف وشارع الأولياء الصالحين وزيارة الأضرحة زي مقام السيدة نفسية وسيدنا الحسين ليه متعة مختلفة بالنسبالي وبالنسبة للزائرين.. بشوف الناس جعانة علم لرحلة آل البيت في مصر". حيث طلب عدد من الأمهات منها تنظيم رحلات إلى الصعيد لزيارة باقي أضرحة الأولياء "في ناس مش معاها فلوس للعمرة بتعتبر أن زيارتها لأضرحة الصحابة وآل البيت هي البديل إللي ممكن يحسوا من خلاله بروحانيات مشابهة".

صورة ٥_5صورة ٦_2

بسبب فيروس كورونا توقفت مبادرة "رودي" فترة طويلة، وحتى مع عودة الحياة مرة أخرى بعد الحظر توالت الآثار السلبية لزياراتها الإستكشافية نتيجة لخوف الناس "في ناس بتلغي رحلاتها للأقصر وأسوان بعد الحجز.. وبعد ما كنت بنظم رحلة كل أسبوع بقيت بنظمها كل شهر"، فيما تحرص خلال جولاتها على الالتزام بالاجراءات الاحترازية.

"بحلم بعد انتهاء الكورونا أنظم رحلات للمصريين علشان أفرجهم على حضارات الوطن العربي القديمة.. وأعمل رحلات إستكشافية لآثار الحضارة الرومانية".. تقول رضوى.

صورة ٧_3

فيديو قد يعجبك: