في اليوم العالمي للمرأة.. "سلمى" تعطي درسا لعلاج السرطان بالأمل

كتبت- هبة خميس:

ظلت الحياة تشغلها، جعلتها تدور في رحاها، لكن ما جد في عالمها وظنت أنه كارثة، لم يكن سبب كبير لتغيير دنياها. نقطة تحول كبيرة مرت بها "سلمى محمد" الأم الثلاثينية حينما اكتشفت في شهر سبتمبر الماضي أن جسدها يحمل ورماً خبيثا، شُخصت حالتها سرطان ثدي من الدرجة الثالة.

بعد تخرجها من كلية الإعلام بدأت "سلمى" في الكتابة الحرة، وظلت كتاباتها محصورة ضمن نطاق معارفها وأصدقائها "الكتابة مكنتش كافية، لأني كان نفسي أعمل حاجة تفيد الناس أكتر ولما عرفت بالمرض حسيت ان ده وقته وبقى المرض دافع أكبر".

منذ أسابيع قليلة تم تكريم "سلمى" من قبل الهيئة العامة للشباب بالكويت، في حفل تكريم أبطال السرطان، ضمن فريق "الخطوة الأولى"، وهي مبادرة تعني بالتوعية لوقاية الناس من الأمراض "أنا لقيت الدعم الكبير من أهلي و زوجي و ده اللي فرق معايا كتير في العلاج، وعشان كده بحاول أنقلهم الدعم ده لأني متأكدة إنه هيفرق معاهم".

منذ خمس سنوات مرت "سلمى" بتجربة زواج قصيرة لم تتخط الستة أشهر، عادت على إثرها لأسرتها بالكويت، وقضت بعدها سنوات تحاول تمرير تجربتها للفتيات كي تساعدهن على الاختيار، وعلى اكتشاف المشاكل مبكراً كي لا يمروا بما مرت به.

ورغم أنها تخطت تلك التجربة بزواج ناجح وطفلة، لذا قررت في تلك الفترة نشر كتاب عبارة عن مجموعة من الخواطر "شوية نصائح عشان أشاور للناس على حاجات ميقعوش فيها".

فيما كانت الرحلة الجديدة التي خاضتها، سبيلا في تغيير مشاعرها تماماً؛ فبين آثار العلاج الشديدة وصراعها مع المرض قررت عدم الاستسلام لليأس "من أول ما بدأت العلاج وأنا مقررة إني هكون مصدر أمل للي حواليا، والمرضى اللي بقابلهم وبيتابعوني، لأني متأكدة إن السرطان مرض نقدر نهزمه بإرادتنا".

تحاول "سلمى" حكي تجربتها بشكل مختلف؛ حيث تتحدث عن رؤيتها لمرض السرطان وأسبابه، دور الضغط النفسي في ظهوره، لأنها ترى أن معظم المرضى التي اختلطت بهم وقعوا في حزن وضغط شديد "طول الوقت بنصح الناس يحافظوا على صحتهم النفسية وكمان يتبعوا نمط غذاء وحياة صحي" .

منذ أيام احتفلت "سلمى" بآخر جلسة علاج كيميائي، وأصرت على الاحتفال بتلك المناسبة لتودع ضيفاً ثقيلاً على جسدها، لم تخف من مواجهته لأنها تحلت بالأمل. وقررت أن نهاية تلك الرحلة تعني بداية أخرى من جهود لمساعدة المرضى كي يتغلب الكل على السرطان

"الفترة الجاية ناوية أحكي تجربتي كلها للناس، إيه اللي فادني و إيه اللي كان صعب.. عشان كل الناس تقدر تواجه السرطان وتتغلب عليه".