معرض افتراضي للخط العربي.. فنانو مدرسة القلم يبدعون لوحات بـ"الخط الكوفي"
كتبت-رنا الجميعي:
عبر مساحة افتراضية تأخذك مدرسة القلم لفن الخط العربي إلى تجربة جديدة؛ من خلالها ترى لوحات شارك فيها فنانو برنامج الخطاط المنفذ، أحد البرامج التابعة للقلم والداعمة من مبادرة إبداع من مصر، والتي تعرض المدارس المتنوعة للخط الكوفي، حيث تتجول بين لوحات الخط بحرية كاملة، تقف أمام ما يسترعي انتباهك علّها تعطيك أسرارها، وحكايات تجارب فنانيها إلى أن وصلت للشكل النهائي.
في يناير الماضي انتهى برنامج الخطاط المنفذ، الذي استغرقت مدته حوالي سبعة أشهر، يجذب البرنامج إليه الفنانين المهتمين بالزخرفة الإسلامية، وفي حاجة إلى دراسة الخط العربي، كما تقول مروة السيد مديرة البرامج التعليمية بالقلم، وقد أنهى 20 فنان برنامجهم، لكن بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد لجأت مدرسة القلم لتجربة المعرض الافتراضي، التي تعتبر كونها الأولى عالميًا بالنسبة للخط العربي، كما تذكر مروة "وأصرينا يكون معرض تفاعلي عشان الناس تعرف تتحرك"، وهو ما أتيح للزيارة منذ مطلع الشهر الحالي.
عبر مساحات ثلاثية الأبعاد عُرض نحو 100 عمل فني، يُركز بالأساس على الأنواع المختلفة للخط الكوفي، حيث يهتم برنامج الخطاط بالأساس بالخطوط اليابسة وعلى رأسها الكوفي "لأن مفيش اهتمام كبير بيها زي الخطوط اللينة"، ويرجع الاهتمام بالكوفي بالأساس كونه الخط المستخدم في العمارة الإسلامية، المستقرة تحديدًا في مصر القديمة موقع مدرسة القلم أيضًا.
ضمن خريجي البرنامج الفنانة رضوى أبو طالب، التي شاركت في المعرض بأربع لوحات، كانت تجربة مميزة بالنسبة لرضوى، فقد دفعها للمشاركة في البرنامج كونها خريجة فنون جميلة ثم منحة بيت جميل "واتعلمت كتير عن الحرف، لكن اكتشفت إنها مرتبطة بالخط العربي وكان لازم أتعلمه بطريقة أكاديمية".
يقوم برنامج الخطاط المنفذ تعويض ذلك النقص الموجود في المؤسسات التعليمية، فالمزج بين الخط العربي والزخرفة الإسلامية عنصر مفقود "عشان كدا الطلبة كمان بياخدوا ورش حرفية زي الجلد والخيامية"، وهو السبب نفسه الذي دفع عبد الرحمن أبو الفضل للمشاركة بالبرنامج أيضًا.
استفادت رضوى كثيرًا من البرنامج، خاصة التعلّم على يد أساتذة كبار "كانت فرصة عظيمة إني أدرس على أيديهم"، وقد أتاح البرنامج على أيدي عدد من الأساتذة منهم صلاح عبد الخالق، ويُشرف على مشروعات التخرج خضير البورسعيدي، الملقب بشيخ الخطاطين، لم تقتصر استفادة الشابة على التعلّم أكاديميًا فقط، بل أتيحت لها الفرصة هي وزملائها لرؤية معارض هؤلاء الخطاطين مثل "أستاذ صلاح فتح لنا بيته ومعرضه"، تلك الفرصة التي ربما لن تنالها رضوى مرة أخرى، كما أتيحت الفرصة للطلبة لزيارة أماكن غير متاحة للزوار مثل دار المخطوطات بدار الكتب، وبعض قاعات الخاصة بالخط العربي داخل مكتبة الإسكندرية.
كان الطلبة يدرسون الخط العربي في قلب مصر القديمة "فده كان ممتع جدًا"، تقول رضوى.
كذلك أحبّ عبد الرحمن التجربة التي خاضها بمدرسة القلم، تعلّم الفرق بين الأربعة أنواع من الخط الكوفي؛ المملوكي والمصحفي والفاطمي والمربع "وبقيت أقدر أبص على الخطوط وأتذوقهم"، شارك الفنان بأربع لوحات، لكن الأقرب لقلبه كانت لوحة سورة الكوثر المكتوبة بالكوفي المربع "وهو من الخطوط الصعبة اللي درسناها".
داخل المعرض الافتراضي ستقف أمام ثماني لوحات لسورة الفاتحة مكتوبة بنفس نوع الخط، لكنك حينما تقف أمامها ستجد كل واحدة منهما كُتبت بطريقة مختلفة "ووزار المعرض فعلًا اهتموا وركزوا في التفاصيل المختلفة بين كل لوحة والتانية"، تقول مروة، حيث زار المعرض إلى الآن حوالي 500 شخص، وهو ما حفّز مديرة البرامج على تكرار التجربة الافتراضية في المستقبل "بنفكر نعمل سلسلة للفنانين، دا غير إن المعرض يعتبر زي متحف دائم متاح لأي حد في أي وقت".
فيديو قد يعجبك: