عطل يوتيوب والأطفال.. كيف مرت مشكلة خدمات جوجل على الأمهات؟
كتب- عبدالله عويس:
بدت الأزمة التقنية التي واجهها مستخدمو جوجل وخدماته أكثر من مشكلة تقنية، في نظر ربات البيوت والأمهات. «يوتيوب لايعمل»، الموقع المفضل للأطفال، وتستغله أمهات في إلهاء أطفالهن، بينما ينشغلن في شؤون البيت، من تنظيف وإعداد طعام خارج الخدمة. وفيما يترقب كثيرون حول العالم، عودة خدمات جوجل للعمل من جديد، كانت هدى محمد تتساءل ما إذا كانت المشكلة ستمتد لساعات أم أن حلها أسرع من ذلك، فيومها حافل بالمهام وطفلها ذو العامين لن يتركها تتحرك بحرية.
يستخدم جوجل وخدماته ملايين حول العالم، وهدى أحدهم، ولا تستطيع ربة البيت أن تتخلى عن موقع يوتيوب، لإلهاء طفلها، وصباح اليوم، الاثنين، فوجئت بطفلها يلقي الهاتف على الأرض غير مرة، ويتكرر الأمر حينما تعيده إليه، وذلك على غير العادة: "أنا كنت بعمل الأكل زي دلوقتي من كل يوم، وعشان هو بيفضل متشعبط في، بسيبه يتفرج على كارتون لحد ما أخلص اللي بعمله"، تحكي الأم، التي قررت أن تختار لطفلها الكارتون الذي يفضله، لكنها اكتشفت سبب غضب طفلها الذي لم يتحدث بعد: "لقيت في عطل ومبقتش فاهمة سببه، وهو مش مبطل زن، والأكل على النار ودي حاجة رخمة".
تعرف هدى وفق ما قرأت أن مقاطع يوتيوب والفيديوهات التي عليه، قد لا تكون ملائمة لعمر طفلها، لكنها لا تجد وسيلة أخرى لإسكاته، إلا بترك الهاتف في يديه: "لأنه حتى التلفزيون بالنسبة ليه، مبقاش مغري ولا بيشده، رغم إنه عنده سنتين بس".
ما حكته هدى كان مطابقا لما مرت به سلوى ثابت، التي لديها طفلين في عمر صغيرة، ذهبت لفض شجار بينهما، وكان الهاتف بعيدا عنهم على غير العادة. كانت الأم في تلك اللحظات تقوم على نظافة البيت وترتيبه، قبل أن تستعد لتجهيز وجبة الغذاء، لتكون جاهزة مع عودة زوجها من العمل، وبدلا من أن تكمل ما تقوم به ظلت ملاصقة لطفليها، خشية أن يتعرض أحدهم لأذى: "لكن لو يوتيوب شغال بينشغلوا بيه، وبكون أنا فاضية نسبيا كام ساعة أخلص شغلي".
بحسب تقرير لوزارة الاتصالات، وصل عدد مستخدمي الإنترنت في مصر إلى 53.15 مليون مستخدم بنهاية يناير الماضي، ووفقا لأسامة مصطفى خبير تكنولوجيا المعلومات، فإن أسباب ذلك العطل يعود لأحد أمور لثلاثة: «إما عطل طبيعي، أو تحديث للتطبيقات، أو هجوم تقني كبير، فبيضطروا يعطلوا السيرفرات مؤقتا لحين صد الهجوم ده» ويقدر أسامة عدد مستخدمي خدمات جوجل بنحو مليار ونصف شخص حول العالم.
أمور لم تشغل بال إسراء عبد المجيد كثيرا، كل ما يهمها أن تعود الخدمة سريعا، لتتمكن من إنجاز عملها الذي تقوم به من داخل المنزل مؤقتا بسبب ظروف فيروس كورونا المستجد: "عندي طفلين ولو مش قدامهم يوتيوب شغال، مش هينزلوا من على ودني، وهيفضلوا متشعبطين في" تحكي الأم التي صارت تعتمد على رسائل أحد التطبيقين "ماسنجر أو واتس آب" لتكمل عملها الذي يعتمد على الترجمة: "لما الإيميل وقع بلغونا في الشغل نعمل ده على طول، ده اتصرفنا فيه، لكن زن العيال محتاجني أقعد معاهم، وده صعب، فيوتيوب كان بيساعدني في ده".
حين عادت الخدمات للعمل، كانت الهواتف المحمولة في يد الأطفال من جديد، يتابعون قنواتهم المفضلة، فيما أنجزت الأمهات شؤون البيت سريعا، خشية أن يعود العطل من جديد: "لما بكون مشغولة في حاجة بس بخليهم يتابعوا يوتيوب، لما بفضى خلاص بقضي وقتي معاهم من غيره" تحكي إسراء.
فيديو قد يعجبك: