من السخرية للقلق والاهتمام.. كيف تبدل تفاعل المصريين مع كورونا؟ (تحليل بيانات السوشيال)
كتب- رمضان حسن:
نهاية ديسمبر 2019، ومع إعلان الصين عن ظهور فيروس جديد من سلالة " كورونا" في مقاطعة ووهان، اكتفى رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بمتابعة تطور الأزمة، التي كانت تتصاعد يوميًا بتزايد حالات الإصابة والوفاة، وزاد الاهتمام بعد انتقال الوباء إلى العديد من الدول العالم.
ومع الانتشار العابر للحدود والممتد من دول إلى أخرى، أعلنت مصر رصد أول إصابة لأجنبي قادم من الخارج يوم 14 فبراير الماضي.
وعلى مدار 3 أشهر تباين تفاعل المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، وظهر ذلك من خلال تدشين عدد من الوسوم التي اختلفت مع تطور الأزمة. ويرصد مصراوي كيف تعامل المصريون مع الوباء في التقرير التالي، باستخدام أدوات رصد وتحليل بيانات محتوى مواقع التواصل الاجتماعي.
مرحلة المتابعة
بداية فبراير الماضي، اتسم تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر مع انتشار فيروس كورونا بالمتابعة غير القلقة. إلا أن وجود أكثر من 300 مصري في مدينة ووهان الصينية أشرك المصريين في الأزمة.
ومع تحرك الدولة المصرية لإجلاء رعاياها من بؤرة انتشار "كورونا"، ظهر هاشتاج #العائدين_من_ووهان، والذي تفاعل معه أكثر من 350 ألف مستخدم على موقع التغريدات الصغيرة "تويتر"، ووصل التفاعل ذروته على هذا الوسم مع خروج العائدين من مدينة ووهان من الحجر الصحي بمطروح في الـ17 من فبراير الماضي.
وتخلل مرحلة المتابعة التي استمرت نحو أسبوعين، حالة من السخرية والتهكم. وسخر رواد السوشيال من صورة وزيرة الصحة الدكتور هالة زايد، وهي ترتدي كمامة تظهر أنفها داخل الحجر الصحي بمطروح. وتصدر حينها هاشتاج #وزيرة الصحة قائمة الأكثر تداول على "تويتر"، واكتفت الوزيرة بالتعليق :"لا يجب الالتفات كثيرا لأشياء لا تعني شيئا في السياق العام.
مرحلة السخرية
ظلت السخرية السمة الرئيسية في تفاعل رواد السوشيال ميديا في مصر، مع اتخاذ الدولة المصرية كل خطوة لمكافحة الفيروس، وتباين تفاعل المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي مع زيارة وزيرة الصحة إلى الصين، بين سخرية من الزيارة، وإشادة بها باعتبارها عمل بطولي يخدم سياسات الدولة .
وفي 2 مارس الماضي، أعلنت وزارة الصحة في مؤتمر مشترك مع منظمة الصحة العالمية اكتشاف الحالة الثانية لشخص "أجنبي" مصاب بالفيروس، لتبدأ بعدها تدشين وسوم تسخر من فيروس كورونا، وقدرة ومناعة المصريين ضد الفيروس الفتاك.
واستخدام رواد التواصل الاجتماعي "الكوميكس" على الصفحات المشهورة بمحتواها الكوميدي الساخر، والتي يتابعها ملايين المتفاعلين.
وتصدر هاشتاج #كرونا_مين_احنا_مصريين، قائمة الأكثر تداولا على موقع "تويتر" متجاوزًا 270 ألف تغريدة، بحسب ما أوضحته أداة"Tweetreach" ، بعدما أطلقه مستخدمو موقع التغريدات الصغيرة للسخرية من "كورونا".
وصاحب الهاشتاج رسوم وصور ساخرة للتقليل من خطورة الفيروس المستجد أمام مناعة المصريين وصحتهم، وظل التفاعل علي الهاشتاج حتى 10 مارس الماضي.
مع إعلان وزارة الصحة تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد وتخطيها حاجز الـ90 حالة في 13 مارس الجاري، تراجع التفاعل على الهاشتاج.
وتزامن هذا التراجع مع ظهور عدة وسوم تنذر بأن الفيروس أصبح خطيرا على المصريين مع تسجيل مصر لحالتي وفاة إحداهما لمسنة مصرية.
وتخلى المصريون عن السخرية من فيروس كورونا، ليسجل الهاشتاج نحو ألف متفاعل خلال الأسبوع الماضي، بحسب ما أظهرته أداة "talkwalker" المتخصصة في تحليل بيانات مواقع التواصل الاجتماعي.
الخطر أصبح قريبا..
بعد أن أعلن مجلس الوزراء تعليق الدراسة في المدارس والجامعات لمدة أسبوعين، في الرابع عشر من مارس، وتخصيص نحو 100 مليار جنيه لمواجهة "كورونا"، تغير تفاعل المصريين على مواقع التواصل. تخلوا عن السخرية واللامبالاة في تغريداتهم على "تويتر" أو منشوراتهم على "فيسبوك"، وبدأت مرحلة جديدة من تقديم النصائح وضرورة الالتزام بتعليمات وزارة الصحة من الاهتمام بالنظافة الشخصية والبعد عن التجمعات واستخدام المطهرات والكحول بعد لمس أي سطح.
وبدأت المنصات الإعلامية مع أجهزة الدولة دورها في توعية المواطنين بضرورة الالتزام بالتعليمات لتجنب الإصابة بالفيروس، حيث بدأت بإطلاق هاشتاجات مثل #احمي_نفسك_احمي_بلدك، وعبر 10 هاشتاجات أخرى دُشنت تباعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، كمؤشر لشعور المتفاعلين بالخطورة.
وبعد ساعات من إطلاقها تصدرت هذه الهاشتاجات المشهد على السوشيال ميديا، وصاحبها انتشار عدد من الفيديوهات والصور لتوعية المواطنين وحثهم على عدم الخروج للشارع إلا للضرورة القصوى، ليتفاعل معها آلاف المصريين، لاسيما مع تطور الأزمة وإعلان وزارة الصحة تزايد حالات الإصابة والوفاة يوميا.
ولم تلق كل هذه الوسوم الزخم نفسه في التفاعل، حيث شهدت 3 منها فقط الزخم الأكبر واستمرت متصدرة المشهد منذ تدشينها وحتى الآن.
الهاشتاج الأول
بداية الأسبوع الماضي، ظهر هاشتاج #staysafe على موقع "تويتر"، وتفاعل معه 20 ألف مستخدم مع نهاية يوم الـ14 من مارس الجاري، إلا أن التفاعل على الهاشتاج وصل ذروته مساء الـ17 من مارس، مسجلا نحو 62 ألف متفاعل.
وحثت التغريدات المصريين على البقاء في منازلهم لتجنب الإصابة بالفيروس، وتراجع التفاعل على الهاشتاج مساء الجمعة الماضي. وسجل إجمالي التفاعل نحو 3.7 مليون متفاعل بحسب ما أظهرته أداة "talkwalker" المتخصصة في تحليل بيانات مواقع التواصل الاجتماعي.
تصدرت الإناث التفاعل على #staysafe بنسبة 50.8 %، وفق ما أوضحته الأداة نفسها. وكان نصيب فئة الشباب بين 25: 34 نسبة 47.7، بينما شارك الفئة العمرية بين 18:24 سنة بنسبة 39.1%، فيما لم تشارك الفئة العمرية بين 55:65 سنة في التفاعل مع الهاشتاج.
الهاشتاج الثاني
استخدم المصريون هاشتاج #فيروس_كورونا على موقع "تويتر" ، للتفاعل مع الأزمة التي اجتاحت دول العالم، لنشر معلومات عن "كورونا"، وكذلك تعليمات وزارة الصحة لتجنب الإصابة، فيما استخدمته المواقع الإخبارية والمنصات الإعلامية لنشر أخبارها ومحتواها عن الفيروس المستجد مصحوبا بـهاشتاج #فيروس_كورونا، وفقا لأداة"Tweetreach" ليسجل حوالى 1.1 مليون متفاعل على الهاشتاج.
بحسب مؤشرات أداة " Ritetag"، المتخصصة في تحليل البيانات على مواقع التواصل الاجتماعي، وصل التفاعل على هاشتاج #فيروس__كورونا ذروته مساء أمس السبت، حيث بلغ التفاعل عليه حوالى 85.4 مليون مستخدم حول العالم متضمنة 1.1 مليون متفاعل مصري وفق ما أظهرته أداة "Tweetreach" .
الهاشتاج الثالث
مساء الثلاثاء الماضي، دّشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج #خليكم_في البيت، لينشط على موقع "تويتر" ويصل ذروة التفاعل عليه مساء الخميس الماضي، بعد ما أصدر الدكتور مصطفي مدبولي قرارا بغلق المطاعم والمقاهي والملاهي والنوادي الليلية والمراكز التجارية من 7 مساء إلى 6 صباحا.
وبلغ إجمالي المتفاعلين عليه نحو 11.5 مليون مستخدم، وفق ما أظهرته أداة "Tweetreach"، المتخصصة في تحليل البيانات على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم يتوقف تفاعل المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي على هذا العدد من الوسوم، ولكن يدّشن المستخدمون العديد من الوسوم يوميا مع تفاقم أزمة الوباء العالمية، وهو ما يختلف تماما عن تفاعلهم قبل 5 أسابيع، حيث كان أغلب التفاعل مع الأزمة بالسخرية والتهكم على الإجراءات التي تتخذها الدولة للحد من تفشي الوباء بين مواطنيها إلى إطلاق هاشتاجات كل ساعة تقريبا لدعم قرارات التي تتخذها الحكومة من أجل مكافحة الوباء والمطالبة باتخاذ إجراءات أكثر صارمة، وأخرى تحث المصريين على تحمل المسؤولية وتطبيق هذه الإجراءات بعدما شعروا بخطر فيروس "كورونا".
فيديو قد يعجبك: