إعلان

أنفاس بلا حواجز.. أبطال الحجر الصحي يروون تجربتهم بعد نزع الأقنعة الطبية: "حرية"

07:35 م الإثنين 17 فبراير 2020

عدد من المصريين بعد انتهاء فترة الحجر الصحي بمطروح

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب وتصوير - عبدالله عويس:

كأنما هي إحدى معاني الحرية، أو إحدى لحظات الانتصار. أنوفهم كانت تستنشق الهواء بلا حواجز، تلسع نسمات فجر يوم الاثنين الباردة وجوههم. وإلى غير رجعة ألقوا أقنعتهم الوقائية في سلة النفايات، بعد أن لازمت أنفاسهم منذ مطلع يناير الماضي، حين أعلنت الصين عن فيروس كورونا الجديد، وفرضت عليهم حظرًا، عادوا من بعده إلى مصر، ليدخلوا في حجر صحي استمر 14 يومًا، انتهى بانتشاء وسعادة عبر عنها أحد الـ302 العائدين من ووهان بعبارة قصيرة "بنتنفس من غير كمامات".

منذ الإعلان عن فيروس كورونا الجديد، و"وائل محمد" لا تفارقه الأقنعة الطبية، يبدلها باستمرار على مدار يومه، ولتخصصه في دراسة الفيروسات حيث سافر للصين في منحة طبية، ألزم الرجل زوجته وأولاده بارتداء تلك الأقنعة سريعًا، وإن كان يشكك في مفعول الأقنعة التي ترتدى على سبيل الوقاية بشكل عام. وحين وجهت مصر بإعادة من يرغب من رعاياها من مدينة ووهان الصينية كان الرجل وأسرته ضمن العائدين، وكانت الأقنعة سيدة المشهد، حتى عندما وصلوا مطار العلمين في مصر، ثم انتقلوا لأحد فنادق مرسى مطروح، الذي تم تخصيصه لاستقبال العائدين، وهو فندق يتبع القوات المسلحة ويقع على مقربة من مستشفى النجيلة العام، التي خصصت لاستقبال من يشتبه في حملهم للفيروس أو الإصابة به. وداخل الحجر الصحي كانت الأقنعة الطبية توزع بشكل يومي وبأعداد كثيرة: "كان ممنوع تماما نقلع الكمامات، لكن لما شيلتها النهاردة حسيت بشعور لا يوصف، والتنفس بدونه نعمة كبيرة".

تمام الخامسة من صباح الاثنين 17 فبراير من العام الجاري، يوم لن ينساه وائل، وتوقيت سيذكره دوما بآخر قناع طبي ألقاه في سلة المهملات متمنيا أن يكون الأخير، فبانقضاء الـ14يوما، فترة حضانة الفيروس، تأكد للجميع أن من عادوا إلى مصر غير حاملين للفيروس ووائل أحدهم. طيلة ارتداء القناع الطبي، يشعر وائل أنه مريض، يمرر له طاقة سلبيه، يريه الجانب الضعيف من الإنسان، وأن رذاذ ينتقل من شخص لآخر قادر على أن يفتك به: "فلما شيلت القناع خالص حسيت إني حر".

شعرت شيرين محمد بالطمأنينة، حين أبصرت وزيرة الصحة والسكان المصرية بلا قناع طبي. اطمأن قلبها إلى انقضاء فترة الحجر الصحي، وأيقنت بما لا يدع مجالا للشك أنها في طريقها إلى المنزل. القناع الذي يحمي مرتديه، صار مشهد شؤم وجزع، تخشاهما شيرين، وتحلم بغد أفضل لها ولأسرتها لا يضطرها أبدا لارتداء الأقنعة مرة أخرى: "شعور جميل بإننا بنتنفس من غيره، وبنتكلم مع الناس من غيره، شعور حر مسيطر عليا".

الشعور بأن أحدا لا يمسك وجهك، لا يضيق الخناق على أنفك، لا يضطرك لعلاقة احتكاك تربطكما لأيام، ما دفع معتز خفاجي للحديث عن ذلك القناع الأبيض، الذي يذكر برداء الأطباء وألوان المستشفيات التي تتخذ من لونه طلاء للحوائط، فيشكر للقناع صنيعه، لكنه لا يرغب أبدا في تجربة ارتدائه مرة أخرى، وحين ألقاه للمرة الأخيرة انطلقت دعوة على لسانه، على بساطتها فإنها تحمل أمنياته وأمنيات من معه: "يا رب ما تورينا قلق ولا وجع تاني". ينتظر معتز كثير من أبناء قريته الواقعة جنوب مصر، تحديدًا في محافظة سوهاج، ويسعد كثيرًا لأن زيارته تلك لن يكون القناع فيها حاضرًا: "عشان ميقلقوش".

لأهميته في الوقاية عمومًا، ناشدت الصين دولًا لتصدير ما لديها من أقنعة إليها فحاجتها إليها كبيرة، ورغم ارتداء المصريون العائدون من مدينة ووهان له حتى قبل انقضاء الحجر واستقلالهم الاتوبيسات التى تعود بهم إلى أسرهم، لا يزال البعض يحرص على ارتدائه للوقاية بشكل عام، لكنهم في هذه الحالة غير مجبرين على ذلك، عكس ما كان عليه الحال قبل لحظات من ليلة الاثنين. تقول عبير محمد وهي تنظر إلى قناع ألقاه أحدهم على الأرض: "رغم إنه مهم بس شكله بقى مقبض لينا وبيفكرنا بالتجربة الصعبة دي".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان