ليس كورونا فقط.. ما الذي يبحث عنه الناس في أوقات الحجر؟
تقرير – مارينا ميلاد:
تكاد تكون لحظة استثنائية تلك التي تجعل مواطني دول بأمريكا، أوروبا، آسيا، وأفريقيا مشتركين ربما في الأفعال والمشاعر نفسها في آن واحد: الكل حذرٌ ومتأهبٌ لمواجهة فيروس كورونا المستجد، لا حديث إلا عنه، والكثير منهم صاروا ملزمين – باختلاف نسب الإصابة بدولهم – باتباع إجراءات الحجر والبقاء في المنزل؛ حتى إن بعض الدول طبقت نظام العمل عن بعد.
ذلك ما جعلهم يبعدون عن الأشخاص ويقربون أكثر من الأجهزة للتواصل والعمل ومتابعة الأمر الدائر من حولهم. وبأخذ جولة عبر Google trends”" يمكننا معرفة أبرز الموضوعات التي يبحث عنها مواطنو بعض الدول. اخترنا أربعة منها: "مصر، إيطاليا، الولايات المتحدة، والسعودية"؛ لنرى الخمسة موضوعات الأولى التي شغلتهم خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وما تخبرنا به.
مصر
كما بحثوا عن موعد ليلة الإسراء والمعراج، وحديث طارق عامر، محافظ البنك المركزى، عن الإجراءات الجديدة لتلافي التأثير السلبى على الاقتصاد جراء الفيروس، وأخرها تخفيض سعر الفائدة لـ3% دفعة واحدة.
ورغم سيطرة "كورونا"؛ اهتم المصريون بالبحث عن المسلسل المصري الذي يعرض حاليًا "ختم النمر".
لكن في يوم 18 مارس؛ اهتموا بشائعتين الأولى فرض حظر التجول، التي تم نفيها من قبل المتحدث العسكري فيما بعد، والثانية تعرض مصر لزلزال؛ والتي تم نفيها أيضًا من جانب المعهد القومي للبحوث الفلكية.
واستمر اهتمامهم بمسلسل ختم النمر ومعه المسلسل التركي "قيامة عثمان"؛ الذي يحكي سيرة مؤسس الدولة العثمانية.
كما تم البحث عن دواء "بلاكونيل" – بتلك الصيغة - وهو الاسم التجاري في مصر لدواء الملاريا "هيدروكسي كلوروكين" بعد انتشار الأخبار بأن هذا الدواء يمكنه القضاء على الفيروس.
وأمس الخميس كان لعلاج كورونا أيضًا الغلبة على الاهتمامات بعد إعلان الرئيس الأمريكي ترامب أن واشنطن صادقت على استخدام دواء الملاريا علاجًا؛ لكن الأمر يحتاج إلى اختبارات كثيرة.
واتجه المصريون لمتابعة أخبار إيطاليا التي تفشى فيها الوباء بصورة كبيرة؛ إذ تجاوز عدد الإصابات بها – حتى أمس – 41 ألف إصابة وتوفي أكثر من 3 آلاف شخص.
إيطاليا
أما إيطاليا، التي وازت الصين تقريبا في حجم الكارثة، فبحث مواطنوها يوم 17 مارس عن شهادة الاعتماد الذاتي الخاصة بفيروس كورونا؛ وهي الاستمارة التي نشرتها وزارة الداخلية للراغبين في السفر خلال فترة الطوارئ؛ وعلى الشخص أن يعلن أنه ليس في حجر صحي أو يتأثر بالفيروس أو اتصل بشخص مصاب.
ورغم الوضع القاسي في إيطاليا؛ لكن تجد أن الإيطاليين لم ينسوا أشياءهم المفضلة؛ فبحثوا عن وصفة فطائر يمكن عملها، وعن فيلم جريمة على قطار الشرق السريع، الذي كان يعرض على تليفزيون الراي الإيطالي تلك الليلة.
كما اهتموا بالزلزال الذي في وقع في إقليم كالابريا بالجنوب صباح ذلك اليوم، وبـPlayStation 5 التي أعلنت عنها شركة سوني.
وفي اليوم التالي؛ لم يشغلهم أخبار كورونا في حد ذاتها بل الأمور الحياتية الخاصة بهم والتي تأثرت جميعها بالفيروس مثل عيد الأب (Festa del Papà) الذي يحتفلون به مع إسبانيا يوم 19 مارس. كذلك إحدى شخصيات البرنامج التليفزيوني الشهير "الأخ الأكبر -Big Brother " بعدما تم بث الحلقة الجديدة بدون جمهور، والتي ستنهي حلقاتها مبكرًا هذا الموسم بسبب كورونا.
وتساءلوا ضمن عمليات البحث عن المدارس ومتى ستستمر مغلقة؟
ويبدو أنهم أمس – 19 مارس - أرادوا معرفة موعد ربيع 2020 وأن الاعتدال سيكون اليوم الجمعة حقا؟
في الوقت نفسه لم يستطيعوا الهرب من كورونا؛ فانتشرت قصة الأب أكويلينو أباسيتي (84 عامًا) والذي يضع هاتفه المحمول على رفات ضحايا كوورونا في مدينة بيرجامو، ليشاركه أهلهم في الصلاة، التي يحظر عليهم حضورها وتوديع أحبائهم بسبب الوضع الحالي.
لذلك قدمت شركة أبل تبرعًا كبيرًا للحماية المدنية لضمان حصول عمال الإنقاذ والمتطوعين على الموارد اللازمة لحماية صحتهم؛ وكانت أحد الموضوعات الجاذبة ليبحثوا عنها أيضًا.
كما رغبوا في معرفة وقت الصيف و"يوم الاسم" في زمن كورونا؛ ذلك التقليد الذي يحتفل فيه الذين تمت تسميتهم على اسم قديس بيوم عيد هذا القديس؛ لذلك هنأ الكهنة الأسقف مونسنيور جوزيبي، لتسميته على اسم القديس يوسف - وعيده ذلك اليوم – لكن دون اجتماع أو مصافحة كعادتهم.
الولايات المتحدة
بينما بحث الأمريكان في يوم 17 مارس عن توم برادي؛ لاعب كرة القدم الأمريكية ذائع الصيت، الذي انتقل من نادي نيوإنجلاند بيتريوتس إلى "تامبا باي".
وكان قانون الإنتاج الدفاعي الذي أعلن عنه رئيسهم في مواجهة كورونا موضع بحثهم أيضًا؛ وهو قانون تم تمريره عام 1950 كرد على الحرب الكورية، ويسمح باستخدام كافة الموارد الحكومية لمواجهة انتشار الفيروس بما في ذلك موارد الجيش الأمريكي.
واستمر البحث عن كورونا لكن هذه المرة لإصابة كيفن دورانت به، وكيفن هو أحد أكبر نجوم دوري السلة الأمريكي للمحترفين NBA، وواحد من أربعة لاعبين بفريق "بروكلين نتس" ثبتت إصابتهم.
وقطع بحثهم عن كورونا؛ موضوعان الأول حادث إطلاق النار في عيد القديس باتريك في حانة إيرلندية بتكساس، والثاني خبر اعتقال الإعلامية الأشهر أوبرا وينفري بتهمة الاتجار بالجنس، والذي أصبح الأكثر انتشارًا على تويتر، لكنها خرجت لتنفيه.
واحتل المركز الأول في بحث مواطني الولايات المتحدة في اليوم التالي؛ موسم الربيع، ثم زلزال ولاية يوتا الذي قطع الطاقة عن الآلاف وحول الرحلات الجوية.
وجاء موعد كورونا من بعدهم؛ فبحثوا عن "هيدروكسي كلوروكوين"؛ دواء المالاريا الذي أعلن ترامب أنه يمكن استخدامه كعلاج الفيروس. وفي نفس السياق بحثوا عن دواء الباراسيتامول، وهو أكثر مسكنات الألم استخدامًا، وكان متوقعا حدوث نقص فيه؛ لأن الهند التي تقود مصدر الدواء قيدت صادراتها.
لكنهم عادوا وتابعوا إعلان شركة سوني عن مواصفات PlayStation 5.
وأمس؛ فرضت عليهم أحوال الطقس البحث عنها أولا؛ ثم مناشدة ترامب سوريا بإطلاق سراح الصحفي الأمريكي أوستن تايس بسبب كورونا؛ وهو الصحفي الذي اختفى هناك عام 2012؛ لأنه كان يعمل بشكل مستقل ودخل سوريا بطريقة غير قانونية لتغطية الحرب.
وأيضًا اهتموا بـ"أوك بارك"، وهي قرية بولاية إلينوي، أصدر عمدتها ومسؤولو الصحة أمرًا عامًا يطلب من ساكنيها أن يحتموا في مكان إقامتهم من يوم 20 مارس حتى 3 أبريل.
وفي اتجاه آخر؛ بحثوا عن Resident Evil 3 اللعبة التي سمحت بتنزيل الإصدار التجريبي المجاني منها أثناء وجود الناس في منازلهم.
السعودية
وفي السعودية يوم 17 مارس كان اسم عبداللطيف الصراف على رأس قائمة البحث، وهو رجل الأعمال الكويتي الذي تزوج عارضة الأزياء فوز الفهد. وجاءت جامعة الملك خالد في المركز الثاني، لاعتمادها وسائل تقييم خلال فترة التحول إلى التعليم الإلكتروني.
واتجهت عمليات البحث إلى موضوع صلوا في رحالكم وهيئة كبار العلماء بعد أن أعلنت إيقاف الصلوات مؤقتًا لتجنب نشر العدوى، وأنه يمكن تأديتها في البيوت.
وبحث السعوديون أيضًا عن Tocilizumab”" بالإنجليزية؛ وهو عقار التهاب المفاصل قيل أن المسؤولين بالصين اكتشفوا فعاليته في علاج الفيروس.
لكن ما تصدر بحثهم يوم 18 مارس هو مسلسل "قيامة عثمان"؛ ثم اتجهوا نحو منظومة التعليم الموحد الإلكترونية التي أطلقت بهدف استمرار العملية التعليمية وقت تعليق الدراسة.
جذبهم أيضًا البحث عن "سانوفي" شركة الأدوية الفرنسية التي أعلنت عن استعدادها لتقديم "بلانكيل"، الدواء المضاد للملاريا الذي يمكن أن يكون علاجا لكورونا.
وذهب السعوديون إلى البحث عن المنصات الإلكترونية التي وفرتها لهم الحكومة لمساعدتهم على إنهاء احتياجاتهم من على بعد؛ ومنها منصة "أبشر" الخاصة بخدمات المرور كتجديد رخصة القيادة والسير وغيرها.
أما أمس – 19 مارس – فبالتأكيد كانت الصدارة في البحث لكلمة العاهل السعودي الملك سلمان، التي قال فيها "إن المملكة والعالم يمران بظروف صعبة وأن الأسابيع القادمة ستكون أكثر صعوبة لكنها ستمضي".
لكن بقية عمليات البحث الأولى في هذا اليوم ذهبت إلى موضوعات أخرى كالمطربة البحرينية هند التي أصيبت بالفيروس، وعارضة الأزياء الكويتية نهى نبيل بعد انتشار أخبار عن وضعها بالحجر الصحي، إضافة إلى المسلسل التركي "قيامة عثمان"، الذي يبدو أنه يستحوذ على متابعتهم أثناء البقاء في المنزل.
خريطة حالات الإصابة حول العالم
Operations Dashboard for ArcGIS
null
لمعرفة خريطة معامل التحاليل ومستشفيات الحميات في مصر وأرقام التواصل مع وزارة الصحة.. اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: