لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رسائل "وحيد حامد" الأخيرة عن السينما والرفاق وأفضل أفلامه

01:50 م السبت 02 يناير 2021

وحيد حامد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

عند صعوده إلى المسرح لتكريمه، خلال مهرجان القاهرة السينمائي في الدورة الـ42، شعر المؤلف الكبير وحيد حامد بالارتباك من الاستقبال الحافل وتصفيق الحضور من الوسط السينمائي، لم يتمكن من قراءة الكلمة المكتوبة مسبقا لهذا الحدث، تكلم بعفوية وصدق ومحبة وامتد حديثه الممتع إلى ندوته بالمهرجان، لتُصبح تلك الكلمات هي رسائله الأخيرة قبل رحيله اليوم عن عمر يناهز الـ 77 عاما.

"حبيت أيامي معاكم".. رفاق الدرب

"أنا بحبكم جدًا، وحبيت أيامي معاكم، وانا عايش في السينما الجميلة". كأنها جملة حوارية على لسان أبطاله في مشهد لن يسقط من ذاكرة الناس، كان الأستاذ يعبر عن امتنانه لرفاق الدرب في مسيرته الطويلة في عالم الدراما، يشكر كما يقول "الفرسان اللي وقفوا جنبي في المشوار الطويل، أسماء عظيمة في مجال التمثيل والإخراج والنقد".

يذكر أسماء بعينها من نجوم جسدوا شخصيات أفلامه من أبرزهم عادل إمام وأحمد زكي ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز ومحمود مرسي وصلاح منصور، بجانب أمينة رزق وليلى علوي وإلهام شاهين ومنى زكي ومنة شلبي، قبل أن يوضح أن لن يتمكن من ذكر الجميع لكثرة الأسماء الكبيرة التي تعامل معها على مدار مشواره الذي استمر لـ50 عاما منذ بدايته في فترة السبعينيات.

مواقف الأساتذة

لم يغفل وحيد حامد الإشارة إلى الأساتذة الذين تعلم منهم سواء بالنصيحة أو الإرشاد أو مواقفهم النبيلة، إذ قال عنهم: "تحية للراحل العظيم يوسف شريف رزق الله، كان أول واحد يصطحبني لمهرجان (كان) السينمائي لسنوات طويلة، وهو صاحب فضل، والمخرج الإذاعي مصطفى أبوحطب اللي علمني اكتب كلمة حوار نقية ونظيفة، والمنتج والمؤلف المسرحي سمير خفاجي، أنا كمان اتعلمت من الكبار جدًا، عبدالرحمن الشرقاوي ونجيب محفوظ، ناس بسطاء كلهم حب، اتربينا منهم على كدا".

استعاد الأستاذ بعض المشاهد وهو لا يزال في مقتبل العمر "وأنا شاب لقيت الأستاذ الكبير رأفت الميهي وهو جاي يمسك إيدي ويهنيني على شغل أنا عملته، أنا منساش الأستاذ عبدالحي أديب وفرحته وهو بيتفرج على فيلم (الإرهاب والكباب) وجيه يقولي هتعمل فيلم إيه بعد كدا".

تذكر السيناريست البديع نصيحة الروائي يوسف إدريس بضرورة توجيه قلمه إلى الدراما، وعندما التقى بالكاتب الكبير محمد عثمان "لقيته بيحتويني وبيقولي اتفضل وتشرب ايه، كان فيه حب ومفيش ضغينة، كان الكبير بيشيل الصغير ولذلك أنا اتعلمت منهم واحترمت كل إيد طيبة اتمدت لي".

المجتمع والخيال في كتابة السيناريو

اعتاد المؤلف الراحل على الكتابة في الأماكن العامة، يتقمص شخصياته أثناء الانهماك في عمله "لدرجة إن الناس كانوا بيقولوا دا مجنون وبيكلم نفسه، ميعرفوش إني عايش الشخصية وبقول حوارها وبشوف الكلمة دي مناسبة له ينطقها ولا مينطقهاش".

أفصح الكاتب المخضرم عن سر اقتراب أعماله من المجتمع قائلًا: "كنت بأخد من الناس وأرجعلهم تاني لكن في صياغة جميلة، بطور جملة الحوار، بعمل الموقف كما ينبغي، لم أتجنَ وأقول جملة حوار سوقية ولم أقصد الإضحاك أو الافتعال في الكتابة الكوميدية والتراجيدية"، لكنه يشير إلى أهمية الخيال "بدونه ميبقاش فيه سيناريو كويس، لازم حلم وعذوبة، عشان ننقل المشكلة الاجتماعية من الواقع إلى الشاشة ببراعة".

وعن طقوس كتابة السيناريو قال:"ليا طريقة في الكتابة، بكتب العمل من الألف إلى الياء كاملا، وبعد كدا بسلم السيناريو للمخرج، ثم نقعد عليه، هو يقول وأنا أقول لغاية ما نتفق على الشكل النهائي للفيلم، لكن عمري ما قعدت على فكرة أتناقش فيها بدون ما يكون السيناريو مكتمل، لأنها لازم يكون عندنا شيء نتكلم فيه، وكل شيخ وله طريقة".

وتد الأسرة ومروان حامد

لم تكن زينب سويدان مجرد زوجة للأستاذ وحيد حامد، وصفها في حديثه بـ"هي الوتد في حياتي"، كانت حريصة على دعمه طوال مسيرته، وعلى تهيئة المناخ اللازم له من أجل استمرار إبداعه، ورُزق منها بابنه المخرج الكبير "مروان حامد" ويقول عنه "انا بستشيره في أفلامي لكن لا يمكن ان أقترب من أعماله، وعلى رأي المثل إن كبر ابنك خويه، وهو سدد دين عليا للكاتب يوسف إدريس في مشروع تخرجه".

حيث اختار حامد قصة يوسف إدريس "أكان لابد يا ليلي أن تضيئي النور"، والذي حوّلها إلى فيلم قصير "لي لي"، والذي يحكي عن إمام مسجد يقع في صراع بين رغبته في جارته الحسناء وإيمانه.

وعن تلك التجربة أوضح أن "زينب سويدان" لها دور بالغ في ظهور العمل للنور "لما مروان اختار القصة خفت عليه لأنه كان في عز موجة الإرهاب، فجات زينب وقالتلي سيبه يعملها، لو خايف إنت عليك حراسة يبقوا حراستين، كانت عايزة تحقق رغبته".

لغز عن أفضل أفلامه

أشار وحيد حامد إلى اعتزازه بأعماله الفنية لكنه اختص فيلم "سوق المتعة" من إنتاج عام 2000 من إخراج سمير سيف وبطولة إلهام شاهين ومحمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوي، "فكرة فيلم غير مسبوقة، لما بحاسب نفسي وأقول عملت أفلام إيه ألاقي الفيلم الوحيد اللي رغم النجاح اللي حققه اتظلم، وكنت بقول ياربي إزاي الفكرة موصلتش للناس.. هل عيب في السيناريو؟ لكن مازال بيشكل عندي واحد من أهم الأفلام اللي عملتها".

نصائح إلى الشباب

كان السيناريست الراحل مهموما بقضايا المجتمع وأحوال الشباب، لذلك وجه إليهم كلمة "أنصح الشباب بحاجة واحدة بس، فيه حالة من الاستهتار الشديد، احنا زمان كنا لما بنلاقي ورقة فاضية مرمية على الأرض بناخدها نقراها، دلوقتي لا حد بيقرأ، والفيسبوك والثقافة السطحية هتدمر الشباب، لا يا جماعة الثقافة الرفيعة من خلال الكتب، والعلوم، لكن إذا كنا هنستخف بالأمور ونستهلك الثقافة الرخيصة مش هتفيدنا بحاجة".

تابع تغطية مصراوي لوفاة الكاتب الكبير وحيد حامد.. اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: