لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في العيد.. كيف تتسلى حيوانات الحديقة بعد غياب البشر؟ (قصة مصورة)

02:58 م الجمعة 31 يوليو 2020

تلفزينون لتسلية حيوانات الحديقة في العيد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتابة وتصوير- شروق غنيم:

عايشت حيوانات الحديقة تلك التجربة من قبل؛ حين أُغلقت أبواب الحديقة في فبراير عام 2006 درءًا لانتشار أنفلونزا الطيور وخوفًا عليهم من الإصابة، لمدة تقترب من الأربعة أشهر لم يرَ فيها الحيوانات زوار، غير أنها لم تُغلق مُطلقًا خلال احتفالات العيد؛ سواء الفطر أو الأضحى.

12

14 عامًا ويتكرر المشهد؛ حديقة الحيوانات خالية من البشر إلا الكلافين وحُراس الحديقة، فيما تقبع الحيوانات في وحدة اليوم الجمعة. لم يعتد سُكان الحديقة هذا الحال، فالعام الماضي خلال عيد الأضحى المبارك استقبل الحيوانات 265 ألف زائرًا، ما بين لعب وأكل ومزاح مع الجمهور قضوا ثلاثة أيام لا تُنسى، غير أن هذا العام جاء العيد في صمت.

43

أغلقت حديقة الحيوانات –التي تستقبل نحو مليوني زائر سنويًا- في مارس الماضي كإجراء احترازي لكبح انتشار فيروس كورونا المستجد، ومن وقتها ودخل بعض الحيوانات في موجة من الحُزن، كما تقول الدكتورة مها صابر، مدير حديقة الحيوان بالجيزة، وأبرزها الشمبانزي وسبع البحر "اعتادوا على رؤية الزوار واللعب مع الأطفال، غياب الجمهور أثر على مشاعرهم".

65

ما إن يسمع "كوكو"، أحد شمبانزي الحديقة التي يزيد عمرها على مائتي عام، أصوات خُطى في الأرجاء، يقترب من الأسوار، يقبض بيديه عليها ويشاهد عن كثب لعل هناك مارة جُدد، غير أنه لا يجد أحدًا فيعود أدراجه سريعًا.8

بات مشهدًا متكررًا كما تحكي مدير الحديقة "الشمبانزي من الحيوانات المُحبة للبشر وبطبيعتها بتحب اللعب، من وقت الغلق أول ما بتحس إن في حركة بتمد إيديها تلقائي برة السور، عشان تنادي على اللي بيتحرك حواليها". دفع الخوف على مشاعر الحيوانات من الوحدة إدارة الحديقة لابتكار وسائل تُرفه عنهم في غياب البشر.

910

كان من نصيب "كوكو" كرة قدم طُبع عليها صور لاعبي المنتخب الوطني، يحاول وحيد محمد، المسئول عن نقطة الشمبانزي والنسانيس الترفيه عنه. يُنادي عليه لالتقاط الكُرة مقابل منحه حبة مانجو. يجري كوكو الذي وُلد عام 1996 في أنحاء القفص مُصدرًا صياح الفرحة لأن وقت اللعب قد حان.

1112

قبل 33 عامًا انضم عم وحيد إلى حديقة الحيوانات، عايش أزمات مختلفة مرت على المكان، لكن هذا العام كان أكثر وطأة على الحيوانات وعليه "الشمبانزي هنا قريب أوي من البني آدم، متعود على الزوار ويحب إنه يتشقلب ويسقف ويجروا ورا بعض وياخدوا أكل زي السوداني"، حاول المسئول عن النقطة تعويضهم عن ذلك "وأنا بأكلهم بحاول أهزر وأزغزغه شوية وأعمل ألعاب عشان ياخد الأكل. مش مجرد إنه أسيبهوله في القفص وخلاص".

1314

على أربعة أقفاص يتوزّع 6 من الشمبانزي المتواجدين داخل الحديقة، أصغرهم دودو الذي وُلد في المكان في أكتوبر 2007 "أشقى واحد فيهم ويحب اللعب وإنك تفضل جمبه".مُعضلة يقع فيها وحيد حينما يتركهم لإكمال باقي مهام عمله من تنظيف وترتيب المكان "مببقاش عايزهم يقضوا اليوم لوحدهم، عشان كدة بنشغل لهم تليفزيون".

1516

يُحضر وحيد طاولة لحمل التلفاز، فيما يفتح للشمبانزي الأبواب للعودة لداخل القفص "أول ما نحط التلفزيون يبدأوا يجوا، بنشغل لهم كارتون وحاجات مختلفة عشان يتسلوا" بدهشة يتابع البرنس ودودو الشاشة الصغيرة "ساعات بيتشاقوا ويحاولوا يشدوا السلك" كما حدث من "لوزة" "بسيب اللي ورايا وأمسك الموبايل أفرجهم على فيديوهات قديمة للزوار، بيتبسطوا أوي، وكأنهم بني آدمين بنشوف الابتسامة على وشوشهم".

1817

يحاول وحيد إشباع هواية كل شمبانزي على حدة "لوزة ومشمش بيحبوا يشخبطوا بالقلم والورقة" في منتصف اليوم يمنحهما ورقة وقلم ثم ينهمكوا في الرسم وكتابة خطوط منفصلة "مبيبقاش حاجة مفهومة بس بيتبسطوا".

2019

كان سبع البحر متأثرًا هو الآخر بفراق الجمهور "يعتبروا من الحيوانات الأكثر حُزنًا بسبب الإغلاق"، تقول مدير الحديقة، يحاول سمير عبدالرحمن، المسئول عن نقطة سبع البحر تسليتهم قليلًا "لكن هما برضو لسة مفتقدين الزوار، إنهم يلعبوا ويتصوروا معاهم". يُلقي الرجل الذي أمضى نحو 34 عامًا في العمل بالمكان غير أن "جاميكا" لا يكترث "بينام كتير لما بيكون زعلان وزهقان، بس إحنا بنحاول نلاعبه بس ملهاش طعم زي لو الجمهور هنا".

2221

23 عامًا قضاها محمد رزق كلافًا لنقطة الدببة، يُعرف عن بعض أنواعها بالشراسة "لكن الجمهور يحبها جدًا، لأنها بتعمل حركات وبتتفاعل معاهم". تتلاحم مشاعر الكلاف الأربعيني مع الحيوانات التي يرعاها "بنحس ببعض، فاكر في مرة كنت بنده على هاني وبقوله سلم عليا بس بصوت عالي، ساعتها داس على إيدي جامد حسيته واخد على خاطره مني عشان شخطت فيه قدام الجمهور".

2324

يحاول رزق أن يعوضهم عن غياب الزوار "لما ييجي ياكل بحب ألاعبه بطرق مختلفة، أقرب منه أو أرميله البلح في المياه عشان يدور عليه ويلعب شوية"، فيما لا يمل من "إني أطبطب عليهم، عشان حاسس بيهم، أنا كمان مش حاسس بطعم الجنينة من غير ناس".

282627

يتصّبر الكلافون هذه الأيام بأن العودة باتت قريبة، بعد إغلاق دام لحوالي خمسة أشهر تفتح الحديقة أبوابها مُجددًا بعد انتهاء عيد الأضحى المبارك، ولكن بنسبة 50% من الطاقة الاستيعابية المعتادة، لا يكترثون للعدد "المهم ناس تيجي تاخد بحسنا وحِس الحيوانات بدل الحزن والوحدة اللي بنشوفه في عيونهم طول اليوم".

302931

فيديو قد يعجبك: