إعلان

محمود ياسين.. مسيرة عامرة بإطلالة وصوت لا يُنسى (بروفايل)

03:56 م الأربعاء 14 أكتوبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت :هبة خميس

في منتصف الستينات وقبل النكسة بسنوات قليلة، كان الشاب محمود ياسين ينهي دراسته بكلية الحقوق بجامعة عين شمس عام 1964 ويفكر طويلاً في الوظيفة التي وضعته فيها القوى العاملة في محافظته بورسعيد، التي نشأ فيها لوالد موظفاً في هيئة قناة السويس وبيت هاديء، وقتها سمع أخباراً عن فتح باب المسرح القومي للمواهب الشابة من خريجي الجامعات المختلفة، وكان ذلك استثناءً -إذ أن المسرح لم يقبل طوال سنواته سوى خريجي معهد الفنون المسرحية والسينمائية.

كان قراراً غريباً من الشاب "ياسين" وقتها برفض الوظيفة الحكومية التي ستدر عليه دخلاً مناسباً ليبدأ حياة أسرية هادئة، لكنه برفضه للوظيفة بدأ حياة أخرى فنجاحه في اختبارات المسرح القومي وصوته الرخيم وملامحه المصرية الحادة أهلته لبطولة الكثير من المسرحيات، ولاقت تلك الأعمال نجاحاً كبيراً واحتفاءً من الجمهور مثل مسرحية "ليلة و المجنون" تأليف الشاعر المصري الراحل صلاح عبد الصبور .

على خشبة المسرح، في مطلع السبعينات وجد المخرج حسين كامل ضالته في محمود ياسين ليعرض عليه دور ممثل مساعد أمام شادية وصلاح قابيل في فيلم "نحن لا نزرع الشوك"، وكان ذلك الدور الثاني له في السينما أمام الفنانة شادية حيث مثل مشاهد قليلة في فيلم "شيء من الخوف "، لكن مساحة الدور الذي لعبه في "نحن لا نزرع الشوك" جعلت المخرجين يتعلقون بوجه الشاب الموهوب صاحب الملامح المتميزة.

في تلك الفترة وعقب النكسة التي جعلت معظم الممثلين المصريين يهجرون السينما المصرية للبنان لصنع أفلام متواضعة وكانت بداية ظهور "ياسين" الذي ظل في مصر يبدأ سنوات قليلة من الانتشار وعمل مع العديد من المخرجين الذين ظلوا يحاربون لعمل الأفلام الجيدة مثل علي بدرخان" ومحمد فاضل، وعلي عبد الخالق فظهر في بطولة أفلام كثيرة مثل "أغنية على الممر" و"الحب الذي كان" و"شقة في وسط البلد " و"الخيط الرفيع".

بين الاستوديوهات وجد "ياسين" الحب، فكانت "شهيرة " تبدأ مشوارها القصير في السينما عن طريق فيلم " صورة" مع المخرج مدكور سالم، أحبها و تزوجها وهي مازالت في معهد السينما وأنهت دراستها بعد ولادة ابنهما الكبير "عمرو" لكنها بعد سنوات قررت اعتزال الفن والتفرغ التام لأسرتهما الصغيرة، و ظل "ياسين" رجل أسرة من الطراز الأول يهتم بعمله وأسرته فقط دون الالتفات لشائعات الوسط الفني أو ترك عمله يؤثر على أسرته التي يعشقها.

في بداياته يتذكر "محمود ياسين" المخرج يوسف شاهين الذي تمنى دائماً العمل معه، أعجب "شاهين " بأداؤه واختاره لبطولة فيلم الاختيار وكان ذلك سيكون أول بطولة له وأول عمل مع "شاهين" لكن انشغال "ياسين" بدوره في فيلم "نحن لا نزرع الشوك" أغضب يوسف شاهين بشدة فألغى العقد الذي وقعه معه ولم يختاره لأي عمل ثانية مما أحزن "ياسين" لسنوات بسبب ذلك فهو نشأ على أفلام "شاهين" وأحب السينما بسبب تلك الأفلام مثل "باب الحديد " و"صراع في الميناء" و"الناصر صلاح الدين".

في بداية التسعينات اختلف الوضع تماماً في السينما؛ بدأ الفيلم المصري في التدهور وغياب المحتوى الجيد والتقنيات الجيدة في صناعة السينما، مما أشعر النجم أن الشاشة الذهبية لم تعد مكاناً مناسباً ولائقاً له، فاتجه للتليفزيون وشارك في بطولة العديد من المسلسلات التي لا تُنسى مثل مسلسل الإمام الأعظم "أبي حنيفة النعمان" و"أيام المنيرة " ودوره الشهير في مسلسل "سوق العصر" عام 2001، وعقب غياب سنوات عن السينما أعاده المخرج شريف عرفة للسينما في فيلم "الجزيرة " وأعقب ذلك أكثر من فيلم ومسلسل إلى آخر فيلم شارك فيه مع الفنانة بشرى " جدو حبيبي"، ثم بعدها غياب طويل بسبب مرضه بألزهايمر لسنوات حتى وفاته اليوم عن عمر يناهز التاسعة والسبعون تاركاً رصيداً لا يُنسى لمحبيه وجمهوره الذي تربى على رؤيته في السينما والتليفزيون.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان