إعلان

25 عامًا على "Friends".. لماذا استمر نجاح المسلسل الأمريكي إلى الآن؟

07:22 م الأحد 22 سبتمبر 2019

Friends

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-هدى الشيمي ورنا الجميعي:

قبل حوالي 25 عامًا قرر المخرج الأمريكي جيمس بوروز اصطحاب ستة ممثلين شباب، وجوه أغلبها ليست مألوفة ولم تُرَ من قبل، في رحلة إلى لاس فيجاس، وبينما يجلسون في أحد المطاعم طلب منهم الاستمتاع بهذه الرحلة إلى أقصى قدر مُمكن، لأن حياتهم بعدها سوف تتغير كثيرًا، فربما يصبحون من أهم النجوم في تاريخ التليفزيون الأمريكي، ولن يتمكنوا من عيش حياة عادية، سيطاردهم الجماهير ويرغبون في التقاط الصور معهم بعد عرض "السيت الكوم" الأمريكي Friends (فريندس)، وهو ما كان.

في الثاني والعشرين من سبتمبر عام 1995، عُرضت أولى حلقات المسلسل الأمريكي على شبكة "إن بي سي"، والتي وافقت على مضض شرائه وتنفيذ فكرة مُبتكريه مارتا كوفمان وديفيد كرين، وأعيد عرضه أكثر من مرة، وإلى الآن لا تزال قاعدته الجماهيرية تتسع مع مرور الوقت. لا أحد يعرف لِم استمر وجوده إلى الآن، لم يكن كباقي المسلسلات، التي تترك أثرًا بسيطًا ثم ترحل، لكنه تغلغل بداخل كل من شاهده، وعندما يُسأل عن سبب استمراريته حتى الآن يُجيب أحد عشاقه ببساطة "لأنه يُشبهنا".

1

لا يقتصر جمهور المسلسل على فئة عمرية بعينها، هناك من شاهد عرضه الأول سنة 1994 على التليفزيون، وهناك من شاهده على الإنترنت، بات كتهويدة قبل النوم، يتم اللجوء إليها للشعور بالهدوء وفي بعض الأحيان السلام النفسي، الابتعاد عن الواقع والهروب من مشكلاته مع ستة أشخاص يعيشون حياتهم ببساطة، يواجهون الأزمات بالضحك والسخرية.

ممن شاهدوه في عرضه الأول كان عمرو مهدي، يتذكر حين رآه على القناة الثانية خلال فترة التسعينيات "أنا بتفرج على مسلسلات أجبني منذ أيام نوتس لاندينج وفالكون كريست وزا بولد آند زا بيوتيفول"، انبهر مهدي بالمسلسل الأمريكي "كان غني بالمواقف والمعلومات العامة المفيدة عن المجتمع الأمريكي"، كما كان مُفيد له اجتماعيًا "ساعدني جدًا في تقبل الآخر وعدم الحكم على الناس".

2

ما ميز freinds عن غيره من المسلسلات الأخرى التي تنتمي إلى نفس الفئة الدرامية حسب الناقد أندرو مُحسن هو طريقة كتابته، الحلقات كانت مُبتكرة ومليئة بالأفكار الجديدة، على عكس باقي أعمال "السيت كوم" التي تعاني من إفلاس في الإبداع بعد فترة من عرضها.

3

على مدار المواسم العشرة تشهد الشخصيات تطورًا كبيرًا، فكلما مرّ الوقت تصبح أكثر نضجًا واتزانًا وتتغير نظرتها إزاء الأمور، فمثلًا رايتشيل التي تتحول من الشخصية المُدللة الأنانية إلى المرأة المُستقلة المعتمدة على نفسها، وتشاندلر الذي يغدو راغبًا في الاستقرار وتأسيس عائلة بعدما كان يعاني من رهاب الارتباط، تلك التغيرات التي تحدث يُمكن ملاحظتها بيننا كأشخاص كما يقول محسن.

4

في عمر الثامنة عشر شاهد علي حسين المسلسل، إذ رشحه له صديق عمره "قالي شوف الشخصيات دي، كل واحد فيهم فيه شيء مننا، وصداقتهم قريبة لصداقتنا، عدا إننا اتنين وهما ستة".

وهو ما حدث لخديجة محمود، صار الأبطال الستة أصدقائها "أصبحت أراهم في كل تعاملاتي، وأفكر قبل أي موقف كيف سيتصرفوني"، كما أن السُخرية المُحمل بها المسلسل جعلت أزماتهم تبدو بسيطة "وصرت أحاول أبسّط الدنيا على نفسي مثلهم".

اعتمد فريندس على ست شخصيات كوميدية متنوعة جرى توظيفها بصورة جيدة، حسب مُحسن، ويقول: "مع مرور الوقت أصبحنا كمشاهدين نعرف من أين سوف تصدر الكوميديا من الشخصيات، وعلى عكس المسلسلات الأخرى فإن الشخصيات كانت مُتقاربة للغاية".

5

ومن أجل تحقيق ذلك التقارب بين الشخصيات، كان صنّاع المسلسل - مارثا كوفمان وديفيد كرين- يلجآن إلى مُخطط دائري يقسمانه إلى ستة أجزاء، يوزعان عليه العبارات والجمل التي يقولها الأبطال، لضمان تواجدهم جميعاً بشكل متوازن في الحلقة الواحدة، وحتى لا يحظى أي منهم بفرصة أكبر من غيره.

من خلال علاقاتهم القوية ببعضهم البعض كانت شخصيات المسلسل تهرب من واقعها الأليم، بدأت المشاكل التي تعاني منها الأبطال في الظهور منذ عرض أول حلقاته، تحدثت فيبي عن انتحار والدتها وعيشها في شوارع نيويورك الشرسة، أما رايتشيل فكانت تشعر بالاغتراب في البيئة السطحية التي نشأت فيها، وعانت قسوة وتسلط والدها، وحكى تشاندلر عن معاناته بسبب ميول والده الجنسية وتحرر أمه الشديد، كذلك فرق المعاملة الكبير بين روس ومونيكا من قِبل والديهما، ومن خلال علاقتهم ببعض أسسوا عائلة بديلة عوضتهم عما فقدوه.

6

تلك الفترة ذاتها كانت تتحدث عنها سميرة حمزة، حيث تحكي عن تقديسها للصداقة " بالنسبة لي صحابي هما أهلي"، كانت تتمنى أن تعيش مثلما يعيش مونيكا وأصدقاؤها في شقتين متقابلتين "لدرجة إني كنت أحسد صحباتي المغتربات"، تقول ضاحكة، كانت سميرة تقارن بين حياتها وحياتهم، بالنسبة لمونيكا وأصدقائها كان مقهى "سنترال بيرك" هو مكان التجمع، فتتذكر سميرة سُلّم كليتها الذي كان مكان لقاء جميع الأصدقاء أيضًا.

من أسباب ارتباط المشاهدين به هو أنه يفصلهم عن واقعهم الأليم. على كِبر شاهدته خديجة، كانت تبلغ من العمر عشرين عامًا، حمله إليها أحد أقاربها حين انقطع الانترنت خلال ثورة 25 يناير "كان يلهيني عن الواقع"، وصار المسلسل هو وقت الاستراحة الذي تأخذه خديجة من الواقع "كان يفصلني عن كل الخوف والتوتر في هذا الوقت"، وكما كان فريندز بالنسبة لخديجة، كان كذلك لسميرة التي شاهدته عام 2016.

7

تتذكر الشابة أنها شاهدته خلال فترة سيئة بالنسبة لها "بهذا الوقت لم أرغب في مشاهدة أي مسلسل درامي كئيب، وعندما بدأت في مشاهدة فريندس أُصيبت بالهوس"، حتى أنها كانت تُنهي عملها مُبكرًا حتى تعود للبيت تشاهده "كنت أقول لصحابي أنا ماشية عشان أروح أشوف العيال"، مُتحدثة عنهم كأنهم أصدقاؤها هي.

عُرض فريندس لعشرة مواسم، تلك الاستمرارية أيضًا جعلته حقيقيًا، لأن كل مُوسم يتسم بسمات العام الذي فيه، سواء في التكنولوجيا أو الأزياء "فكرة إنك تعاصر المسلسل تحفة، احنا شفنا خلال حلقاتهم ازاي كانوا بيتكلموا في التليفون العادي ثم الموبايل ثم الكومبيوتر"، حتى أن في إحدى الحلقات يظهر تشاندلر وروس أعضاء على أحد مواقع التعارف بين طلبة الكليات، تلك الفكرة التي كانت بذرة موقع فيسبوك فيما بعد.

8

تلك الاستمرارية جعلته متواجدًا بشكل قوي بين رواد فيسبوك، سواء كمنشورات مضحكة أو تعليقات بين الأصدقاء، حتى أنه يوجد العديد من مجموعات المعجبين به، أحد تلك المجموعات اسمه "F.R.I.E.N.D.S Arab Fans"، ويبلغ العدد فيه أكثر من 37 ألف معجب، لم يكونوا جميعهم من مصر، حول الوطن العربي الكثيرين منهم علي الرميثي من العراق، الذي لم يسمع عنه سوى بحلول عام 2003 "لأن قبل هذا العام كان الستلايت ممنوع عندنا"، حينها كان عمر رومايسي السابعة وعشرين "شفته على mbc 2، كنت أعيش مع الشخصيات كأني شايفهم وحاسس بيهم". وخارج مصر والوطن العربي حظى فريندس بشهرة كبيرة، وصار المسلسل الأكثر شعبية في الصين أيضًا.

9

قبل أيام احتفل محرك البحث "جوجل" بالمسلسل الأكثر شهرة، حتى أنه وصل لأن يُصبح ضمن عمليات البحث الرائجة في أمريكا، فارتفع اسم روس ليكون رقم واحد في البحث، وذلك يوم 19 سبتمبر الماضي، كذلك ظهرت اسم ريتشيل أيضًا، كما اسم مسلسل فريندس ضمن عمليات البحث في مصر، في نفس اليوم، وذلك بسبب احتفال جوجل بأبطاله الست على طريقتها الخاصة.

10

الاستفادة من فريندس لم تقتصر فقط على المواقف الاجتماعية، بل حتى اللغة التي يتحدثون بيها "اكتشفت إن كورسات انجليزي كتير بيعتمدوا على المسلسل في تعليم اللغة"، بدون أن يشعر فعل ذلك حسين "أنا بحب اللغة الإنجليزي وكنت متمكن منها، لكن كنت بحب أختبر نفسي بمتابعة مسلسل زي فريندز من غير ترجمة".

11

التأثير الذي خلقه فريندز لم يكن خفيفًا، توّحد معه العديدون لأن أبطاله تحولوا من لحم ودم "دول بقوا أصحابي، بفكر معاهم وبضحك معاهم"، حتى أنه غيّر من طباع المعجبين بالمسلسل "غير شكل علاقاتي بصحابي وخلاني أحبهم أكتر"، كما تقول خديجة، أما بالنسبة لسميرة فجعلها "أكتر صبر مع صحابي".

ماذا نعرف عن مسلسلنا المفضل؟

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان