لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

اللون الأزرق يهزم الحرب.. فريق تطوعي يزين شوارع الموصل بالبهجة

12:58 م الأحد 01 مارس 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

لا ينسى أيوب زنون أيام داعش المريرة، حين حوصرت مدينة الموصل، تهدمت المنازل، هاجم الجوع السكان، وبات الموت رابضا على الأبواب. ثلاثة أعوام أو يزيد عانت فيها المدينة العراقية من سيطرة الجماعة الإرهابية، عاش الشاب أهوالا كثيرة، لكنه رفض أن يظل حبيس ذكرياتها، فخرج ومجموعة من المتطوعين قبل عدة أسابيع، لتلوين شوارع وأزقة الموصل والرسم على الحيطان، وإدخال البهجة على الأهالي.

منتصف 2014 سيطرت داعش على الموصل، ما جعل المدينة التي تضم حوالي 600 ألف مدني تحت إمرتهم، حتى استطاعت القوات العراقية استعادتها في 2017 "من وقتها يحاول الناس استعادة حيواتهم القديمة.. لكن يبقى ذلك صعبا بين الدمار الموجود". قبل حوالي عام ونصف بدأ أعضاء فريق "رواد العطاء" التطوعي في رفع الأنقاض وتنظيف الآثار، وعندما نجحوا ضمن مبادرات أخرى في تنظيف المدينة "انتقلنا لأشياء أخرى ترفيهية وفيها سرور للأهالي"، حسبما يقول زنون، الناشط المدني والمشرف على مبادرة "زقاق البهجة".

في مطلع فبراير الجاري، بدأت المبادرة "أزقة الموصل القديمة لها عند كل واحد منا مكانة خاصة"، كما أنها الأكثر تأثرا بالدمار، حيث نزل 20 شابا وشابة بعد التنسيق مع الحي والجهات الرسمية والأهالي، وبدأوا في تلوين حوائط الأزقة "أيضا رسمنا على بعض واجهات المنازل".

اختيار اللون الأزرق كان له دلالة عند الشباب "هو لون يبعث على الهدوء والراحة وهذا ما نحتاجه"، يتذكر زنون ردود الفعل من قبل السكان، كيف سادت الفرحة بين الأطفال "من أجمل ما قيل لنا إنه أخرجتمونا من الأجواء الكئيبة للحرب.. وأدخلتم البهجة في نفوسنا"، فيما استغرق الانتهاء من الزقاق الأول حوالي 10 أيام.

لم يتوقف دور الشباب عند ذلك؛ حاولوا نشر الحياة بطرق مختلفة "حتى أننا صنعنا بيوتا للحمام والعصافير كيف تعود إليها وتجد الطعام"، وتزامنا مع ذلك أقاموا عدة ورش للأهالي والأطفال "هدفها الدعم النفسي ومحاولة التخفيف عنهم وتعريف الآباء بكيفية التربية الإيجابية للأولاد".

تلك هي المرة الأولى التي يُنفذ فيها فريق رواد العطاء مبادرة فنية وسط الناس، لكنها مجرد البداية "الفترة القادمة سنعمل على كل أزقة وحواري الموصل حتى نلونها ونصبغها بشكل جميل"، فكما يحاول أهل المدينة التعافي، يسعد شباب الفريق بما يقدمونه "ونغطي على ذكريات الحرب بالألوان".

فيديو قد يعجبك: