إعلان

"الإقبال غير مسبوق".. الموجة الثانية لكورونا تصل معامل التحاليل والأشعة

09:28 م الثلاثاء 29 ديسمبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمود عبدالرحمن:

غلاف - أحمد مولا:

داخل استقبال أحد فروع سلسلة معامل تحاليل طبية شهيرة، بمنطقة فيصل بالجيزة، طلب الموظف المسؤول، من محمد شاهين الذي جاء برفقة زوجته بانتظار دوره، لكي يتمكن من إجراء تحليل (CBC) - (CRP)، أماكن الانتظار شبه المزدحمة، جعلت محمد الذي يشتبه في إصابته بفيروس "كوفيد-19"، يستجيب لرغبة زوجته: "خلينا ننتظر بره أفضل".

صورة دم كاملة أو (CBC)، التي ينتظر محمد وزوجته إجراءها، هو تحليل يوضح معلومات عن خلايا الدم، بينما (CRP) يحدد الخلايا المصابة بالفيروس ويظهر إلى أي مدى استطاعت مناعة الجسم مكافحة العدوي، بحسب الدكتور علي رضوان مدير الفرع، تحليلا الدم هما الأكثر إقبالا وطلبًا من قبل المترددين على المركز الذي يخدم منطقة شعبية ذات كثافة سكانية، بالمحافظة التي تحتل المركز الثاني في "إصابات كورونا"، وفقا لبيانات وزارة الصحة.

محمد وزوجته، لجآ إلى معمل التحاليل الطبية كخطوة ثانية، بناء على طلب طبيب الصدر، الذي ذهب إليه في عيادته الخاصة رفقة زوجته، بعد شعورهما تباعًا -محمد ثم زوجته- بآلام في العظام؛ سبقها ما يشبه أعراض البرد المعتادة، بحسب وصفهما، لكن أدوية البرد لم تسكن الآلام أو تخفف الأعراض التي ظهرت عليهما.

محمد وزوجته، مثل غيرهم من آلاف المصريين الذين يشتبهون في إصابتهم بـ"كوفيد-19" أو هم مصابون فعليًا بالفيروس، دون أن يجرى لهم مسحة الـ(PCR) ولم يسجلوا ضمن الإحصائيات اليومية الرسمية للمصابين بالوباء، التي تعتمد على من يجرون المسحة (pcr) في المستشفيات الحكومية فقط، وبالتالي يعتمد هؤلاء الذين يقدرهم الدكتور محمد النادي، عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس "كورونا"، بـأكثر من 10 أضعاف أعداد المصابين الرسميين، ويعتمد هؤلاء في تشخيص حالاتهم المرضية على اللجوء للعيادات الخاصة ومراكز التحاليل والأشعة.

مركز الأشعة كان المحطة الثالثة لمحمد وزوجته، بعد ظهور نتائج التحاليل التي لم تظهر إصابتهما بالفيروس، رغم تزايد حالتهم المرضية؛ ليطلب منهما طبيب الصدر اللذان يتابعان معه، عمل أشعة مقطعية على الصدر، مع الالتزام بعزل كل منها والاستمرار في تعاطي بروتوكول العلاج أملاُ في تخفيف الأعراض وتسكن الآلام التي يشتكيان منها على فترات متقطعة على مدار ساعات اليوم.

يقارن حمدي خالد فني الأشعة، بين المترددين على المركز لإجراء أشعة مقطعية على الصدر في ثلاث فترات زمنية (ما قبل "كورونا" – الشهور الأولي التي ظهر فيها الوباء في مصر – بداية الموجة الثانية لـ"كورونا")؛ لتتصدر الموجة الثانية من "كورونا"، نسبة إقبال المترددين على مركز الأشعة الذي يعمل بأحد فروعه بمحافظة الجيزة منذ 3 أعوام، "الفترة الحالية أعداد كبيرة، تتراوح في اليوم الواحد بين 30 إلى 40 حالة"، وهذا لم يكن موجودًا خلال الفترات الماضية، سواء قبل ظهور "كورونا" أو خلال الشهور التي شهدت ذروة الموجة الأولى، وهذا الإقبال غير المسبوق، على حد وصفه دفع مراكز الأشعة لتقديم العروض والتخفيضات على أسعار الأشعة المقطعية؛ لاستهداف النسبة الأكبر من الراغبين في إجراء الأشعة، سواء كان إجراؤها بطلب من الطبيب أو تجري بهدف الاطمئنان والمتابعة الدورية.

تظهر الفحوصات الطبية والأشعة المقطعية، مدى الإصابة بالفيروس بنسبة 91%، وفقًا للنتائج والأبحاث التي تلقتها لجنة أخلاقيات البحث العلمي بوزارة الصحة من مستشفيات العزل والفرز، بحسب تصريحات الدكتورة نهى عصام، مستشارة وزيرة الصحة للبحوث، خلال مؤتمر صحفي بمقر الوزارة يوم الخميس الماضي.

يعود محمد بدون زوجته إلى مركز الأشعة في اليوم التالي لاستلامها، يحاول الاستفسار من المتخصص: "هي فيها حاجة"، يطالبه بعرضها على طبيب صدر، لوجود التهابات، تظهر بنسبة أكبر في الأشعة الخاصة بالزوجة.

منذ أكتوبر الماضي، بدأت أعداد "إصابات كورونا" في الارتفاع تدريجيًا، مع تحذيرات رسمية من اقتراب مصر من دخول الموجة الثانية من "كورونا"، حتى تجاوزت الإصابات اليومية 1350 حالة يومية؛ ليقترب إجمالي الإصابات التي أعلنتها وزارة الصحة من 134 ألف إصابة، وتوفي منهم 7500 حالة.

يرى الدكتور على رضوان مدير فرع بأحد المعامل الشهيرة، أن هذه الزيادة ساهمت في خلق حالة من القلق لدى المواطنين خوفا من الإصابة، وكان نتيجة ذلك لجوء بعض المواطنين إلى إجراء فحوصات طبية بهدف الاطمئنان، وإذا أظهرت هذه النتائج الإصابة بالفيروس يكون اللجوء للطبيب على عكس ما كان يحدث قبل ذلك، يكون اللجوء للطبيب أولا، بعد توقيع الكشف يحدد ويقرر الطبيب الاحتياج إلى إجراء فحوصات طبية أم لا.

تتفق أمل عاطف، إخصائية تحاليل بالمعمل، مع ما يقوله (رضوان): المترددون على المعمل قبل انتشار الفيروس، مرضى خضعوا للكشف لدى أحد الأطباء ووجههم لعمل التحاليل، لكن عقب انتشار الفيروس يتوافد مواطنون دون خضوعهم للفحص الطبي بمعرفة الطبيب للاطمئنان على أنفسهم وتأكد عدم إصابتهم بالفيروس: "ناس كتير بتيجي تقول حاسة بارتفاع حرارة الجسم وعاوزة تشوف عندها "كورونا" ولا لا؟".

"ضغط الشغل زاد من شهر أكتوبر اللي فات" تقول إخصائية التحاليل، ما دفع الإدارة إلى الاستعانة بإخصائيين تحاليل جدد، من أجل تلبية خدمات رواد الفرع الذي تعمل به بنفس مستوى الخدمة المتميز.

مساء نفس اليوم الذي استلم فيه محمد الأشعة ذهب برفقة زوجته إلى طبيب الصدر، بعد انتظار نصف ساعة، جاء تليفون إلى الممرض الموجود في العيادة من الطبيب يخبره، بعدم مقدرته على الحضور اليوم، وتأجيل الحجوزات إلى الغد؛ ليضطر محمد وزوجته لمغادرة العيادة بحثًا عن طبيب آخر.

"ناس كتير بتفضل الزيارات المنزلية بعد "كورونا"، يتحدث أحمد عادل، إخصائي التحاليل المسؤول عن استقبال خدمة العملاء في سلسلة معامل شهيرة يتواجد لها فروع في جميع محافظات مصر، على عكس ما قبل "كورونا"؛ كانت الزيارات المنزلية محدودة جدًا وتقتصر على كبار السن وعلى نوعية معينة من التحاليل كالسكر والضغط، ويفسر "عادل" هذا التغيير إلى الخوف من الإصابة، خاصة أن معامل التحاليل من الممكن أن يتواجد بين روادها مصابين بالفيروس، لذا يفضلون إجراء التحاليل بالمنزل: "وأصبح معتادًا استقبال مكالمات من أشخاص يريدون إجراء تحاليل "اشتباه كورونا" في البيت.

ولم تعطِ وزارة الصحة تصريحًا لأي معمل خاص لإجراء تحاليل الـ"PCR" للكشف عن "كورونا"، وفقًا للدكتورة نانسي الجندي، رئيس إدارة المعامل المركزية بوزارة الصحة.

طبيب الصدر الذي ذهب إليه محمد وزجته، أكد لهما تعرض الجسم لهجوم فيروس، لكن لا يستطيع تحديد نوع الفيروس إذا كان "كورونا" أو إنفلونزا، عليها الاختيار بين إجراء "مسحةpcr " أو الاكتفاء باستكمال بروتوكول العلاج والعزل حتى تختفي الأعراض وتنتهي الألآم، يختار الزوجان بعد فشلهما في إجراء "مسحة كورونا" بأحد المستشفيات الحكومية، بتطبيق الاختيار الثاني للطبيب، خاصة في ظل تشكيك المسؤولين بوزارة الصحة في نتائج المسحة التي تجريها المعامل الخاصة كما يروي الزوج.

اقرأ أيضا:

مع زيادة إصابات كورونا.. كيف ارتفع الإقبال على شراء أدوية بروتوكول العلاج؟ (تقرير)

الموجة الأولى ليست كالثانية.. المصابون الجدد بكورونا بين خوف أقل ودعم أكبر

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان