لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صرف منحة العمالة غير المنتظمة| إجراءات للوقاية من "كورونا".. ومواطنون: "نواية تسند الزير"

07:52 ص الثلاثاء 14 أبريل 2020

منحة العمالة غير المنتظمة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أحمد شعبان:

أمام باب مكتب بريد سنترال الهرم، كان عشرات ينتظرون دورهم للدخول لصرف حوالة أو إيداع أو غيرها من المعاملات، بعدما سَلموا هويتهم الشخصية لموظف المكتب، بهدف التنظيم وعدم التكدس بالداخل، بعضهم وقف أمام الباب، وآخرون فضّلوا الجلوس على كراسي تمتد في ساحة مكتب البريد. مشهد معتاد يتكرر يومياً، لكن يوم أمس الإثنين، ثمّة تغيير حدث مع بدء صرف المنحة الحكومية المخصصة لقطاعات من العمالة غير المنتظمة، تضررت على إثر تفشّي فيروس كورونا المستجد.

بين حين وآخر، يسأل أحد القادمين عن تفاصيل المنحة، وكيفية صرفها، يبحث عن إجابات لدى الحاضرين، بعضهم يخبروه بتسليم بطاقته لدى عامل المكتب وانتظار الدور، وآخرون يضيفون "لازم تكون جاتلك رسالة على الموبايل"، وهو الحال بالنسبة لـ"طه محمد"، الذي استقبل عصر أمس رسالة، تخبره بتحديد اليوم، الإثنين، لصرف المنحة بقيمة 500 جنيهاً، أعلنت عنها وزارة القوى العاملة، مع تفشّي الفيروس المستجد، الذي عطّل الحياة، وطالت خسائره قطاعات مختلفة، حيث وصل عدد ضحاياه في مصر إلى 2190 مصاباً، بينهم 164 حالة وفاة، و488 تعافوا من "كوفيد-19"، وفق آخر إحصائية رسمية حتى يوم 13 أبريل الجاري.

الصورة الأوليبالنسبة لـ"طه"، كانت الأمور مستقرّة قبل شهرين، لم يعرف صاحب الـ35 عاماً مهنة ثابتة، يعمل تارة في مجال المعمار، وأخرى في نقل بضائع لأصحاب أعمال، وثالثة يرافق "صنايعي" في عمله، لكنه مع ذلك "كانت الدنيا بتمشي، يوم فيه شغل ويوم مفيش وربنا بيفرجها"، لكن مع قدوم "كورونا" باتت فرص مَن مثله من عمال اليومية ناردة "قبل الوباء المعمار دايماً كان فيه شغل، حتى لو قل في فترة، لكن دلوقت مبقاش"، لذا سارع الرجل الذي يعول أفراد أسرته المكونة من 5 أفراد، للتسجيل، قبل أسبوع، بهدف صرف الإعانة، التي أعلنت عنها وزارة القوى العاملة، بإجمالي 1500 جنيهاً على مدى 3 أشهر، لنحو مليون و400 ألف مستحق، من بين حوالي 2 مليون سجّلوا بياناتهم، وفق محمد سعفان وزير القوى العاملة.

الصورة الثانيةفيما مضى كان دخل طه الشهري يتراوح بين 1500 جنيه و2000 جنيه "وكانت بتكفّي بالعافية"، يعيش منها وأولاده الأربعة وزوجته على حد الكفاف، لذا لا يدري كيف سيدبّر أمره بـ500 جنيه فقط شهرياً، لكنه يردد دوماً عبارات الرضا والحمد، وآمال بفرج قريب "كان نفسنا تزيد شوية، بس هتساعد برضه معانا في الظروف دي وأي حاجة احنا راضيين بيها لغاية ما ربنا يفرجها ويرزق من عنده"، يقول طه.

تحرك طه من منزله بمنطقة فيصل بالجيزة، حاملاً بطاقة الرقم القومي وصورتين ضوئيتين منها، وهاتفه المحمول الذي استقبل الرسالة الخاصة بتحديد موعد الصرف، وهي الإجراءات التي أعلنها وزير القوى العاملة، علماً بأنه تم تخصيص 4 آلاف منفذ للبريد على مستوى الجمهورية، و600 مدرسة، بالإضافة إلى 1100 مقر لبنك التنمية والائتمان الزراعي، لصرف المنحة.

الصورة الثالثةأودع "طه" بطاقة الرقم القومي لديه لعامل مكتب البريد وانتظر دوره لحوالي الساعة أمام مكتب البريد، الذي لم يشهد أي تغييرات فيما يتعلق بالإجراءات الوقائية ومكافحة انتشار "كورونا"، سوى تعقيم المكتب كاملاً مع نهاية ساعات عمل يوم الأحد، وفق ما يقول أحد العاملين بمكتب البريد "الاستعدادت زي أي يوم، المكتب اتعقم والموظفين واخدين احتياطاتهم وبعضهم حاطين كمامات"، على عكس الحال في مقر بنك التنمية والائتمان الزراعي بإحدى قرى المنيا.

أمام ساحة البنك، وزعت كراسي على مسافات متباعدة تقترب من مترين تقريباً، قبل أن يتم تعقيم المكان كاملاً، صباح أمس، استعداداً لاستقبال القادمين لاستلام المنحة، وعلى بعد حوالي 50 متراً من باب البنك، فرض رجال الأمن كردوناً، يسمح بالدخول فقط لمن تأكدوا من ميعاد صرفه في المرحلة الأولى، حيث تم تقسيم المستحقين على شرائح "بيشوفوا الرسالة اللي جاتله للتأكد من إنه هيصرف النهاردة، وقبل ما يدخل أي حد ويروح لباب البنك بيتم تعقيم إيده"، وفق ما يقول أبو بكر شحاتة، أحد شباب قرية منشأة الدهب القبلية، المتطوعين للمساعدة في تنفيذ الإجراءات الوقائية.

الصورة الرابعة

يتوجه القادم إلى باب البنك، يودع بطاقته ويجلس على كرسي حتى يُنادى على اسمه، وعلى باب البنك يتم تعقيم يديه مرة أخرى، ثم يدلف إلى مكتب الموظف المختص بصرف المنحة، يفصلهما لوح زجاجي استحدثه البنك في الفرع كحاجز بين الموظف والقادمين تفادياً للعدوى، يسلم العامل صورتين من بطاقته إلى الموظف، يتأكد الأخير من رسالة معاد صرف المنحة، قبل أن ينهي إجراءاته، ويسلم العامل 500 جنيهاً، بعدما تم تعقيمها، وبطاقة ذكية لصرف المنحة خلال الشهرين المقبلين، وهو ما جرى مع "منصور عبد القادر" أحد أبناء القرية.

كان منصور يعمل في مجال النقاشة والديكورات، بمنطقة التجمع الخامس في القاهرة، لكن مع توقف حركة العمل مع انتشار كورونا في مصر، كان عليه أن يعود إلى قريته في المنيا "الدنيا وقفت، وأنا مسئول مني 3 أفراد، سجلت في المنحة وصرفتها، بس بدور على أي شغل في أي حاجة تاني لأن المنحة مش هتعمل حاجة، بس أهي نواية تسند الزير"، وفق ما يقول صاحب الـ30 عاماً الذي كان يحصل من عمله على دخل شهري يصل إلى ألفين جنيهاً، وحتى يتأتى له الحصول على عمل "بستلف من هنا ومن هنا عشان الدنيا تمشي، وربنا يزيح عنا الوباء".

والحال كذلك بالنسبة لخليفة إبراهيم علي، الذي كان بعمل سائقاً على ميكروباص، يقضي أيامه في رحلات سفر إلى مدينة السلوم، لكن مع فرض حظر التجول، وقف السفر، لم يكن أمام صاحب الـ32 عاماً غير الجلوس في بيته "بقالي أكتر من شهر بدور على أي شغل ومش لاقي، الدنيا كلها واقفة، فقدمت على المنحة وصرفتها، وهتسند معانا شوية لغاية ما ربنا يفرجها".\

الصورة الخامسة

فيديو قد يعجبك: