ما وراء اللوحة.. آية تحكي سيرة الفن في مقاطع فيديو
كتبت- شروق غنيم:
لا تزال آية فرج تذكر دهشتها حين رأت لوحة الفنان البلجيكي رينيه ماغريت؛ المشاعر المختلطة التي مرّت بها ومحاولاتها لقراءة العمل. لوحة لثُنائي يلتحف وجههما بغطاء أبيض "اللوحة حركتني جدًا، قررت أدور على تفاصيل أكتر عنها"، نقّبت عن سيرة الرسّام، فعرفت مصدر إلهامه، حين عاد الصغير من مدرسته ذات يوم، وجد الشرطة تُحيط النهر المجاور لمنزلهم، وملاءة بيضاء تحتضن جثمان والدته "المشهد مطلعش من خياله، واستخدم الطريقة دي في لوحات كتير يغطي أبطالها بقماش أبيض"، كانت القصة خيط بالنسبة للفتاة الشابة لتبدأ مشروعها "ما وراء اللوحة".
مع كل لوحة جديدة تتصفحها يزداد شغف الفتاة العشرينية بعالم الفن، ورغم دراستها للهندسة إلا أنها قبضت على هوايتها "وبدأت أطور من نفسي في تأمل اللوحات ومعرفة القصص اللي وراها"، قبل عامين قررت إطلاق صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي لتحكي عن اللوحات التي أثرت فيها وحكايتها "وأوقات كمان مشاعري تجاه اللوحة، مش بالضرورة يبقى شرح ليها أو كلام فنيات"، بلغ عدد متابعي الصفحة حتى الآن حوالي 118 ألف.
على مدار عامين نشرت آية مئات اللوحات؛ مرة تحكي عنها وأخرى تكتب فقط اسم اللوحة وصانعها "بس اكتشفت الناس بتحب أكتر لما أحكي عنها"، وفي خلال فترة الإغلاق بسبب انتشار فيروس كورونا في مارس الماضي، ركزت الطالبة على تطوير مشروعها "فكرت إني أعمل فيديوهات وأشرح للناس أكتر، لأن اللوحات بتخليني أقعد أفكر كأني بحل مسألة فيزياء".
حين نشرت أول مقطع فيديو فوجئت بابن شقيقتها الصغير صاحب الأربعة أعوام متأثرًا به "ارتبط بقصة الفنان كليميت، بقت بالنسبة له زي حدوتة قبل النوم"، جاءها تعليقات مُشابهة، بأداء صوتها الناعم والطريقة السلسلة في العرض "في ناس بتسمعها في آخر اليوم بحيث تدخل في موود لطيف".
للفن مكانة في قلب آية، كانت تتحين فرصة مجيئها من مدينتها بالمنصورة إلى القاهرة فتتجول في المتاحف والقصور الأثرية المختلفة، تتأمل في تفاصيلها توثقها بكاميرتها، فيما فرض شغفها وجوده حتى في مجال دراستها المختلف "كنا بندرس مادة عروض، وقررت أتكلم عن فكرة ما وراء اللوحة"، اختارت الطالبة بكلية هندسة ثلاث لوحات وأخذت تحكي عنهم بينما لمعة عينيها لا تنطفئ "كان قبل ما أعمل الفيديوهات وكانت أول مرة أتكلم قدام الناس، وجيبت في المادة امتياز".
تسعة مقاطع فيديو أنتجتهم آية خلال الفترة الماضية، تمزج حكايات الفنانين مع ما وراء اللوحة، لاتزال تكتشف كل يوم قصة جديدة فيزداد حماسها بالإضافة لذلك "بكتشف في حاجات عن نفسي كمان"، فيما تمتلأ سعادة من ردود الفعل التي تستقبلها "إن ده بيجمّع ناس عندها شغف بالفن".
فيديو قد يعجبك: