إعلان

أم كلثوم على عمارات وسط البلد.. حفل افتراضي لكسر ملل الحظر (فيديو)

03:14 م الثلاثاء 16 يونيو 2020

حفل افتراضي لأم كلثوم على عمارات وسط البلد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

مع الثامنة مساء من كل ليلة، يزحف الصمت على شوارع وسط البلد، يتلاشى ضجيجها المعتاد، إذ تبدأ فترة حظر التجول المفروضة منذ منتصف مارس المنصرف كإجراء احترازي لكّف انتشار فيروس كورونا، اعتاد سُكان المنطقة على الوضع الجديد غير أن ذلك لم يدفع عنهم الملل، لكن في 12 يونيو الماضي، تغير الوضع، هذه المرة حين أطلوا برؤوسهم من "البكلونة"، كانت أم كلثوم تنتظرهم على إحدى العمارات، تتغنى في حفلها بالأطلال وتشدو "أين مني مجلس أنت به؟"، لتمّس قلوب سُكان المنطقة، وتؤنس وحدتهم.

طيلة ساعة زمن لم تكف "الست" عن سلطنة أهل وسط البلد، فيما يقف الفنان التشكيلي ومخرج أفلام تجريبية محمد علام، يشاهد ردود الفعل على فكرته. زارت الخاطرة عقل الفنان الشاب حينما رآها في دول أجنبية، فكر في نقل التجربة إلى مصر "خصوصًا إني عندي الأدوات زي البروجيكتور وبعرف أتعامل معاه، قولت بدل ما أنا بشوف على حيطة بيتنا أخرجها المرة دي للشارع".

منذ 11 عامًا ويقطن الفنان الثلاثيني بالمنطقة، صار يعرف تفاصيلها، بيوتها الموصدة المهجورة، والبيوت العامرة بسكان "لكن أغلبهم كبار في السن ومن وقت الوباء وشبه مبينزلوش"، ومع حلول المساء وانسدال الظلام، تضُئ شُرفاتهم، تصبح علامة بارزة وسط سكون الشارع "بيقعدوا شوية في البلكونة يشربوا شاي، كنت حاسس إني عايز أجرب حاجة معاهم"، فبدأ بعرض عروض وحفلات افتراضية.

البناية المقابلة لمنزل علام فارغة "وده ضهر العمارة فكنت متأكد إني لو عرضت عليه مش هيضايق حد"، بدأ الفكرة بتلاوة للشيخ عبدالباسط عبد الصمد "كان عندي وقتها قلق؛ الناس هتستقبل الموضوع إزاي، هتبقى مبسوطة؟ هتبقى منزعجة؟ بس قولت أجرب".

1

كانت ردود الفعل مُشجعة، لم يتبادل علام أحاديث مع جيرانه لكن كانت إيمائتهم وخروجهم إلى الشرفة والبقاء بها لمتابعة العرض الافتراضي تقول الكثير، لذا قرر تجربة الأمر مرة أخرى، في اليوم التالي وجّه جهاز البروجيكتور الخاص به، والذي يعرض بالأبيض والأسود فقط إلى البناية مرة أخرى، لكن هذه المرة كان صوت "الست" يتسلل إلى المنازل، والحفلة دائرة على العمارة "كنت شايف كذا واحد من العمارات القريبة مني قاعدين بيتفرجوا ومستمتعين"، وبالتزامن مع الحفل الافتراضي كان يصور بث مباشر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

سيل من التعليقات اجتاح الفيديو، يسألونه عن نوع البروجيكتور المستخدم، وكيفية تطبيق الفكرة في مناطقهم، آخرين يتمنون لو أنهم يقطنون في المنطقة نفسها للاستمتاع بالحفل الافتراضي "كانوا مبسوطين جدًا ونفسهم يبقوا موجود"، رصد الفنان الشاب باهتمام التعليقات "لأنها مؤشر على المشروع والفكرة وبالتالي عشان أعرف إزاي ممكن أطورها"، تعدى مقطع الفيديو عشرة آلاف مشاهدة في يومين فقط "تقريبًا بشوف كل التعليقات وكان منهم واحد بيقول ليه حد يجبرني أشوف حاجة معينة وافرض مبحبش أم كلثوم؟" كان التعليق محل تفكير لعلام "احترمت رأيه وفكرت أكتر في الموضوع جوايا، هو مزاياه أكبر من سلبياته، بس قررت إني أوقف شوية".

2

علّق علام تنفيذ الفكرة مجددة، يفكر في الوضع القانوني "لأنه ممكن حد يعتبره إزعاج رغم إن الصوت مش عالي"، وفي الوقت نفسه يتدبر كيفية تطوير المشروع "بشوف أصدقاء ليا عايشين في أماكن مختلفة أجرب عندهم عشان أقدر أقيّم التجربة من حيث التنوع في البيئة وخلفية كل مجتمع، لأنها لسة بتتبني ومحتاجة وقت"

منذ عشرين عامًا وتملّك الشغف من علام تجاه الفيديو، لكنه لم يتسنَ له خلال رحلته في العمل بعرضه في الشوارع، اقتصر على الأماكن الفنية المُغلقة، لكن تداعيات الوباء العالمي طالت الشاب الذي قدم من أسيوط إلى القاهرة مُحبًا للفن "كل حاجة وقفت خصوصًا الشغل المستقل اللي مش مرتبط بالعالم التجاري"، أخذ ينزح الضيق عن نفسه بالقراءة، التركيز على مشاريع المقبلة ومشاهدة ما فاته من أعمال، يفكر في تجارب مختلفة مثل مشروعه بعرض حفلات أو فعاليات افتراضية "الدنيا بدأت تمشي، وعرفت ألاقي مخرج ما وسط المشكلة اللي بنعيشها".

لذا يؤمن بأن كسر الروتين يُحرر النفس من شعور "الحبسة جوة البيت، لأن مهما عملت أي نشاط أنت متعود عليك هتحس برضو إنك محبوس"، لذا لا يتوانى عن التجريب "ده بيخلي في حالة ونس، وأتمنى الناس تلاقي حاجات مختلفة تعملها تخرجها من الشعور ده"، فما كان منه إلا مساعدة من سأله عن كيفية إقامة حفلات افتراضية على الجدران "الفكرة مش ملكي، وهيكون لطيف إنها تتطور وتروح في أماكن تانية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان