ليست على الخريطة السياحية.. شباب يقومون بالترويج لمناطق غير مشهورة في مصر

كتب- محمد مهدي:

على أرض مصر الكثير من السحر والجمال والخصوصية في العادات والتقاليد، لكل منطقة في أنحاء البلاد طعم ولون وبصمة متفردة، يحاول الشاب عبدالرحمن خشبة رفقة زملائه محمود هاني وأحمد فراج، توثيق تلك التفاصيل خلال جولاتهم بمختلف محافظات مصر، وتمرير تجربتهم عبر الكاميرا لأكبر عدد من الناس، عن طريق مبادرة "محطة على الخريطة" التي ظهرت مؤخرًا في فيديوهات على موقع "يوتيوب".

كان خشبة الذي يعمل في مجال التصوير قد اتفق، كما يقول لمصراوي، مع أصدقائه على استغلال فترة التوقف خلال تفشي "كورونا" المستجد، في التخطيط لحلمهم بالسفر إلى أنحاء مصر للترويج السياحي لأماكن جديدة "عايزين نوري الناس أماكن عمرهم ما شافوها قبل كدا، ونسلط الضوء على مناطق الناس بتعتبرها مش سياحية" هي محاولة منهم أيضًا لتقديم محتوى جيد وسط آلاف الفيديوهات الساذجة التي تملأ "يوتيوب" وفق حديث "خشبة".

في بداية الأمر اتفقوا جميعًا على تنفيذ فيديو للوقوف على نقاط القوة والضعف "واخترنا إننا نصوره في الأهرامات، وطلعت النتيجة مرضية" لذلك سريعا ما اندفعوا إلى خطتهم الأساسية "إننا نسافر محافظة من كل منطقة سواء الصعيد أو وجه بحري وغيره" وقع اختيارهم على محافظة سوهاج التي تبعد عن القاهرة نحو 467 كم "وقبل ما بنروح أي مكان لينا استعدادات خاصة" حيث يتم تقسيم العمل بينهم "كل واحد يقرأ عن المناطق اللي هنزورها، وبنحضر معدات التصوير، وطبعًا بنشوف حد من أهل البلد يكون معانا في الرحلة".

قبل السفر إلى سوهاج تواصل الفريق مع عدد من أبناء المحافظة عن طريق موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك" وتم الاتفاق مع شاب سوهاجي لمقابلته فور وصولهم، استقلوا القطار بينما يدب الحماس داخلهم، ومنذ اللحظة الأول لوصولهم قاموا بتسجيل كافة المشاوير والتجارب التي خاضوها في الصعيد "بلد جميلة وأهلها ناس كرم، روحنا مطاعم مشهورة ولفينا شوارع مهمة عندهم، وزرنا طبعًا مسجد باصونة اللي معمول على طراز مختلف" يقولها خشبة بسعادة بالغة.

خلال الفيديو ومدته 10 دقائق، كان "خشبة" ورفاقه يقفون أمام الكاميرا، لإلقاء معلومات عن المكان والحديث عن استمتاعهم بالتجربة وحث الناس على زيارة سوهاج "بنحاول نظهر ثقافة المكان، العادات وطريقة الأكل واللبس والمزيكا اللي بيسمعوها" فضلًا عن لقاء الفنان وليد عرفة، مصمم مسجد باصونة الذي وصل للقائمة القصيرة لجائزة "عبداللطيف الفوزان" لعمارة المساجد.

لا تخلو التجربة من الصعوبات "أولها إنه إنتاج ذاتي، بنوفر فلوس السفر والمعدات على حسابنا" ثم انعدام ثقافة التصوير في الشوارع "ناس كتير بتخاف من الكاميرا" يحكي أن الفريق خلال وجودهم في سوهاج انطلقوا إلى قرى طهطا للتصوير في بيت الشيخ رفاعة الطهطاوي "كنا متفقين مع الناس هناك، لكنا لما روحنا حصل معوقات ومعرفناش نصور".

بعد نهاية الرحلة والانتهاء من تجهيز الفيديو الخاصة بسوهاج، قام الفريق بنشره على "يوتيوب" ومواقع التواصل الاجتماعي، وخلال ساعات ظهرت الإشادة حول الفكرة والمحتوى "الموضوع نال استحسان الناس، وكانوا مبسوطين من الشغل اللي اتعمل" حتى أنهم قرروا على استكمال التجربة بوتيرة أسرع "ناويين الفترة الجاية نسافر وننشر فيديو جديد كل أسبوعين" يعتقد خشبة أن مصر بها الكثير من المناطق البديعة لابد من تسليط الضوء عليها دائمًا.