إعلان

رحلة البحث عن مطب.. طريق الملكة ما بين المصابين والأموات (معايشة)

05:52 م الثلاثاء 22 ديسمبر 2020

رحلة البحث عن مطب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


كتبت- آية الله الجافي:
استغاث أهالي شارع (ترعة عبدالعال1) بمسئولي حي بولاق الدكرور، في المجموعة الخاصة بهم على موقع التواصل الاجتماعي –فيسبوك: "أهل فيصل من أولها لآخرها" نظرا لتكرار الحوداث به، مخلفة إصابات وصلت لحد الموت أحيانا، دون جدوى حقيقية.

"هو إحنا أرواحنا رخيصة كدة؟ إزاي يتعمل طريق بين مساكن ومحلات تجارية ومدارس بدون ولا مطب واحد من المترو لشارع الملكة".. يقول مؤسس المجموعة "محمد جمال" الذي يعمل كإداري في دار الوثائق المصرية، إن رصف الشارع بدأ في أخر عام 2019 حتى يكون البديل لشارع الهرم وقت الإعداد للمسار الرابع لمترو الأنفاق.

يحكي "حسن جلبي" ملابسات الحادث الذي وقع لابن عمه المهندس "أحمد" 35 عامًا "كان بيعدي الطريق على اعتبار إنه اتجاه واحد، وفجأة ظهرت عربية من الاتجاه المخالف ووقع على زاوية الرصيف الجديد".

حاول أهالى المنطقة إسعافه فحملوه بطريقة خاطئة زادت من جروحه : "عمل عمليتين لكن مقدرش يقاوم ومات بعد أسبوعين". بصوت يسكنه الألم يتحسر حسن وهو يقول: "العربيات شكلها مخيف ومفتوحة من كل الجوانب والسواقين بتجري بسرعة جنونية بعد رصف الشارع".
بعد الحادث توجه أهل المهندس أحمد ببلاغ في قسم بولاق ولكن أغلق المحضر ضد مجهول : "نجيب السواق ازاي وكل العربيات في الموقف من غير لوحات معدنية.. السواقين عارفين أنهم مهما عملوا من مصايب مش هيتجابوا".

في ذلك السياق يعلق " عبد الله نور"، رئيس حي بولاق الدكرور، لمصراوي أن وقف سير العربات التي لا تمتلك لوحات معدنية يخص الإدارة العامة للمرور "لو قبضت عليهم والعربية أتسرقت من عندي، هيتعملى محضر سرقة لأن ملفهم مش عندي"، مؤكدا أنه خاطب المرور عدة مرات لعمل حملات مشتركة على الموقف.
وأستنكر ما قاله الأهالي بخصوص إغلاق المحاضر ضد مجهول لعدم وجود لوحات معدنية للعربات: "حتى لو مفيش نمر دي خطوط داخلية.. العربيات وأصحابها معروفين.. واللى اتخبط لو عارف شكل العربية هيتجاب كل اللى شغالين عليها".

٢

٣

تم رصف الشارع بطول 3 كيلو مترات، وعرض 18 متراً، بداية من مرور فيصل وحتى شارع التحرير ضمن خطة محافظة الجيزة لتخفيف الضغط على شارعي فيصل والهرم.

"الشارع بقى زي طريق الأموات" يضيف محمد جمال مستنكرا عدم وجود نقطة شرطة أو سرفيس للكشف عن سائقي الميكروباصات: "السواقين بيمشوا في أي اتجاه يعجبهم، ومش بيشوفوا أصلا حد بيعدي الشارع ولا لأ.. وللأسف بعضهم بيشرب المخدرات في عز النهار".

فيما يقول "عبد الله نور" رئيس حي بولاق الدكرور، أن عملية رصف الشارع لم تتم بشكل نهائي: "لسه في طبقة ملساء هتتعمل علشان نقدر نعمل مطب"، كما ذكر أن الحي عليه الانتهاء أولا من عدة مشاريع يعمل بها، تخص الصرف الصحي والماء والكهرباء قبل إتمام الطبقة الأخيرة من الرصف.
وأشار إلى أن منطقة بولاق هي عبارة عن "كردون مغلق" به 3 مليون نسمة، يحتاج منهم مجمهود كبير؛ لدينا تعليمات من محافظ الجيزة اللواء أحمد راشد باليقظة التامة في التعامل مع ملفات عديدة.

"فكرت أعمل مطب خشب بعد حادثة بنتي"، قالها "هاني محمد" والد الطفلة "جنة الله" التي أصيبت بعدة كدمات وتجلطات قوية بالذراعين والقدمين أثر حادث تعرضت له أثناء مرور الشارع.

أشار هاني محمد إلى تواجد عربات نقل كبيرة تسير بسرعة مهولة بما أدى لعدد من الحوادث ليلا: "كأنهم على الصحراوي.. عواميد الإنارة لسة متركبة من أسبوعين قولنا الحوادث هتخلص بس برضو مفيش فايدة"، وأوضح أن هناك أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عام يعملون في الموقف: "أي حد بلا مأوى بييجي يشتغل سواق على خط الملكة.. بتعجب إزاي الناس ممكن تركب العربية دي وتدفع فيها فلوس".

نفى رئيس الحي قيادة الأطفال لتلك العربات، موضحا أن هذه الحالات تحدث في التوكتوك وتم القبض على الكثير منهم، حتى قل عددهم في بولاق الدكرور من حوالى 300 ألف توكتوك إلى حوالى 8 آلاف توكتوك.

"لا فرامل ولا نمر.. عربيات ماشية ببركة ربنا" قالها محمد شقيق المتوفي "أحمد بكر"؛ الذي كان يدرس في السنة الثانية بمعهد طيبة، وكان لديه الكثير من الأحلام والطموحات التي دهستها أحد تلك العربات بما أدى إلى شرخ في الجمجمة وتوفى بعد خروجه من الرعاية المركزة بثلاثة أيام.
"روحت القسم أعمل بلاغ قالولي لازم ورقة من القصر العينى تثبت وقت دخوله، روحت القصر أجيب الورقة قالولي هاتلنا إخطار من القسم إنك هتعمل محضر.. طب أعمل ايه؟ فأستعوضناه عند ربنا".

يتحدث محمد بحزن عن شجارات السائقين وسباقاتهم في الطريق كي يفوزأحدهم بأجرة فرد آخر على حساب أرواح الراكبين أو العابرين في الشارع : "عربيات متجمعة من الزبالة وجايبين ليها مواتير بتشتغل بيها".

وبخصوص سير تلك العربات دون لوحات معدنية، رفض اللواء "إيهاب مرزوق" المسؤول بمرور الجيزة، التعليق على سؤال مصراوي بشأن تلك المسألة.
لم يزل "عبدالله خالد" الطالب بكلية الزراعة، متأثرا بالحادث الذي أصابه وأشقائه نتيجة لمزاح بين اثنين من السائقين بما أسفر عن كدمات بساقه "لولا إني نطيت ولحقت نفسي أنا وأخواتي كان زماننا في عداد الموتى.. لو حد كبير في السن مش هيعرف يفادي نفسه".

٤٥

داخل الموقف الخاص بسيارات الأجرة كان السائق "أحمد فتحي" والمسؤول عن الموقف، يشير إلى انزعاجه من تكرار الحوادث معربا عن أسفه لما جرى للبعض من إصابات وفقد للأحبة: "إحنا عايزين نمشي سليم بس ده محتاج آلاف"، موضحُا أن السائقين لا يمتكلون المال لشراء ميكروباص جديد بلوحات معدنية.. وأن كل مطالبهم تتلخص في أن توفر لهم الدولة بديل لتلك العربات المتهالكة مثلما حدث مع سائقي التاكسي الأبيض: "مشكلتنا مش في مطبات، حتى لو في مطب هيحصل حوادث غصب عننا لأن العربيات اللي بنسوقها لا تصلح وبتخالفنا دايما".

فيما يعقب سائق آخر "إحنا عايزين حد يساعدنا.. مش كلنا بلطجية وبنشرب مخدرات في مننا ناس خريجين كليات زى هندسة وتجارة ودار علوم".
قبل أن يصيف السائق "أحمد أبو زياد": "لو اتوفرت لينا عربيات مرخصة ونمر كل السواقين هيلتزموا، ومستعدين يحللوا للكل مخدرات، والأطفال مش هيسوقوا تاني ومشاكل كتير هتتحل"، مشيرا إلى أن السائقين لديهم الكثير من الأعباء والمسؤوليات التي لا تحتمل توقف عملهم دون ايجاد البديل لهم.

فيديو قد يعجبك: