لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الطريق إلى الصيدلية.. "كورونا" يُشعل نار "الكحول"

12:33 م الخميس 19 مارس 2020

كورونا يُشعل نار الكحول

كتب- محمد زكريا:

قبل 10 أيام، لم يكن أمر "كورونا" يَشغل نادية السيد، لكن مع تسارع أخبار تفشيه حول العالم، وتزايد أعداد المصابين بالفيروس في مصر، باتت الشابة أكثر حذرًا في التصدي له، ترتدي على وجهها كمامة، وتبحث ليديها عن زجاجة كحول، والأخيرة لم يعد أمر الحصول عليها هينًا.

بين صيدليات منطقتها بالجيزة، لم تجد السيدة أي زجاجة كحول "أدخل الصيدلية، وقبل ما أكمل الجملة، ألاقي الصيدلي بيقولي اتنسفت"؛ لتضطر إلى السؤال عنه في مناطق تبعد عن سكنها، وصل الأمر إلى طلبها مساعدة على فيسبوك، سألت عن إمكانية أن يوفر لها شخص واحدة، أو ينصحها بسبيل إليها؛ لتصلها عشرات التعليقات الباحثة عن المساعدة نفسها.

كان تفشي وباء كورونا مُربكا لجل العالم، في أقل من ثلاثة أشهر، حصد الفيروس المستجد أرواح ما يقرب من 9 آلاف شخص، وأصاب ما يزيد على 200 ألف شخص، بحسب إحصاءات صادرة عن منظمة الصحة العالمية، ما استوجب في مجابهته حذرًا أكبر بين الناس، جميعًا، وفي كل مكان، فيما كان ارتفاع المصابين به في مصر إلى 210، بينهم 6 حالات وفاة، وفقًا لآخر إحصاء أصدرته وزارة الصحة، دافعًا إلى تَشدد السيدة في اتباع إجراءات الوقاية.

صورة-0كان من بين تلك الإجراءات، حرص الفتاة على اصطحاب زجاجة كحول وهي خارج المنزل "عشان أطهر بيها إيدي والأسطح والأدوات اللي مضطرة أتعامل معاها"، تطبيقًا لما وجهت به منظمة الصحة العالمية بالمداومة على تنظيف اليدين بغسلهما بالماء والصابون أو فركهما بواسطة مطهر كحولي.

بداخل صيدلية "د. شريف" في المطرية، كان من تحمل الصيدلية اسمه، منهمكًا في شرح وجه من الأزمة لأحد زبائنه، بعد أن رد عليه بالنفي على سؤاله عن توافر زجاجة كحول إيثيلي.

منذ 5 أيام، لم يبع شريف أي زجاجة كحول، فصيدليته لا تحوي أي واحدة منه من وقتها وإلى الآن، ولم يعد شراؤه لأي كمية سهلاً كما الماضي "بعد اختفاء الكحول من 3 أيام من مراكز توزيع شركة الجمهورية الحكومية".

لكن قبل اختفائه، كانت أسعاره تضاعفت في الأسواق "اللتر بتركيز 96% اللي كان قبل أسبوع بـ60 جنيه بقى بـ280 جنيه، والبخاخة الـ70% اللي كانت بـ15 جنيه وصلت 60 جنيه"، ويخشى شريف أن يعود الكحول بزيادة جديدة.

ارتفاع أسعار الكحول، أو حتى غيابه عن الأسواق، ليس الأخطر فيما يعتبرها الصيدلي أزمة، "ما هو أخطر، استغلال البعض في الأرياف لفزع الناس من كورونا، واستبدال الكحول الإيثيلي بعد نفاده بالكحول الميثيلي المتوفر (السبرتو الأحمر)، وده سام وبيعمل قرح وطفح على الجلد".

وهو ما انتبهت إليه شيرين علي رزق، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، في ظل قلة توافر الكحول الإيثيلي، بعد الإقبال الشديد عليه خلال الأيام الفائتة، محذرة من لجوء البعض إلى استبداله بالكحول الميثيلي.

ومشيرة عبر حسابها الرسمي على فيسبوك، إلى أن الكحول الإيثيلي 70%، يتم استخدامه طبيًا في تعقيم الأدوات الجراحية والأسطح واليدين، أما الكحول الميثيلي فلا يتم استخدامه طبيا بأي شكل من الأشكال ويمنع لمسه نظرًا إلى أنه يسبب التسمم.

كاشفة لمتابعيها عن تجربة عملية، يمكنها التمييز بين النوعين، بإشعال عود كبريت في 3 سم من الكحول الذي تم شراؤه، فإذا تحولت النار من أزرق إلى أصفر، فهو ينتمي للنوع الآمن، أما إذا ظل اللهب باللون الأزرق، فهذا يعني انتماءه للنوع السام.

ولتجنب الغش، يُجيب شريف كل من يسأله النصيحة، بالاعتماد على "المياه والصابون بتقضي الغرض طول ما أنت في البيت، والكلور يتخفف بالمياه ويتمسح به الأسطح والأغراض اللي بنستخدمها".

لكن في رأيه، تظهر المشكلة في الشارع "مش معقول هتاخد صابونة وميه معاك الشارع، فساعتها هتبقى محتاج كحول ترُشه على إيديك"، ورغم زيادة الطلب على الكحول يوميًا، يرفض الصيدلي الحصول عليه من مصدر غير موثوق.

ذلك التهافت، دفع أحد فروع سلسلة صيدليات شهيرة، إلى تركيب كحول، بعد نفاد الكمية التي بحوزتها، كما يقول أحد العاملين بالصيدلية، طلب عدم ذكر اسمه.

مطلع الأسبوع الجاري، تفاجأ الشاب بذلك الإقبال على الكحول "بعنا يوم السبت حوالي 200 إزازة، والناس بقت تيجي تسأل عليه كأنه هيروين هتموت لو مخدتهوش، وتتخانق معاك لو قلت لهم مفيش، تلاقيهم بيقولولك أنتوا بتخبوه عشان تغلوا يا جشعين".

صورة 1

نفاد زجاجات الكحول، والتي أنتجتها شركات معروفة، من تلك الصيدلية الشهيرة، دفعت القائمين عليها إلى تصرف "جوه الصيدلية بنركب إزازة الكحول، 70% كحول إيثيلي خام والباقي مياه، ونحطه في إزازة وبخاخة ونبيع، وده ممكن طبعا يهيج البشرة الحساسة، لكن الكحول بتاع الشركات المحترمة بيكون 70% كحول خام والـ30% الباقية جلسرين ومواد مرطبة"، رغم ذلك "بنبيع الإزازة النهاردة بـ25 جنيه، رغم أن الأصلية كان تمنها من 10 أيام 12 جنيه".

سأل أحمد زكريا، الذي يعمل لدى إحدى شركات الدواء، عن الكحول، داخل عددٍ من الصيدليات، إما لا يجده، وكان ذلك هو الأغلب، وإما التسعيرة المفروضة مبالغ فيها، لذا وجد سبيله في: "إني كلمت واحد صاحبي شغال في صيدلية، قلت له شيل لي كام إزازة كحول على جنب، وخدت منه الإزازة اللي بتتباع بـ70 و80 جنيه النهاردة بـ25 جنيه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان