لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الوجه الآخر لمندوبي المرشحين.. "حينما تصبح الانتخابات باب رزق بعد كورونا"

04:25 م الثلاثاء 11 أغسطس 2020

كتبت - مها صلاح الدين:

أمام بوابة اللجنة الفرعية لانتخابات مجلس الشيوخ بالمركز القومي للبحوث بالدقي، يتولى بدر مجدي، مساعدة الناخبين في معرفة لجانهم الانتخابية، من خلال كشوف الانتخابات، يخبر ناخب مسن يقف بجواره، بلجنته ورقمه الانتخابي.

يكرر المندوب هذا المشهد بين الحين والآخر، يحكي صاحب 27 عاماً؛ كيف ضاق به الحال بسبب تداعيات فيروس "كورونا"، الذي أثر بالسلب على عمله سائقًا بإحدى شركات الإنتاج السينمائي، الذي توقف لشهور، وانخفاض راتبه الشهري: "لولا الراجل اللي بشتغل معاه ابن حلال كان وقف المرتبات خالص".

وجد الشاب الممتلئ الجسد، في انتخابات مجلس الشيوخ ملاذًا جزئيًا للخروج من أزمته، بعد أن دعاه أحد المرشحين؛ ليكون مندوبًا عنه على مدار يومين، في انتخابات مجلس الشيوخ، "وافقت من غير ما أفكر.. وأهي نواية تسند الزير".

"بدر" ليس إلا أحد الوجوه التي تتكرر رؤيتها في كل عملية انتخابية، يختارهم المرشحون حتى يمثلونهم داخل وخارج لجان الاقتراع، لكن لا أحد يعلم ما هو الجانب الآخر من حكاياتهم، خارج نطاق السياسة.

**

مندوب المرشح: هو أحد الأشخاص يختاره المرشح لكي يمثله داخل اللجنة الفرعية، ومن حقوق المندوب متابعة عملية الاقتراع -دون التدخل فيها- منذ بدايتها وحتى نهايتها.

المصدر: الموقع الرسمي للهيئة العليا للانتخابات

**

وأمام لجنة المدينة الجامعة بالدقي، يقف "مامبو"، الثلاثيني، الذي اختار لنفسه هذا الاسم، وحوله مجموعة من الشباب الأصغر سنًا، يوزع عليهم مهام العمل، يقول "أنا مندوب آه.. بس أنا بشرف على مندوبين تحت مني، لكن هما كلهم إخواتي"، يتم اختيار المندوب، وفقًا لشعبيته وقوة شخصيته في منطقته وفقًا لمامبو "علشان يعرف يسيطر وينظم الناس".

"مامبو" خريج كلية السياحة والفنادق، ويعمل في السياحة، توقف عمله منذ 4 أشهر، متزوج ولديه طفلان، في الصف الرابع والسادس الابتدائي، "كلموني عشان أنزل الانتخابات، علشان كل الناس في المنطقة هنا تعرفني"، لكنه وافق على العمل مندوبًا في الحقيقة؛ ليسد رمق عائلته، رغم أن العائد ليس مجديًا، وفقًا لتقديره، لكنه رفض ذكر قيمته.

وبينما يقول مهاب -19 عامًا- ظروفي دفعتي للعمل مندوب لأحد المرشحين "أنا طالب في كلية تجارة خاص.. أبويا قالي لو مجبتش مجموع في ثانوية عامة مليش دعوة بيك".

رفض والد مهاب، مساعدته في مصروفاته الشخصية ومصروفات دراسته، بعد أن حصل على مجموع صغير في عامه الأخير بالمرحلة الثانوية، وقتها، اضطر الشاب أن يعيل نفسه "اشتغلت أرشيفًا في بنك، اشتغلت كول سنتر، واشتغلت في جيم"، وبعد "كورونا"، ازداد الوضع سوءًا، أصبح الحصول على عمل حلمًا بعيد المنال على شاب، لم يتم دراسته الجامعية بعد: "جم عندنا المنطقة، سألوا الناس، تحبوا تشتغلوا يومين الانتخابات.. وافقت"، قرر الشاب العمل، دون أن يعير اهتمامًا بحجم المقابل: "أي فلوس تمشيني يومين وخلاص".

يبلغ عدد المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ 787 مرشحًا، من ضمنهم 100 مرشحٍ على قوائم الأحزاب، و687 مرشحًا مستقلاً.

وبحسب قانون مباشرة الحقوق السياسية، الصادر برقم 45 لسنة 2014، والمعدل بالقانون رقم 140 لسنة 2020، فإن جرت الانتخابات على مدار يومين - وهو ما ينطبق في انتخابات مجلس الشيوخ 2020- لا بد أن يكون مندوب المرشح حاضرًا في بداية اليوم التالي؛ ليتحقق رئيس اللجنة الفرعية -بحضور الموجود من المندوبين والوكلاء- من سلامة الأقفال في مقر اللجنة الفرعية، وصناديق الاقتراع، والمظاريف التي تحتوي على كافة الأوراق، ويتم تحرير محضر بفض هذه الأقفال تثبت فيه الإجراءات التي تمت، ويرفق محضر الغلق والفتح بأوراق اللجنة الفرعية.

يؤكد كل من بدر ومامبو ومهاب، أنهم لا يتدخلون في قرارات الناخبين، أو التأثير على العملية الانتخابية، ويقتصر دورهم فقط على مساعدة كل ناخب في إيجاد لجنته، إذا طلب منهم، وتنتهي مهمتهم مع انتهاء اليوم الثاني للانتخابات، بعد غلق اللجان، حيث يسلم كل منهم أوراقه وتوكيله لمرشحه، ويعود كل منهم إلى سبيله.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان