لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حكاية ديربي (2)- "الخنازير" و"الدجاج".. الكرة في الأرجنتين "خناقة شوارع"

07:44 م الثلاثاء 15 ديسمبر 2020

الكرة في الأرجنتين

كتب- محمد زكريا:

قبل عامين، أطلقت عليها الصحافة أعنف مباراة في كرة القدم، كان المقرر لها الانعقاد على ملعب "مونيومنتال"، ذاك التابع لنادي ريفر بليت، لكن هذا الديربي الأرجنتيني غير عادي أبدًا، هاجم جمهور بوكا جونيورز حافلة لاعبي المنافس قبيل وصولها إلى الملعب، تأجل اللقاء لموعد لاحق في الأمسية نفسها، قبل أن يرجئ إلى إشعار آخر، وينقل خارج الأرجنتين.

0

إذا أردت التعرف على معنى الديربي، فعليك بالأرجنتين، يكاد لا تمر مباراة واحدة بين ريفر بليت، الذي يطلق عليه نادي الأغنياء، وبوكا جونيورز، الذي عرف بنادي الفقراء، إلا وتقع المشادات بين اللاعبين والجماهير، والتي تصل في أغلب الأحيان إلى ضرب، وأحدث عنف كأنها خناقة شوارع وليست كرة قدم، ربما تصل إلى الموت، لكن لذلك التنافس العنيف جذور وحكاية.

كانت البداية من حي لابوكا في العاصمة الأرجنتينية بيونس أيرس. في العام 1901 أسس نادي ريفر بلايت، كنتيجة لدمج فريق سانتا روسا وفريق الهواة روساليس، بينما ظهر بوكا جونيورز بعد أربع سنوات فقط، ليتخذ كل فريق مسارًا مغايرًا.

في العام 1931 بدأ ريفر بليت مسيرته الاحترافية، دعمه أغنياء الأرجنتين، ليخرج من مدينة "لابوكا" إلى حي "نيونييز" الراقي، وكأنه الترقي، ليطلق عليه من حينها نادي الأغنياء، ويكون له ملعب وحده، تم تسميته بـ"المونومنتال" في عام 1938.

بينما على يد 6 شباب أبناء مُهاجرين إيطاليين، عملوا بالقرب من حي "لابوكا"، تأسس نادي بوكا جونيورز في العام 1905، فيما تمسكوا بـ"لابوكا"، متهمين ريفر بليت بالنرجسية بسبب تحولهم لحي راقي، ليتخذ اسم "نادي الفقراء" من المتعاطفين معه ومشجعيه.

اشتد الصراع عقب إبرام فريق ريفر بليت للصفقات الكبيرة، بينما ظل غريمه التقليدي يعتمد على الناشئين واللاعبين أصحاب المرتبات الضعيفة، ليشتعل التنافس شيئًا فشيًا، وتكبر العداوة، بعد أن أطلقت جماهير ريفر بليت لقب "الخنازير" على البوكا جونيورز لفقر منطقتهم، ورد جماهير البوكا عليهم بـ"الدجاج" لجبنهم وضعفهم.


ذاك العداء لم يتوقف عند حدود الهتافات، بل وصل للموت. عام 1968، وعلى ملعب المونومينتال، لقي 71 شخصًا حتفهم، بعد تدافع عند البوابة 12 أثناء محاولتهم الخروج من الملعب، وكانت تلك أفجع حوادث كرة القدم في الأرجنتين، وأكثرها صدمة، حيث قدر معدل أعمار الضحايا بـ19 عامًا.

مع مرور الأيام، اشتد الصراع سخونة، حتى وصل إلى تهديدات متبادلة بالقتل بين المشجعين، وتبادل إطلاق الألعاب النارية عند المواجهة، فضلًا عن أعمال الشغب وتبادل الاتهامات العنصرية، مما أجل وألغى العديد من المباريات، والتي لم توقفها للحظة تمادي الاتحاد الأرجنتين في سن العقوبات على المخالفين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان