لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من حكايات "مُبارك" في حرب أكتوبر| حينَ أبدى دهْشَته من "الأهرام": "ده أنتم جامدين قوي!!"

03:49 م الجمعة 28 فبراير 2020

هيكل ومبارك

كتب- أحمد شعبان:

في كتابه "مُبارك وزَمَانه.. مِن المِنصَّة إلى المَيدَان"، فتَح الكاتب الراحل محمّد حسنين هيكل صندوق أسرار الرجل الذي ظلّ لـ3 عقود على رأس السُلطة في مصر، كشف كثيراً من الألغاز والأسرار، وحاول رسم صورة لمبارك الذي أمسَك بتلابيب البلاد لـ30 عاماً كاملة، "رأيناه كل يوم وكل ساعة (..)، ولم نكن نعرفه ولا نزال!!(..)، ثلاثون سنة من المتغيرات والتحوّلات في الإقليم وفي العالم قادنا فيها رجل لا نعرفه إلى مصائر لا نعرفها..."، يقول هيكل عن مبارك الذي رحل الثلاثاء الماضي، عن 92 عاماً.

في مدخل كتابه، الصادر عام 2012 عن "دار الشروق"، يحكي "هيكل" عن لقاءاته "العابرة" الأولى بمبارك أيّام حرب الاستنزاف وما تلاها، عرج على لقاءه الأول بـ"مبارك" حين كان الكاتب الصحفي على موعد مع وزير الحربية محمد أحمد صادق، وقابل في طريقه إلى مكتب الوزير بعض قادة الجيش، وبينهم كان مبارك "جالساً وفي يده حقيبة أوراق لم يتركها من يده"، قدم الضابط نفسه للصحفي، صافحه الأخير قائلاً: "إن دوره من أهم الأدوار في المرحلة المقبلة، والبلد كله ينتظر أداءه"، فكان رد رئيس أركان حرب القوات الجوية: "إن شاء الله نكون عند حسن ظنّ الجميع"، وانتهى اللقاء العابر.

2

أما اللقاء "العابر" الثاني، الذي جمع "هيكل" بـ"مبارك"، فكان في يوم 12 أكتوبر 1973، اليوم الخامس من أيام الحرب المجيدة، وبينما كان الجنود يخوضون المعارك لتحرير الأرض، كان "هيكل" على موعد مع القائد العام الفريق "أحمد إسماعيل"، في المركز رقم 10 (وهو مركز القيادة العامة للمعركة)، وكان اللواء "مبارك" (قائد سلاح الطيران) هناك، يحكي "هيكل": "أقبل نحوي بخطى حثيثة، وعلى ملامحه اهتمام مُلفت، يسألني: ’كيف عرفت ’الأهرام’ بتفاصيل المعركة التي جرت فوق قاعدة المنصورة وكان هو موجوداً في القاعدة، وقابل طياراً إسرائيلياً أسقطت طائرته، وجيء بالطيار الأسير لمقابلة قائد الطيران المصري، ودار بينهما حوار، قال فيه "مبارك" للطيار الأسير: إنه تابع سربه أثناء الاشتباك، ولاحظ أخطاءً وقع فيها، وسأله ماذا جرى لكم؟!- كنا نتصور الطيارين الأسرائيلين أكفأ، فهل تغيّرتم؟!!- ورد الطيار الإسرائيلي قائلاً: "لم نتغيّر يا سيدي، ولكن أنتم تغيّرتم".

ويمضي "هيكل": "وسألني "مبارك" وهو يمشي معي في الممر المؤدي إلى مكتب الفريق أحمد إسماعيل، بإلحاح: "كيف عرفنا بهذه الحكاية؟!- مع أن المعركة جرت في المساء أول أمس، وهو نقل تفاصيلها على التليفون للرئيس "السادات"، ثم قرأها كاملة في "الأهرام"، وهو لم يحك إلا للرئيس وحده، فكيف "عرفنا" إذن؟!!"- وقلت: "سيادة اللواء، أليست المسألة واضحة؟ - عرفنا من الرئيس نفسه".

ورد "مبارك" والدهشة عنده تزيد: "- من الرئيس نفسه؟ كما نقلتها له بالحرف؟!- ثم أبدى ملاحظة قال فيها: "ياه.. ده أنتم ناس جامدين قوي!!"، على ما روى "هيكل" في كتابه.

كان "هيكل" قد وصل رفقة "مبارك" إلى مكتب أحمد إسماعيل، القريب من قاعة إدارة العمليات، جاء القائد العام للقاء هيكل، ودخلا إلى المكتب، تركا قائد الطيران الذي "ما يزال يبدي دهشته من سرعة الاتصالات بين الرئيس وبين الأهرام!!"، وفق ما ذكر الكاتب الصحفي الراحل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان