لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ما وراء أحمد أمين.. أسطورة النجاح على نار هادئة

09:20 م الأحد 09 أغسطس 2020

الفنان أحمد أمين من تصوير ما وراء الطبيعة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


كتب- محمد مهدي:
في ليلة صيفية أواخر يونيو 2014، توافد عشرات الفنانين على المركز المصري للتعاون الثقافي بالزمالك، على البوابة يافطة تحمل إعلانا عن معرض "كوميكس 3" تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية ومجلة باسم السعودية، بينما يقف المسؤول عنها "أحمد أمين" في استقبال ضيوفه من رواد فن "الكوميكس" بالوطن العربي لتكريمهم، من بينهم الكاتب الكبير "أحمد خالد توفيق".
حين التقى مؤلف الفانتازيا الشهير بالفنان الثلاثيني، تبادلا الابتسامات والأحاديث السريعة، تسلم "توفيق" جائزة رمزية، ثم وقف الاثنان بجوار بعضهما لالتقاط صورة جماعية، لم يتوقع أحدهما أن "أمين" سيصبح بعد 6 سنوات بطلًا لأول عمل درامي مستوحًى من روايات العراب الشهيرة "ما وراء الطبيعة".

صورة 1

خطوات كبيرة خاضها "أمين" في وقت قياسي لم تكن وليدة المصادفة، لكنها جرت، وتطورت بهدوء واجتهاد وموهبة، منحته فُرصة فريدة لأداء الشخصية الأسطورية "رفعت إسماعيل" صاحب الشعبية الجارفة بين أجيال عديدة.

وداعًا للحسابات

بعد المعرض بأيام معدودة، انتهت فجأة تجربة مجلة باسم، انطلق "أمين" إلى مكتبه في شارع الحجاز بالمهندسين للمرة الأخيرة، بعد 10 أعوام من العمل، جمع أشياءه، ونقلها إلى بيته، قضى فترة في مراجعة الماضي والأحلام والمحاولات الدائمة للعودة إلى دنيا الفن التي ابتعد عنها أحيانًا "بسبب الحسابات.. والمسؤولية بعد الجواز.. والاستقرار.. وتأمين المستقبل" كما ذكر في حوار سابق لـ"مصراوي".

صورة 2

لَفظ "أمين" تلك الأفكار التي طالما طاردت عقله. شعر بضرورة الخروج من المسارات التي لم يُخلق لها "كنت بحقق نجاحات والناس تبارك لي بس أنا مش مبسوط" موهبته تستحق المغامرة، الاندفاع بعفوية تجاه ما يعشقه "قررت أعمل الحاجة اللي بحبها، عشان أبقى معافى، أرجع لأيام زمان وصحتي" يقولها في لقاء بـ"تيدكس" بعد انتشار فيديوهاته القصيرة على موقع "يوتيوب" التي حققت انتشارا واسعا في يناير 2015.

دون حسابات معقدة، دلف "أمين" إلى غرفته، وضع الكاميرا على كرسي مقابل له، ثم تحدث بطريقة ساخرة عن كيفية نجاح الرجال في "التزويغ" من البيت وزوجاتهم في 30 ثانية، نشرها مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي في انتظار آراء الأصدقاء والمعارف.

في ساعات قليلة، انتشر الفيديو على نطاق واسع ليُحقق مئات الآلاف من المشاهدة كأنها إشارة لصاحب الموهبة المعتقة بأن أحلامه ليست بعيدة "كنت بتكلم مع أخويا- فنان تشكيلي- إنه مش أقل من خمس ست سنين عشان الناس تبتدي تعرفني.. قالي لا هتوصل للي نفسك فيها بسرعة لأن عندك حاجة كويسة " وقد كان.

اندفع "أمين" نحو تصوير مزيد من الفيديوهات بحماس شديد، وبالنهم نفسه يُقبل عليها جمهور "السوشيال ميديا"، بات له متابعون بصورة دائمة، الصحافة تتحدث عن تلك التجربة المختلفة، ينتبه صناع "الميديا" حول قيمة ما يقدمه من كوميديا خالية من الملل أو الخطابة، يتلقى عروضا عديدة لتطوير المحتوى وعرضه على القنوات التلفزيونية، استعان حينها بسنوات الصبر والتعلم لاتخاذ قراره السليم.

سنوات الصبر التعلم

خلال انغماس "أمين" في الوظيفة، حاول الحفاظ على روح الفنان بداخله، لم ينسَ أبدًا ما تعلمه في مسرح الأتيليه بكلية فنون جميلة خلال التسعينيات، إخراجه عددا من المسرحيات وهو لا يزال ابن الـ15 عاما، حيث عرضت له مسرحية "أنشودة الدم" عن رواية للدكتور مصطفى محمود في المهرجان التجريبي للمسرح وأخرى عن أعمال توفيق الحكيم.

صورة 3

كلما انتهى من عدد جديد لمجلة باسم، يكرّس باقي وقته للقراءة والمشاهدة والمتابعة لكل ما يدور في فلك السينما والمسرح والدراما التلفزيونية، يحرص على الاقتراب والتعلم لكافة عناصر الصناعة وليس التمثيل فقط "ألفت مسلسل كوكب كراكيب، وبسنت ودياسطي، والقبطان عزوز".
يشارك في تقديم أفلام قصيرة خلال عضويته لمركز طلعت حرب الثقافي، من بينهما فيلمه القصير "حاضر مع المتهم" للمخرج المتميز علاء إسماعيل، في عام 2013، أداء مُتقن ومؤثر بأقل الإمكانيات لكنه حقق مشاهدات تخطت 360 ألفا "الفيلم اتكلف 150 جنيه تقريبًا".

مراقبة ما يدور في الصناعة من بعيد منحته الهدوء في خطواته، رفض العروض التلفزيونية بينما وافق على تقديم برنامج "البريك" على مواقع التواصل الاجتماعي مع إنتاج أفضل وتذليل للعقبات، وتوقيت للعرض مثالي في شهر رمضان الكريم.
بات لدى "أمين" استديو وفريق عمل كامل من ديكور وتصوير وكتابة وغيرها من العناصر المختلفة ومُنتج يساعد على تنفيذ كافة المتطلبات، هنا أخرج من جعبته أحد مفاتيح النجاح التي ظلت معه طوال مسيرته، وهم رفاق دربه من الموهوبين.

صورة 4

رفاق الطريق

حينما ذاع صيت فيديوهاته القصيرة على "فيسبوك" استعان بالمؤلفة سارة هجرس، في كتابة الفيديوهات الجديدة، سبق أن تعاون معها في تجارب سابقة، وعند تصوير "البريك" كان خالد عبده حاضرًا وأيضًا شريف عبدالفتاح، اللذان شاركاه من قبل في أعمال فنية، كما وقف أمام كاميرا المخرج "علاء إسماعيل" بداية من الموسم الثاني لـ"البلاتوه" ثم مسرحيات وبرنامج "أمين وشركاه".
في الوقت ذاته يعمل "أمين" على إضافة أسماء واعدة وبارزة إلى فريقه من بينهم "هشام عفيفي ومحمد خميس ووجيه صبري" في التأليف وأيضًا "حاتم صلاح، وليد عبدالغني" بعد نجاحهم في مسرحية "1980 وأنت طالع" وخلال حضوره عرض "ستاند أب كوميدي" لفريق "ذا إيليت" طلب منهم الانضمام إلى برنامجه، يقول أمين في حوار سابق لمصراوي "أي ممثل دون فريق قوي هيخلص اللي عنده بسرعة، مهم يبقى فيه موهوبين بيقدموا أفكار جديدة طول الوقت".

نمبر كام؟

من اللحظة الأولى يدفع "أمين" نفسه خارج النمط السائد لعدد من النجوم، لا ينشغل بوضع إطار تفخيمي لتجربته أو إطلاق أرقام على قيمته التسويقية مثل "نمبر وان" و"العمل الأكثر مشاهدة" وهكذا، بالعكس يتحدث بطريقة كاريكاتيرية عن خطواته "أنا عايش حالة النُص مشهور" وفق تعبيره في لقاء تلفزيوني، يخرج على المسرح في حفل توزيع جوائز السينما العربية قائلًا بسخرية "أكيد ناس بتسأل مين أحمد أمين اللي بيقدم الحفلة؟!" يتجاوز بذلك حسابات السوق وفوبيا "النجومية".
لا يقف "أمين" عند مساحة الأدوار التي تقدم له، التحقق في أعماله على القنوات التلفزيونية سواء برامجه ومسرحياته أو بطولة مسلسل "الوصية" مع الفنان أكرم حسني، لم يمنعه من الظهور في مشاهد قليلة بفيلم "نادي الرجال السري" أو مسلسل "خلصان بشياكة" فضلًا عن "الكنز" بشخصية مونولوجست بناء على ترشيح من المخرج الكبير شريف عرفة، فضلًا عن قدرته على التطور في الأداء والمحتوى بسلاسة وخطى ثابتة.
يجني "أمين" ثمار كُل هذا في حصوله على بطولة "ما وراء الطبيعة" من إنتاج نتفليكس، ورؤية فنية ومعالجة درامية للمخرج عمرو سلامة، دور مهم ينتظره الجميع، تاريخ السلسلة يمنحها بريقًا يبدو واضحًا في الضجة التي جرت مؤخرًا مع نشر الصور الأولى من الكواليس، يتضح مدى اقتراب "أمين" من "رفعت إسماعيل" في الهيئة والملامح ونظرات الأعين، تحدٍ جديد يخوضه متكئًا على مسيرة قصيرة لكنها متماسكة.
صورة 5

فيديو قد يعجبك: