لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نقص بالمعقمات والكمامات في الصيدليات.. تفاصيل أزمة المطهرات؟

06:00 م الثلاثاء 17 مارس 2020

كتب- محمود عبد الرحمن:

داخل صيدلية شهيرة بمنطقة المهندسين، طلبت بسمة علي، شراء ثلاث ماسكات طبية "كمامات"، ومثلهم من عبوات الكحول، ليخبرها الصيدلي "مفيش دلوقتي بس ممكن آخر اليوم يكون جالنا"، تقول الفتاة العشرينة :"دي سادس صيدلية أروح أسال فيها وكل مرة يقولوا مفيش".

الأمر تكرر مع سعيد علي، مشرف وردية بشركة إنشاءات ومقاولات خاصة، الذي قطع رحلة للبحث عن أدوات الوقاية للعمال بالشركة: "الشركة عندنا سلمتني خطاب لشركات المستلزمات الطبية إني اشترى الحاجات دي للعمال بس كله بيقول مفيش" .

تفشّي فيروس كورونا وانتقاله للعديد من دول العالم، ومن بينهم مصر؛ ساهم في خلق حالة من القلق لدى المواطنين، الذين يتسابقون على شراء المواد اللازمة للوقاية والتعقيم، بحسب الدكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية، حيث شهدت الصيدليات على مدار الثلاثة أيام الماضية إقبالًا شديدًا على شراء المواد المطهرة والماسكات الطبية، ما تسبب في افتعال نقص شديد في الأسواق.

المواد المطهرة المتواجدة في السوق المصري، منها 90% محلية الصنع، 10% تستورد من الخارج، النسبة الأكبر تصنعها شركات مصرية، إنتاجها السنوي يحدد، وفقا لاستهلاك السوق المعتاد، بينماالمستوردة، لاتتجاوز نسبتها احتياجات السوق التقليدية طول العام، وفقا لشعبة الأدوية بالغرفة التجارية.

يقول الصيدلي مصطفي ياسين، الذي يعمل منذ سنوات بأحد فروع سلسلة صيدليات شهيرة بالمهندسين، الإدارة لم تهتم بطلب أو تخزين كميات من المستلزمات، بسبب توافرها الدائم وعدم وجود صعوبة في الحصول عليها، بالإضافة لقلة الطلب عليها على مدار العام، لذلك تتواجد هذه المواد بكميات محدودة: "اللي كان عندنا خلص، الناس كانت تيجي تاخد كتير ومينفعش نقول لحد لا"، وعدم وجود المطهرات والمعقمات التقليدية خلق إقبال أكبر على بدائل أخرى مثل المناديل المعقمة وغيرها.

تقول بسمة على، بعد رحلة بحث فشلت فيها في العثور على الكحول، اضطرت لشراء المنديل المعقم التي تعتبر أغلى ، لكنها تعتبر اللجوء إليها حل مؤقت حتى تعثر على الكحول، الذي تأكد أن سعره وصل إلى 16 جنيهًا بعد أن كان يباع بـ4 جنيهات : "الموضوع بقى يخوف حتى في الصيدليات الكبيرة المشهورة مش موجود فيها رغم ارتفاع سعرها".

الصورة الأولى

"عمرنا ما استخدمنا معقم في الشغل"، يقول سعيد علي، إنه على مدار 15 عامًا مدة عمله بالشركة لم يقم باستخدام أي أنواع المطهرات، إلا أن تعليمات الشركة الحاسمة للعاملين بارتداء الماسكات الطبية وأدوات التنظيف ومعقم لليدين من وقت إلى آخر جعلته يخرج للبحث عن أي الشركات أو صيدلية للشراء، "الشركة عملت ميزانية لشراء أدوات وقائية والتعقيم بس للأسف مبقتش موجودة في أي مكان".

الماسكات الطبية "الكمامات" - التي يتواجد منها بالسوق المصري ثمان أنواع- على عكس الكحول، كان الاعتماد الأكبر على استيرادها من الخارج خلال الفترة الماضية، يقول محمد إسماعيل، رئيس شعبة المستلزمات الطبية بغرفة القاهرة، موضحًا أنها كانت لا تصنع محليًا بسبب انخفاص تكلفة المستورد التي لا تتجاوز 9 قروش للكمامة، بينما تكلفة إنتاجها محليا 15 قرشًا.

وتعتبر الكمامات أقل المستلزمات الطبية استخدامًا، وفقا لشعبة المستلزمات الطبية، لذلك كانت نسبة استيرادها من الخارج محدودة، وتكفي للأغراض التي تستخدم من أجلها، وليست كغيرها من المستلزمات الطبية الأخرى التي يتم استرادها بكميات أكبر .

مبيعات أدوات التعقيم والمطهرات بأنواعها المختلفة، سواء المحلية أو المستوردة تضاعفت إلى الضعفين، مقارنة بالأيام التي تسبق الكشف عن تواجد فيروس كورونا المستجد في مصر، كما تقدر الصيدلانية منى عادل، مديرة سلسلة صيدليات شهيرة، وكان الطلب الأكبر عليها في الصيف لكثرة الأتربة والغبار، لتتفاجأ بين يوم وليلة بتزايد الطلب عليها : "كنا بنجيب علبة الكمامات تقعد سنة دلوقتي مبتقعدشي ساعة، وممكن يشتريها كلها شخص واحد في دقائق".

الصورة الثانية

ومع زيادة الطلب.. طلبت إدارة سلسلة الصيدليات -التي تعتبر الأكبر من حيث عدد الفروع على مستوى القاهرة والجيزة- إلي الطلب من الشركات زيادة الكميات، كان الرد بوجود نقص في الإنتاج، ولجأت الإدارة إلى طلب كمية من بعض تجار المستلزمات الطبية بشارع القصر العينى، واستطاع هؤلاء التجار توفير كميات محدودة لكن بسعر مبالغ فيه "إدارة الصيدلية كانت بتشتري العلبة بـ 40 جنيهًا فيها 50 قناع، دلوقتي التاجر قال العلبة بـ 250 جنيهًا".

تتهم منى عادل، التي تدير سلسلة الصيدليات على مدار خسمة أعوام، التجار بالاحكتار الذي يساهم في زيارة العجز في السوق، بهدف تحقيق أرباح من خلال بيعها بأسعار مضاعفة، "التاجر بيحط سعر من نفسه وصاحب الصيدلية مجبر على الشراء".

وبسبب المغالاة في أسعار الماسكات والمطهرات، قامت وزارة الداخلية بحملات على شركات بيع المستلزمات الطبية والصيدليات والموردين لها والتجار، لمنع ومحاصرة جشعهم استغلالهم لرفع الأسعار بعد زيادة الطلب في الفترة الأخيرة.

يقول محمد إسماعيل، رئيس شعبة المستلزمات الطبية، إن الأزمة دفعت الشركات إلي تشغيل خطوط إنتاج الكمامات حيث يوجد الآن في مصر 7 خطوط إنتاج للماسكات الطبية، تنتج ما يقرب من 3 ملايين ونصف ماسك طبي شهريًا، يتم توريدهم لوزارة الصحة، بوقع 50 ألف ماسك يوميًا.

وبينما العجز الذي حدث في المعقمات والمطهرات، كان بسبب الطلب المتزايد بصورة مفاجأة وغير متوقعة، يقول الدكتور على عوف رئيس الشعبة: "المصانع مكنتش عاملة حسابها للأزمة وعشان تسد العجز لابد من 3 شهور لأنها مش هتقدر تكفي الكميات التي بتطلبها الصيدليات وشركات الأدوية في يوم وليلة".

يرى رئيس شعبة المستلزمات الطبية، أنه لا يوجد مبرر للإقبال المبالغ فيه من المواطنين على شراء تلك المستلزمات، لكون الماسك ليس الحل الوحيد للوقاية من الفيروس: "الماسك مجرد وقاية 10% المفروض الناس تشوف إيه اللي يقوي جهاز المناعة، وليس إدخار الماسكات والكحول".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان