لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مغامرة في أوغندا.. أميرة تركت "كركبة" العاصمة من أجل الحياة البرية

08:40 م السبت 03 أغسطس 2019

التطوع في مجال التعليم في أوغندا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - شروق غنيم:
ذات يوم اتخذت أميرة عبدالحميد القرار الذي خبأته داخل نفسها لسنوات طويلة؛ استيقظت وقد شعرت أن عليها هجر الحياة التي تعودت عليها، أن تختبر شيئًا جديدًا، ربما أبسط، أكثر هدوءًا وسلامًا، فكان التطوّع في أوغندا. العام الماضي سافرت السيدة الثلاثينية إلى البلدة الأفريقية رفقة فريق "سفراء" للتطوع في مجالات التعليم.

وّدت صاحبة الثلاثين عامًا ألا تغادر المكان، تستيقظ في الصباح الباكر على زقزقات العصافير، تبدأ يومها بمشاهدة بحيرة فيكتوريا، بينما تتناول فطورها، تستمتع بكل لحظة، تعيش الحياة دون مشاهدتها من بعيد، لا يشغلها عنها إشعارات مواقع التواصل الاجتماعي أو شاشات التليفزيون "مش الكركبة اللي احنا عايشين فيها، حتى الأكل له طعم مختلف وهو معمول على الحطب".

15 عامًا أمضتهم أميرة عبدالحميد في عالم التطوع، لكنها تمنّت أن تخرج إلى دُنيا أخرى لا تعلم عنها شيئًا، تتجوّل في بلاد الله الواسعة وتمنح خيرًا لأهلها، وبعد سنوات طويلة أدركت حلمها، سافرت وحيدة إلى أوغندا في مارس العام الماضي.

1

استعدت أميرة جيدًا للتجربة، وحين وصلت إلى أوغندا، شعرت أن بإمكانها "تتنفس كويس من كتر الخٌضرة الموجودة حواليك"، ابتلعت الفتاة الثلاثينية مخاوفها، صار عليها التعامل مع الحشرات بشكل مختلف "البُرص أكتر حاجة كانت منتشرة، بس أنا كنت بسيطر على قلقي منهم أو أي حشرات تانية لأن المكان اللي أنا فيه ده بيئتهم الطبيعية، أنا اللي دخيلة عليهم عشان كدة لازم أتعايش معاهم"، اعتادت أميرة وجودهم "والناموس بقى حاجة أساسية في يومي".

لم يتملك الخوف من الفتاة الثلاثينية، بينما تسافر لأول مرة خارج وطنها "كنت مشتاقة لتجربة زي دي"، طيلة 10 أيام تنقلت أميرة بين مدارس ودور رعاية في الدولة الأفريقية، إذ كان تطوعها لتعليم الصغار هناك في مدارس الأحياء الفقيرة، لكنها أيضًا شاركت في حفر الآبار هناك، سعادة لم تبلغها من قبل "يوم افتتاحه بيبقى كإنه عيد، وفرحة الناس بالبير متتوصفش".

في الحياة البرية تزداد المهام أكثر مما اعتادته أميرة، لكنها كانت تؤديها بكل حُب، اعتادت الشتاء الدائم، فيما باتت "بودا بودا" وسيلة مواصلتها، وهي عبارة عن موتوسيكل "الطرق هناك كانت صعبة وكلها تراب أحمر، كنت برجع البيت وأنا كل لبسي مليان طين".

حيث سكنت أميرة لا وجود للكهرباء إلا في حدود ضيقة "لكن أنا يومي كان بيبدأ من بدري وبيخلص متأخر"، استغنت باللمبات المُضاءة "نور ربنا هو مصدر الضوء بالنسبة لي، ووقت الطبخ لما نولّع في الحطب"، فيما ازدادت مهمة أخرى مع الملابس "هناك مفيش غسالة، فكنت بغسل على إيدي".

كلما مّرت التجربة على خاطر أميرة، تنفلت منها ابتسامة عفوية، تتذكر الرحلة مع كل مرة تُعد فيها طعامًا "هناك كنا بنعمل الأكل بكمية على الأد عشان مفيش تلاجة"، بينما صار ذلك منهاجًا لها "عشان ميكونش في هدر للأكل"، فيما تتذكر استمتاعها بالطعام هناك وكأن حاسة التذوّق زادت "الأناناس طعمه مختلف جدًا، وكان في فاكها اسمها جاك فروت وقعت في غرامها على طول ونفسي أجرب أكلها تاني".

التعامل مع الأطفال في أوغندا أكثر ما أبهج قلب أميرة، تتذكر يوم افتتاح البئر، "لمّة" الأطفال حوله وسعادتهم به "وأي طفل هناك أول ما يشوفك يرحب بيكي جدًا ويبتسم بطريقة تخطف قلبك"، في ذاك اليوم جاء ولد يرحب بها "وكان معايا بسكوتة أدتهاله، اعتقدت إنه هياكلها، لكن لقيته راح لأصحابه الاثنين اللي معاه وقسمها عليهم"، اقشعّر بدن الفتاة الثلاثينية، شعرت أنها جاءت لتتعلم من الصغار وليس العكس "كلهم على الفطرة، وعندهم عطاء ملوش حدود".

2

عايشت أميرة معاناة الأطفال مع التعليم، حيث يقضون يومًا طويلًا في المدرسة "من 8 الصبح لـ5"، فضلًا عن ارتفاع تكلفة المدارس "التيرم بـ20 دولار، وده رقم كبير على الأسر البسيطة، ورغم محاولات الكيانات التطوعية أنها تساعد بس صعب"، يتخلل اليوم الدراسي وجبة مُقدّمة للأطفال "بيعملوا شوربة للولاد بالدقيق، ودي من الحاجات اللي بتقتل".

لم تخلُ رحلة الفتاة الثلاثينية من المواقف المضحكة، تتذكر حين سمعت لأول مرة عن ثمن شطيرة أرادت شرائها "بـ23 ألف شلن، اتخضيت من الرقم في الأول لكن بعد كدة فهمت إن الدولار بيساوي 3600 شلن هناك"، صارت تلك "نكتة" تداولها حين تسرد تفاصيل رحلتها لأسرتها "أنا كلت فطيرة بـ23 ألف شلن".

انقضت الرحلة سريعًا، مرّت بخِفة كما نسيم الهواء الذي اعتادته رئة أميرة "كل حاجة هناك على الفِطرة لسة"، يأتيها الحنين من حين لآخر لمعاودة التجربة "مفتقدة الصحيان بدري بنشاط وبداية اليوم، فكرة إن الخُضرة والنيل مشهد أساسي في يومك"، لكن أكثر ما يجذبها للذهاب هناك مجددًا ضحكة الأطفال التي درّست لهم "يخطفوا القلب من كتر جمالهم وبراءتهم".



تابع باقي موضوعات الملف:

"إفريقيا السعيدة".. "سارة" انتقلت إلى كينيا لمساعدة "الأطفال اللاجئين"

1

14 يوما خارج نطاق الخدمة.. مغامرة طبيب مصري في بحيرة فيكتوريا

3

"مياه آمنة".. حين توسّع مشروع مصري ليروي بلاد أفريقيا

4


"لفّة" في بلاد أفريقيا.. الحياة البرية تغير نظرة شاب عن القارة السمراء

5


57 يوما في قَلب إفريقيا.. كيف غيرت القارة السمراء حياة "مرام"؟

6

فيديو قد يعجبك: