فيديوهات للشيخ إمام ومنير والأبنودي.. "نوته" تعيد تقديم التراث المصري بشكل معاصر

كتبت-رنا الجميعي:

آمن محمد التابعي أن تقدم المُجتمع لا يحدث بدون الثقافة والفن، فقد تربى داخل أسرة مُتذوقة فنيًا "بابا حافظ أغاني فيروز كلها"، لذا أحبّ تقديم مشروع يحاول من خلاله تقديم الفن، برفقة فريق عمل أسس مشروع "نوته" الذي أعاد فيه تقديم التراث الفني والثقافي المصري، كل ذلك يضع التابعي أمام عينيه هدف جميل "الثقافة مفيدة، مجرد ما حد يسمع جملة شعرية موزونة بتعبر عن الهوية المصرية هيتبسط ويهذب نفسه بدون ما يحس".

أسس التابعي شركة متخصصة في مجال الإعلام بعد تخرجه من الكلية، تقدم خدمات الرسم والتصميم وصناعة الفيديو "وكان من حظي إن فريق العمل كله متذوقين للفن ومبدعين"، مما ساعده على تدشين مشروع" نوتة" الذي انطلق عام ٢٠١٨، لتسليط الضوء على التراث المصري.

قدّمت "نوته" العديد من القصائد والأغاني والمقاطع المسرحية، مثل "وكأني عصفور متدلع" لمحمد منير، وقصيدة "جوابات حراجي القط" لعبد الرحمن الأبنودي، ومونولوجات لاسماعيل ياسين وفؤاد المهندس، والعديد من الأعمال الفنية التي يعتمدون في اختيارها على "فيه ناس اتظلمت اعلاميًا في فترات كتيرة، وأعمالهم متذاعتش في التليفزيون"، فيما أتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في العصر الحالي الحرية الكاملة "حبينا نعرف الناس على حد زي الشيخ إمام اللي اتمنعت أغانيه تتذاع في التليفزيون".

لا تُقدّم "نوته" المحتوى بشكل تقليدي، بل يحرص فريق العمل على عرضه بشكل مختلف، لذا فكروا في المزج بين الرسم والأدب، حيث يتم رسم صاحب العمل، وتكتب كلمات الأغنية أو القصيدة أو المسرحية بجواره، فيما يؤمن التابعي أن ذلك يُعطي قيمة اضافية للعمل، كما أنه يناسب رواد مواقع التواصل الاجتماعي "الرسم دايمًا مقترن بالكتابة والصحافة، وموجود من قديم الأزل على جدران المعابد"، ساعده في ذلك أعضاء فريق العمل الموهوبين "الفريق عنده حس وذوق فني، وكمان لقيت دعم أسري جيد".

ومنذ بدء "نوته" وحتى الآن وصل عدد متابعيها إلى مليون شخص، حيث تتلقى العديد من ردود الفعل الإيجابية، ما بين رسائل شكر من الجمهور، وأحيانًا من أسر الفنانين الذين يُحيون تراثهم من شعراء وملحنين ومغنيين وممثلين "وبالفعل حصل تواصل مع أسر الفنانين سواء زوجاتهم أو أحفادهم، وده شيء أسعدنا جدًا"، وتدفع تلك التعليقات الإيجابية الحماس في نفس الفريق وتابعي أيضًا "بتيجي رسايل تقولنا كملوا ودي اللي بتدفعنا نستمر خصوصًا في الأوقات المُحبطة".

لا تتوقف "نوته" عن التطوير، يقول التابعي إن فريق العمل دومًا في محاولات للتعلم "فيه مننا اللي بيذاكر تقنيًا واللي بيتطور في التصميم والتسويق، وكمان فيه مستشار اعلامي بنتشاور معاه"، كل تلك المحاولات تُثمر دومًا عن اتخاذ خطوات جديدة غير معتادة لجمهور "نوته".

فيما لن تستمر "نوته" في إعادة تقديم التراث فقط، بل هي خطوة تمهيدية "عشان الجمهور يستعد للأعمال الجديدة اللي هنقدمها"، حيث يعمل الفريق على إطلاق موقع إلكتروني "يكون فيه مجالات مفتوحة للكتابة"، كذلك عمل راديو ومجلة، ليس ذلك فحسب، بل يعمل الفريق منذ سنتين على تحضير محتوى خاص به "حابين نقدم محتوى من خلال شخصيات من اختراعنا احنا، وأشعار وقصص جديدة"، يُستهدف من خلالها التواصل مع الأجيال الشابة وخلق حالة ثقافية، ويتمنى التابعي ألا تكون أقل قيمة من التراث المصري الذي تربى عليه "وحابين إنها تكون تراث للأجيال اللي جاية".