لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"حكاوي خارج القاهرة".. خمسة عروض فنية تنقل أطفال المنيا لـ"عالم الخيال"

07:19 م الخميس 27 أغسطس 2020

عروض فنية للأطفال

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

في قرية أبو قرقاص البلد كان الحكاء ربيع زين يقص على الأطفال حكاية من حكايات شهرزاد، بينما كانت الفنانة إسراء الغزالي تسأل الصغار "تعرف ايه عن الحمار؟"، محاولة تغيير وجهة نظر الأطفال عما يعرفوه عن الحمار والصاق تهمة الغباء به، حتى أن واحدًا منهم بعد انتهاء العرض قال لها "أنا هاروح أحضن كل الحمير اللي هشوفهم في طريقي"، لازالت إسراء تتذكر تلك الجملة مُبتسمة بعد أيام قليلة من انتهاء الجولة الأولى لمهرجان "حكاوي خارج القاهرة" لفنون الأداء للأطفال في دورته العاشرة.

يُذكر أن مهرجان "حكاوي خارج القاهرة" هو مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي إلى مصر ومعاهد الاتحاد الأوروبي الوطنية للثقافة في مصر.

صورة 1

انتهت الجولة الأولى لمهرجان "حكاوي خارج القاهرة" منذ خمسة أيام، ففي قرية أبو قرقاص البلد التابعة لمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا أقيم المهرجان على مدار يومين، كما يقول مصطفى محمد، المدير التنفيذي للمهرجان، حيث تم عرض خمسة عروض لفنانين مصريين، بعضهم كان يشارك للمرة الأولى.

صورة 2

هذا العام شارك ربيع زين للمرة الأولى مع المهرجان، حيث أقام عرض حكي وغناء تراثي "قصر جبل السحاب"، التي اختار قصتها من قصص شهرزاد للكاتب يعقوب شاروني، قبل ذلك كان يشارك زين في المهرجان عبر وجوده كمدير مشروع المكتبة المتنقلة التابعة لإحدى المؤسسات الخيرية "كنت بعمل شغل المكتبة حكي وقراءة بس"، لكن لتعدد مواهب زين تعاون المهرجان في عرضه الذي قدمه للمرة الأولى بالمنيا.

صورة 3

اختار زين تلك القصة تحديدًا إيمانًا منه بقيمة التعليم "عايز الأطفال من خلال قصة خيالية يعرفوا إن التعليم ده أهم شيء"، حيث تحكي القصة عن ولد اسمه حسن يتمنى أن يكون ناجحًا في حياته دون الاهتمام بالتعليم، ويستغله تاجر يقنعه أنه يستطيع تحويل النحاس إلى ذهب. لم يحكي زين القصة بطريقة تقليدية؛ بل قام بتحويل النص المكتوب بالفصحى إلى العامية، مُستعينًا بموهبته في الغناء والعزف بالإيقاع، كذلك ساعده عازف الربابة، حيث يتخلل العرض أغاني بعضها تراثي والبعض الآخر حديث.

صورة 4

جلس الأطفال مُندهشين لما يُقدّم لهم، يقول المدير التنفيذي إن أهالي القرية قد علموا بوجود المهرجان عبر دعوات الفيسبوك، ودعوات جمعية الصعيد للتربية والتنمية التي تعاونت مع المهرجان لتيسير وجودهم بالقرية، وبخلاف عرض قصر جبل السحاب تم تقديم عرض "الأراجوز التراثي" الذي تقدمه فرقة الكوشة، وعرض"السحورة والبتنجانة" للفنان هيثم شكري، وحكاوي المطبقاتي الذي قدّمه المركز العربي للأوريجامي.

صورة 5

أما العرض الخامس فقد كان "زكي" للفنانة إسراء الغزالي، التي سبق وقدّمت عرض" الاوضة فيها فيل" العام الماضي في مهرجان حكاوي بالقاهرة، تهتم اسراء كثيرًا بالحيوانات، واهتمامها ذاك جعلها تتحدث عن الصفات غير الحقيقية التي يوصم بها الحيوانات، وذلك في عرضها السابق "الأوضة فيها فيل"، حيث اختارت أربع حيوانات هم الحمار والغراب والخفاش والثعلب "حسيت إن دول أكتر حيوانات معروفين وسمعتهم وحشة".

صورة 6

في عرض المنيا طوّرت إسراء الفكرة "قررت إني اشتغل على حيوان واحد بس"، وقبل العرض بشهور بحثت وقامت بعمل مقابلات مع كل من يمكنه مساعدتها، حيث قامت بالتواصل مع فنان ألماني تحمس لمساعدتها "وفعلًا ساعدي ورشح لي كتاب اسمه الحياة السرية للحيوانات بيتكلم عن شخصية كل حيوانات والتعاملات اليومية بينهم بتكون عاملة ازاي"، كما اكتشفت اسراء خلال
رحلة البحث والقراءة أن الحمار موجود منذ الفراعنة "ورسموه في معابدهم لأنه كان بيساعدهم في عملية البنا".

صورة 7

لم تكتفِ إسراء بذلك البحث فقط، بل قامت بتسجيل إجابات الأطفال على استفسارات عن الحمار، قبل أداء العرض بالمنيا "تواصلت أطفال القرية وبعتلهم سؤال يعرفوا ايه عن الحمار"، وخلال العرض الذي جمّعت فيه اسراء عدد متنوع من الفنون قامت بعرض إجاباتهم بصوتهم، مما شدّ انتباه الأطفال "هما يعرفوا كمان الحمار باعتبار إنهم بيستخدموه وبيشوفوه كتير في
قريتهم"، عبر العرض كانت اسراء تحاول ايضاح وجهة نظر مختلفة عن الحمار "إنه مش غبي، هو حيوان مبيحبش يخاطر عشان كدا لما صاحبه بيحاول يمشيه في طريق هو خايف منه مبيطاوعوش".

صورة 8

يختلف مهرجان هذا العام عن السنوات السابقة، فتلك هي السنة العاشرة التي قدم فيها مهرجان حكاوي لفنون الأداء للأطفال، التابع لمؤسسة مركز آفكا للفنون، وقد حصل المهرجان في بداية السنة على منحة مقدمة من الإتحاد الأوروبي، واحتفالًا بذلك قاموا بمهرجان "حكاوي خارج القاهرة"، الذي بدأ أولى جولاته في المنيا، ثم سينتقل بعد ذلك إلى بورسعيد والإسكندرية.

صورة 9

كذلك يختلف جمهور المحافظات عن القاهرة في رأي محمد المدير التنفيذي، الذي رأى بنفسه كيف يجلس الأطفال صامتين "مشدودين جدًا للعرض"، على عكس جمهور القاهرة الذي تعوّد على المسرح وكثرة العروض المتاحة، لذا لا ينسى محمد ردود أفعال الأطفال، وكلمة أحد الصغار حين قال بلهفة "هتيجوا تاني امتى؟".

فيديو قد يعجبك: