حسن حسني.. رحيل "العمود الفقري" للنجوم
كتبت-هبة خميس:
من منا لا يحتفظ برصيد كبير من "الإيفيهات" التي نلقيها في أكثر المواقف ضحكاً؟. كجزء من ثقافتنا كمصريين نترصد "الإفيه" الجيد ونحفظه لنلقيه ونكرره ونستمر في الضحك، هل يعلم معظمنا أن معظم جزء من ذلك المخزون ألقاه "عم حسن"؟. من منا لا يذكر "عم باخ " في "اللمبي" و"زواوي" في "حزمني يا"؟.
في الستينات وحينما أكمل حسن حسني" عامه السادس توفيت والدته الحنون التي ورث شكلها وطباعها فقرر الهرب من اليُتم بالجري بين قاعات سينمات الدرجة الثالثة في الحلمية والخليفة، للدرجة التي جعلت من يسأل عنه يبحث بين تلك القاعات كي يجده لتصبح تلك نقطة التحول في حياته فيعوض حزنه الشديد بالغرق في الخيال فينتهج التمثيل منهجاً لحياته.
ومن تلك الشاشات لقاعات مسرح المدرسة التي جعلته يتخرج من الثانوية بميداليات تفوق أي شخص لشده نجاحه فيشاهده الفنان "حسين رياض" الذي يكن له حسن إعجاباً شديداً فيرسم مستقبله أمامه كممثل ويتنقل بين المسارح ليصقل موهبته كممثل يعمل بمبدأ من أجل الفن فقط.
سنوات طويلة مرت في المسرح والتليفزيون والإذاعة على الفنان الراحل عن عالمنا فجر اليوم عن عُمر 89 عاما، إلى أن قابل الراحل "عاطف الطيب" الذي أسند إليه دور "عوني" في فيلم "سواق الأتوبيس" ليبدأ "حسن حسني " بحصد نجاحاته والجوائز ويصير وجهاً معروفاً ويحلم طويلاً بالبطولة التي وعده بها "الطيب" لكن الفراق كان مؤلماً فاعتكف بعد رحيله شهور بدون عمل حزناً عليه.
التسعينات جاءت له بعدد ضخم من المسرحيات والأفلام و المسلسلات فعرفته كل فرق القطاع الخاص في المسرح وتهافتت عليه ليضبط إيقاع المسرحيات الكوميدية وفي السينما لجأ إليه معظم الفنانين الشباب في بدايات ظهورهم ليعمل معهم مثل الراحل "علاء ولي الدين" ، "محمد سعد" و "كريم عبد العزيز" فتصطبغ بداياتهم بنكهته الخاصة وخلطته للنجاح ويتسابق الجمهور في حفظ إيفيهاته المضحكة وطريقته التلقائية في التمثيل.
سنوات كثيرة ورصيد ضخم من الأعمال و"حسن حسني" مؤمن بنفس المبدأ الذي يردده دائماً، فحينما يقرأ الأعمال المقدمة إليه كان يقرأ الشخصية ويخلع نفسه عنها، ويلقيه بداخلها فيتلبسها تماماً فهو فنان شامل يستطيع القيام بأي دور.
وخلال ذلك المشوار الحافل لم يحظَ بأي بطولة مطلقة فكان يراه المنتجون "سنيد" مثله مثل فريد شوقي الذي أصبح البطل حينما أنتج لنفسه فقط، لكن من أين يأتي بالمال اللازم للإنتاج لنفسه؟ .
لم يكن "عم حسن" بطلا في الأعمال، لكن أثره الفني امتد ليدعم جيل من الفنانين، جُمله الساخرة ما تزال تُلقي بهجة في نفس سامعها، لا ينساه المشاهدون وإن ظهر على الشاشة لدقائق، نعاه المتابعون كأنما غاب عنهم عزيز قضوا معه أياما سعيدة، فمن يملك ذلك الرصيد من المحبة لا يرحل أبداً عن قلوب الناس.
فيديو قد يعجبك: