"نشعر أننا نكلم الله".. هاويات من المغرب يؤسسن كورال صوفي
كتابة وتصوير- شروق غنيم:
لم تعد تتابع لطيفة الكندوز ما يدور أمامها حين بدأت وصلة مديح النبي، يتلاشى كل شيء، تنسى مهنتها الأساسية كأستاذة جامعية لمادة التاريخ، تخلع الرداء الرسمي وتطل بجلباب أخضر بسيط، تنشد برفقة زميلاتها في فرقة كورال أنوار المغربية في مشاركتهم للمرة الثانية بمهرجان سماع الدولي للإنشاد والموسيقى الروحية بدار الأوبرا المصرية، تذوب أي فوارق لغوية أو ثقافية "نحنا جايين هنا ويجمعنا حب لله والسلام، أيًا كانت ديانتنا".
قبل أربع سنوات نبع بدخل الكندوز رغبة في تكوين فرقة كورال صوفي "من زمان أحب أغني لأم كلثوم وعبدالحليم، لكن ما بعرف إذا كان صوتي حلو أو لاء"، حين انضمت إلى جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة في المغرب وجدت فرقة كورال صوفي للصغار "فكرت إنه ليه ما نأسس فرقة للسيدات الكبار، اللي يحبوا ينشدوا لله ورسوله".
بدأت رفقة اثنين من صديقاتها في البحث عن أعضاء للفريق، انضم لهن الشيخ إبراهيم الأشهب "هذا من أحد شيوخ الطرق الصوفية في المغرب ويعتبر محترف في الإنشاد الصوفي"، كذلك التحق عازفين محترفين بالفريق، بينما كانت السيدات كلهن من الهاويات "بدأ الشيخ يعلمنا كيف ننشد".
كان الأمر صعبًا في البداية على الكندوز وصديقاتها "خصوصًا إن الإنشاد العزف فيه بيكون قليل، يعني ما هغطي على أصواتنا إذا بها مشكلة"، بعد عدة أشهر أتقنوا الإنشاد، تلبستهن نفس الحالة التي يشدو بها الشيخ "أخذنا منه نفس الحالة، لما يغمض عينه بنعرف إنه لا يشعر فينا"، تسللت تلك الروح للأستاذة الجامعية "في الإنشاد أشعر أن روحي تطير في السماء، حين أذكر اسم الله أو رسوله أشعر أنني أحدثهم في تلك اللحظة"، كان ذلك الشعور هو الدافع لأن تستمر في الفرقة.
خلال أربع سنوات، طافت الفرقة في مهرجانات محلية داخل المغرب، جاءوا إلى مصر العام الماضي للمرة الأولى للمشاركة في مهرجان سماع الدولي للإنشاد والموسيقى الروحية، تلاقت نفس الفرقة والجمهور هنا "نشعر وكإننا في المغرب"، كذلك حين سافروا إلى إيطاليا "برغم إن بعض الحاضرين لا يفهمون لغتنا، لكن تجاوبوا معنا، هذا هو الإنشاد الصوفي حالة، تستطيع أن تصل لأي شخص، أيًا كانت ديانته، فنحن فهذه اللحظة، نتوجه جميعنا إلى الله".
فيديو قد يعجبك: