حفلة موازية أمام القلعة: "اللي معرفش يدخل حفلة مسار إجباري يغني لهم"
كتابة وتصوير - شروق غنيم:
على أبواب قلعة صلاح الدين، وقف الآلاف في انتظار قطع التذاكر من أجل حضور حفل مسار إجباري ضمن مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء، لكن البعض عاد خائب الأمل بعدما فشل في اختراق الصفوف المتكدسة أمام الأبواب، فيما اتخذ خمس أصدقاء القرار بالاستمتاع ومعايشة أجواء الحفل حتى وإن لم يحضروها.
كما الحفلة الموازية، أخذ الخمس أصدقاء يُحيون ويغنون لفريق مسار إجباري -مساء الثلاثاء- جلس مصطفى الشيخ، ميادة الشوربجي، إلهام علي، أنس المهيطي وشهاب، يتعالى صوتهم بـ"لو كنت أعرف إن دي اللحظة الأخيرة، ميه ميه كانت هتفرق في الوداع"، بينما يعودون بالوراء إلى الأغاني القديمة للفرقة مثل بقيت حاوي "منا اتعودت أحلامي أشوفها بتجري قدامي وملحقهاش".
كل من يمر على الرفاق الخمس، يمنحهم ابتسامة، آخر يدندن بعض من كلمات أغاني الفريق "إحنا كنا جايين نتبسط مع الفرقة، فهنعمل ده حتى لو مدخلناش، حلاوة أي حفلة في الصُحبة فيالا نغني سوا"، من محافظة الإسماعيلية جاءت ميادة قبل الحفل بيوم، تُعرف وسط شلة أصحابها أنها "مجنونة فريق مسار"، رغم ذلك لم تتمكن صاحبة الـ27 عامًا من حضور أي من حفلاتهم بسبب بُعد المسافة والتكلفة العالية "وساعات يحصل لخبطة عندي ومقدرش أسافر، أو الحفلة تتلغي".
لم تكن ميادة الوحيدة التي قطعت مئات الكيلومترات لحضور الحفل، لكن رفيقتها إلهام علي جاءت من قنا "إحنا لينا بيت هنا في القاهرة، فإلهام اتضامنت معايا عشان مبقاش لوحدي وجت مخصوص عشان تشاركني الحفلة برضو، تقريبًا كلهم جايين عشان يخلوني أنجح مرة وأدخل حفلة ليهم، بس اللي حصل بقى".
رغم فشل المحاولة، لكن لا تفارق الابتسامة وجوه الرفاق الخمس، حاولوا الاستمتاع بوقتهم في المكان، ومع حلول الساعة الثامنة ونص تقريبًا، انبعثت موسيقى فريق مسار إجباري من الداخل "ليه بقى الاستفزاز ده"، يضحك مصطفى ثم يحفز باقي أصدقائه على تكملة الغناء.
مرات عديدة حضر فيها مصطفى حفلات لفريق مسار إجباري، يحكي صاحب الـ27 عامًا أنه بالماضي لم يكن حول الفريق الموسيقي كل هذا العدد من الجمهور "زمان كنا بنقول عليهم أندرجراوند، لكن دلوقتي خلاص الوضع اختلف تمامًا"، انزعج الشاب العشريني من فكرة عدم التنظيم الجيد "أي حفلة مجانية أو فلوسها قليلة للأسف مبيبقاش في نظام".
في "قعدة الغُنا" التي ارتجلها الرفاق الخمس، كلما ذكر أحدهم بحزن عدم دخولهم للحفل، يحاول آخر التخفيف من الأمر بترديد أغنية مفضلة للفريق الموسيقي، تحكي لهم أُنس، صديقتهم السورية بأنها على موعد مع امتحان قدرات في كلية فنون جميلة اليوم التالي للحفل، لكنها فضلت الحضور رغم ذلك، يقطع شهاب الحديث ويبدأ الغناء "إحنا بنحب نغني سوا في أي مكان، على القهوة، الشارع، وفي الحفلات طبعًا".
مع حلول التاسعة مساءً؛ قلت الأعداد أمام الأبواب بعدما علموا أنه لا أمل في الدخول إلى حفل فريقهم المفضل، بينما داوم الرفاق الخمس على الجلوس في نفس مكانهم أمام الأبواب، يسمعون موسيقى فيهتفون بأنها أغنية "صباحك ضحكة بتسّكر"، تحل حالة سكوت على الأصدقاء فيكسرها مصطفى "هنقعد هنا لحد ما الحفلة تخلص، المرة دي هنحضرها بطريقتنا".
فيديو قد يعجبك: